اعتبر أنصار مشروع حضرموت المستقلة خلال اليومين الماضيين عودة صوت الدولة الحضرمية إلى مؤسسات مجلس التعاون الخليجي منعطفاً مهماً في مشوار العودة إلى حلم دولة حضرموت وذلك بعد 45 عاما من الغياب بسبب سيطرة الحزب الاشتراكي ودولة الوحدة على القرار. وفي لقاء الثلاثاء بالرياض والذي جمع قادة جنوبيين بوزراء خارجية دول مجلس التعاون برئاسة الأمين العام عبداللطيف الزياني، دعا الحضارم ولأول مرة في محفل دولي معترف به إلى حل قضية حضرموت بشكل منفصل عن القضية الجنوبية لأن حضرموت ليست جنوبية ولا شمالية كما تقول "العصبة الحضرمية"، وهي الإطار التنظيمي للكيانات المطالبة باستقلال حضرموت. وتفاعلت قبائل حضرموت مع لقاء الرياض وأرسلت برقيات تأييد إلى عصبة القوى الحضرمية واعتبرت اللقاء مرحلة جديدة ومن هذه القبائل قبائل آل كثير وقبائل الصاعر وقبائل نهد، وسيبان، وقبائل الحموم، والمناهيل، وآل بلعبيد. وقد أكدت هذه القبائل وقوفها الداعم لنضالات عصبة القوى الحضرمية وبقية القوى الحضرميه في سبيل إعطاء شعب حضرموت حق تقرير مصيره , وبناء دولته المستقلة على أرضه.وكان السلطان عبدالله بن محسن الكثيري، أحد أبرز قيادات العصبة الحضرمية قال في اللقاء إن النظم الحاكمة المتعاقبة أطبقت على مقاليد الأمور في حضرموت وأوصلتها إلى حالة البؤس والشقاء التي يشتكي منها أبناء حضرموت في الوطن والمهاجر ، بل وكانت عائقا في تحقيق الحلم الحضرمي في أن تكون دولة حضرموتالمتحدة دولة خليجية سابعة. وأضاف الكثيري أن المد الشيعي يداهمنا الآن والشيوعي من قبله والقاعدة وغيرها، متسائلاً: هل لنا اليوم أن نعرف أو نعي من أين مصدر هذا المد جنوبا أو شمالاً؟.وطالب الكثيري بحل قضية حضرموت وفق المعايير الدولية وإعطاء شعب حضرموت حق تقرير مصيره رافضا أمام وزراء خارجية دول الخليج الإلحاق والضم مؤكدا أن حضرموت كيان وهوية وتاريخ لا جنوبية ولا شمالية ، وقال "كفى من الأبيض والأحمر والرمادي.".وقدم الكثيري مذكرة باسم عصبة القوى الحضرمية وأرفقها بمشروع ورؤية العصبة لحل قضية حضرموت لأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، الذي وعد بدراستها ووضعها في محل الاعتبار. وفي ذات اللقاء طالب السلطان غالب بن عوض القعيطي بتطبيق قرارات الأممالمتحدة الصادرة في عام 1963م بشأن إجراء استفتاء لحق تقرير المصير لإمارات الجنوب العربي وحضرموت. وقال السلطان غالب بن علي بن منصور الكثيري إن هناك شبه إجماع من الحاضرين أن القضية الحضرمية يجب أن تحل من جذورها منذ بداية نكبتها في عام 1967م.ورفض الكثيري الطرح الذي تقدمت به القيادات الجنوبية التي تريد أن يتقدم الجميع برؤية واحده تحت اسم الجنوب العربي، وأكد أن حضرموت لها رؤيتها المستقله والتي ستقدم لمجلس التعاون على اعتبار أن حضرموت كيان وهوية مستقلة وليست جنوبية.واستمع اللقاء الخليجي الجنوبي إلى كلمة مسجلة للدكتور عبدالله باحاج رئيس عصبة القوى الحضرمية أشار فيها إلى أن شعب حضرموت يرزح تحت المعاناة منذ عام 1967، ودعا إلى منحه حق تقرير مصيره من حيث الاختيار الحر والمباشر لنظام الحكم الذي يرتضيه ويقبل به على أراضيه. وقال في كلمته المسجلة بالفيديو "لاشك أن أبعاد وتطورات هذه المعاناة القاسية التي يئن تحتها شعب حضرموت ليست خافية على دول مجلس التعاون وقد عاصروا وواكبوا عهوداً منها وهم يعلمون أكثر مما نعلم بتفاصيل معاناتنا هذه وبكيفية المخارج الآمنة منها وكيف يمكن حل القضية الحضرمية واعتبارها مدخلا مناسبا للاستقرار في المنطقة . وطالب رئيس العصبة الحضرمية بحل عادل ومنصف للقضية الحضرمية بأبعادها الإنسانية والسياسية، وإزالة المظلمة التاريخية التي لحقت بشعب حضرموت، ودعا إلى توحيد الجهود الحضرمية في صف واحد وتحت رؤية واحدة من أجل حضرموت عزيزة بأهلها راسخة بقيم حضارتها نبيلة وسخية لشعوب الأرض كافة، كما جاء في تسجيله.ووضعت العصبة الحضرمية في رؤيتها شروطا للمشاركة في أي حوار وهي أن توجه دعوه رسمية وبصورة مستقلة لقيادات عصبة القوى الحضرمية للمشاركة في هذا الحوار وكذلك لبقية المكونات السياسية الحضرمية ومنظمات المجتمع المدني الحضرمي والمكونات الاجتماعية والشبابية المختلفة غير المرتبطة بنظام صنعاء حاليا أو بنظام عدن قبل عام 1990م ، والأسر السلطانية الحاكمة، وأن يكون هناك تمثيل كامل وعادل لحضرموت.ورفضت الرؤية أن يكون للحوار سقف معين حتى ينجح الحوار ويتمكن المتحاورون من طرح كل مطالبهم وذلك للوصول إلى تسوية عادلة وأن يتم إجراء الحوار خارج اليمن ، إذ أن عقده في اليمن في مثل هذه الظروف والأوضاع مؤذن بفشل ذريع. وأكدت العصبة على توفر الضمانة الأكيدة والآمنة من عدم تكرار أزمات الماضي ، وهذه الضمانة لن تتحقق إلا بتثبيت حق تقرير المصير لشعب حضرموت وشعب الجنوب. وأكدت على إعطاء حضرموت تمثيلاً كاملاً منفرداً يعبر عن استقلال هويتها وخصوصية مطالبها فهي ليست أقل شأناً من الحوثيين والحراك الجنوبي لا في المطالب ولا في الحقوق ولا في الوجود .