ما تقومون به ورفاقكم في سائر الجبهات هو أكبر من شجاعة، وأكثر من معجزة، وأعظم من بسالة، فسبحان يمن أنتم فلذات أكباده وأعز وطن أنتم حماته والمدافعون عنه، بكم زادت الجبال شموخاً، والرواسي ثباتاً واستحالت الحصى جبالاً والسهول مقابر للعنجهية والبغي ومحارق نفايات للمرتزقة وشذَّاذ الآفاق. من قبلكم أرغم ببندقيته ال(إبرامز) ودفن المدرعات وتصدى للبوارج والطائرات، وتملَّى في وجه البحر الأحمر تحت القصف، وغازل سعف النخل على إيقاع الموت ووقع الصواريخ والقنابل الفوسفورية. تيهوا فأنتم أهلٌ لذلك. تحت أقدامكم ديست أنوف ممالك النفط، ونفقت مرتزقتهم من أصقاع الأرض، ومن هيبتكم فتحت خزائن الخليج العامرة، فصار فرعون متسولاً والبشير قوَّاداً وجبابرة الأرض نخَّاسين. أنتم المخا، وأنتم تعزوالحديدة وإب وصنعاء وعدن وصعدة والمهرة وحضرموت ومأرب، أنتم اليمن سهلها وجبلها وبرها وبحرها، وبكم ستبقى طاهرة من دنس غازٍ ورجس مرتزق، وأنتم النصر يتلألأ في طهارة عين شعب تداعت عليه جيوش الخطايا، وتكالب على إبائه بغي البراميل وبغاء الدولار. أنتم شرف الماجدات اللواتي يتلفعن في خدورهن أردية التحدِّي في انتظار غارة العدوان، وعطر تراب الكرامة في شقوق يدين قدّمتا بسخاء فلذات أكبادها للشهادة في صعدة وحجة ولحج ومأرب وتعز والبيضاء ونهم وجيزان ونجران وعسير وعلى طول البلاد وعرضها، وأنتم اصطكاك نواجذ الثأر لدماء عرس سنبان وواحجة، وعزاء القاعة الكبرى، وسوق مستبأ ومنبه، وسكن العمال في الحديدة، وموظفي الكهرباء في المخا، والأسر التي طمرتها صواريخ العدوان تحت ركام منازلها، ودماء الأطفال التي اختلطت بالحقائب المدرسية على امتداد الوطن.. أنتم رُسل مرارة الجوع لترفهم، وغصة قهرنا إلى حلوقهم.. ولن يُهزم يمنٌ أنتم حماته، ولن ينحني شعبٌ أنتم أبناؤه.