تعرض مرتزقة تحالف العدوان السعودي لمحرقتين في الساحل الغربي لمحافظة تعز، الأولى شرق المخا، والثانية شمال ذوباب، فيما شيعت دولة الإمارات المشاركة في العدوان على بلادنا أحد ضباطها. وقالت مصادر عسكرية ميدانية ل"اليمن اليوم" إن المرتزقة حاولوا مساء أمس الأول، التقدم من الجهة الشرقية لمدينة المخا عبر الخط الدائري صوب حارة الحالي، شمال شرق المدينة، ضمن مخطط للوصول إلى منطقة "العمودي" والمدينة السكنية لموظفي المحطة البخارية والالتفاف على الجيش واللجان الشعبية داخل المدينة وقطع خط الإمداد الواصل من الحديدة. وأشارت المصادر إلى أن محاولة المرتزقة تم التمهيد لها بغارات مكثفة من قبل المقاتلات الحربية ومروحيات الأباتشي، قبل وأثناء الزحف الذي تقدمته دبابات نوع (أبرامز) أمريكية الصنع، بخلاف المدرعات العسكرية الحديثة والتي يطلق عليها (الأسطورة). وطبقاً للمصادر فإن الجيش واللجان تصدوا بقوة لتقدم المرتزقة ودارت معارك عنيفة تكللت بإحراق عدد من الدبابات والمدرعات العسكرية وإيقاع طواقمها قتلى وجرحى فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار والعودة إلى مواقعهم باتجاه منطقة الميزان المحوري، 3كم جنوب شرق المدينة. وأكد المصدر العسكري أن لجوء المرتزقة إلى إحداث اختراق تحت غطاء جوي مكثف، ومحاولة التقدم باتجاه حي الحالي المؤدي إلى منطقة العمودي والكورنيش المحاذية لمعسكر القطاع الساحلي، شمال غرب المينا، جاءت إثر فشلهم الذريع في الوصول إلى الميناء من جهة الجنوب، وتعرض العشرات من آلياتهم إلى الدمار والاحتراق بنيران الجيش واللجان. وكان مرتزقة العدوان قد تمكنوا بتاريخ 21 يناير المنصرم من الوصول إلى منطقة الميزان المحوري والمدخل الشرقي للمدينة بعد قصف المنطقة بعشرات الغارات الجوية والقصف البحري المكثف عبر البوارج الحربية في مياه البحر الأحمر. ومساء أمس، قال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن المرتزقة جددوا محاولاتهم للتقدم في الجهة الجنوبية للمدينة وتحديداً في منطقة الخضراء التي تبعد عن المدينة بمسافة 4كم جنوباً، لافتاً إلى أن زحف المرتزقة تم تغطيته ب 25 غارة متتالية استمرت من الفجر وحتى الظهيرة، ورغم ذلك فإن الجيش واللجان تصدوا لهم بقوة وتمكنوا من إفشال الزحف وإعادة المرتزقة إلى مواقعهم جهة منطقتي واحجة والكدحة، الواقعتين شمال مديرية ذوباب. واعترفت وسائل إعلام موالية للعدوان بوصول قتلى وجرحى مما يسمى ب"المقاومة الجنوبية" إلى مستشفيات مدينة عدن قادمين من المخا وذوباب، ومن تلك الوسائل موقع "عدن الغد" الذي أكد وصول 8 جرحى بصاروخ حراري استهدفهم في جبهة المخا، ناشراً صوراً لبعض الجرحى. ولليوم ال15 على التوالي، ومرتزقة العدوان ينتحرون جماعياً على أطراف المخا من جهتي الجنوب والشرق. وإلى الجنوب من المخا، حيث مديرية ذوباب، التي تعد أكبر جبهة استنزاف للعدوان ومرتزقتهم منذ أولى محاولاتهم لاحتلال الشريط الساحلي الغربي لتعز في أكتوبر 2015م. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن الجيش واللجان نفذوا، أمس، عملية نوعية في صفوف المرتزقة وتمكنوا عبر صواريخ موجهة من اصطياد مدرعتين وطقم يحمل ذخيرة في المنطقة الواقعة ما بين ذوباب والمخا، مشيراً إلى أن المدرعتين والطقم دُمرت بشكل كامل وتم القضاء على أفرادها جميعاً. اعتراف العدوان وفي السياق اعترفت، أمس، دولة الإمارات المشاركة في العدوان على بلادنا بمصرع أحد ضباطها يدعى (الوكيل راشد علي محمد الظهوري)، وقالت إنه ضمن المشاركين في عملية "إعادة الأمل" مع قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية. ولم تورد الوكالة موقع مصرع الوكيل الظهوري، إلا أن مواقع إعلامية موالية للعدوان بينها موقع صحيفة الأيام وعدن الغد أكدت أن الظهوري قُتل في المخا. وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية في خبر آخر لها أن جثمان الوكيل راشد الظهوري وصل أمس إلى إمارة رأس الخيمة. غارات هستيرية من جهته واصل حلف العدوان الغارات المكثفة على جبال ومعسكر العمري ومناطق متفرقة في مديرتي ذوباب والمخا، حيث وصل عدد الغارات منذ مساء أمس الأول وحتى مساء أمس "الأحد" إلى نحو 70 غارة، استخدم العدوان في بعضها قنابل عنقودية وفوسفورية، وفقاً لمصادر عسكرية ومحلية، بالإضافة إلى قصف منطقة البرح في مديرية مقبنة بسبع غارات. القصف العشوائي للعدوان عبر طيرانه الحربي أو مدفعية مرتزقته على مدينة المخا، تسبب بتدمير عدد كبير من المنازل في أحياء السويس والعروك والميناء والحالي والمغيني، بعضها كان ساكنوها قد نزحوا منها فيما سقط شهداء وجرحى في المنازل التي لا يزال أهلها ساكنين فيها. وأكدت مصادر محلية في المدينة أن بعض المنازل اشتعلت فيها النيران جراء القصف والتهمت جميع محتوياتها، فيما يوجه الأهالي نداءات استغاثة للمنظمات الدولية بإنقاذهم من صواريخ وقذائف العدوان التي تستهدف الأحياء السكنية بخلاف استهداف سيارات نقل المواد الغذائية ومستلزمات المواطنين في الخط الشمالي الرابط بين المخاوالحديدة، مما يضاعف مآسي الأهالي البالغ عددهم قرابة 12 ألف نسمة. مناشدات السلطة المحلية وفي هذا الصدد ناشدت السلطة المحلية بمحافظة تعز المنظمات الإنسانية الدولية، إنقاذ المواطنين من الأطفال والنساء والشيوخ بمديريتي المخا وذوباب والذين يتعرضون لقصف وحشي وهستيري من قبل طيران وبوارج العدوان السعودي . وأكدت السلطة المحلية في بيان صادر عنها أن ما يرتكبه تحالف العدوان بمدينة المخا وذوباب، جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الإنسانية، تتنافى مع كل القيم والمبادئ والأعراف والقانون الدولي الإنساني . وطالب البيان، منظمات الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدولي وأطباء بلا حدود والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة اليمنيين الواقعين تحت نيران القصف الوحشي للعدوان ومدهم بالمواد الغذائية . كما طالبت السلطة المحلية في تعزالأممالمتحدة بالتحقيق الشفاف والعادل في جرائم العدوان الغاشم على اليمن والتي ستظل وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي. صراع العملاء وفي جديد الصراعات بين عملاء العدوان في مدينة تعز، قامت مجموعة مسلحة، أمس، بقطع طريق "الثورة-الشماسي" في مدينة تعز –مركز المحافظة- احتجاجاً على عدم ضمهم إلى كشوفات مرتبات المرتزقة التي دفعها حلف العدوان. وذكرت مصادر محلية أن المتظاهرين هم عناصر مما تسمى "المقاومة" الموالية للعدوان وقاموا بقطع الطريق وإحراق الإطارات وإطلاق النار في الهواء، رفضاً لاستبعاد أسمائهم من كشوفات المرتبات في ما يسمى ب"الجيش الوطني" الموالي للعدوان. ومساء أمس الأول، قام مسلحون بقيادة غزوان المخلافي وهشام المخلافي بإيقاف اللجنة المكلفة بصرف المرتبات، وأطلقوا النار لتفريق المتجمعين لاستلام المرتبات قبل أن تتدخل شخصيات كبيرة من الفصائل للتهدئة. واتهم ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، قيادات ما تسمى ب"المقاومة" بضم أسماء وهمية إلى كشوفات الترقيم، بينها عشرات من العناصر المتواجدين خارج اليمن وينتمون سياسياً إلى حزب الإصلاح، فيما تم استبعاد أسماء عناصر أخرى موجودة في تعز شاركت في القتال ضد الجيش واللجان الشعبية. كما اتهم الناشطون قيادة المرتزقة بضم عناصر تنظيم القاعدة إلى ما يسمى ب" الجيش الوطني". ويتواجد تنظيم القاعدة بقوة في مدينة تعز ويشارك في الأعمال القتالية إلى جانب الفصائل الأخرى الموالية للعدوان، وسبق أن قام بنشر فيديوهات لعناصره وهم يقاتلون في حي الجحملية وصالة، شرق المدينة.