جابت مسيرة تضامنية مع أبناء الجنوب شوارع العاصمة صنعاء أمس، في ظل معارضة ومضايقة من قبل قوى تابعة لحزب الإصلاح وجنود الفرقة الأولى. وشقت المسيرة التي قدرت بالآلاف طريقها إلى مبنى رئاسة الوزراء الذي طوق بحماية أمنية مشددة بقوات مكافحة الشغب وأطقم عسكرية تابعة للفرقة الأولى مدرع، والتي منعت المسيرة من الدخول إلى ساحة الاعتصام، التي كان يطلق عليها أحزاب اللقاء المشترك (ساحة الحرية)، ويعتصمون فيها كل ثلاثاء قبل مشاركتهم في الحكم، وكان باسندوة رئيس الوزراء الحالي يعتصم فيها، وتصدت قوات الفرقة ومكافحة الشغب للمسيرة التي هتفت أمام رئاسة الوزراء مرددة (ياحكومة الوفاق.. دم الجنوبي يراق.. ليس هذا الاتفاق)، ورددت كذلك (هذي المرة مش قيران.. القاتل من الإخوان). ثم واصلت المسيرة شق طريقها إلى مبنى القصر الجمهوري بشكل مفاجئ وغير متوقع، مما أدى إلى إرباك الحراسة التي استنفرت من البوابات وفوق الأسطح وانتشرت حول البوابة الرئيسية التي توقفت المسيرة عند بوابتها لتلقي بياناً يتضمن أن حملة (كلنا عدن) تطالب عبدربه منصور هادي بإيقاف العنف في الجنوب فوراً، وتحمله كامل المسئولية هو والقوى التي أشعلت فتيل العنف عن أي تداعيات وأي نتائج مترتبة عما يجري اليوم من عنف مفرط. وتضمن البيان المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية للنظر في الجرائم والانتهاكات التي حصلت خلال الأيام الماضية، وأحالت مسببيها إلى العدالة. ووجه البيان نداء إلى أبناء الجنوب الحر وحسب وصف البيان نطالبكم بعدم التعرض لأي إنسان في الجنوب بغض النظر لأي موقع جغرافي ينتمي، لا تخدشوا نبل قضيتكم بأعمال تخل بعدالتها وتظهروا أنفسكم للعالم بأنكم مجرد غوغاء لا تمتلكون حسا إنسانياً ولا قضية عادلة. وأوضح البيان أن نفس القوى والأدوات التي أعاقت مسيرة التحول منذ عقود من الزمن وحتى اليوم تتصدر إدارة حياة الناس، وبعد أن تمت تلاوة البيان غادرت المسيرة بوابة القصر الجمهوري وقد رفع عدد من المشاركين في المسيرة أعلام الجنوب الشطرية ورددوا: ثورة ثورة يا جنوب، ويا جنوب سير سير نحو تقرير المصير، وقد تم تنظيم المسيرة من قبل اتحاد أبناء الجنوب المقيمين في صنعاء وشباب مستقلين وشباب من القطاع الطلابي للحزب الاشتراكي، وقليل من الناصريين.. وقد أكد للصحيفة عدد من المشاركين في المسيرة أن حملة "كلنا عدن" ستواصل نزولها إلى الشارع حتى يتوقف حزب الإصلاح عن فرض نفسه كوصي على اليمن، وادعاءه أنه نائب الله في الأرض، واستخدام الدين لسفك الدماء، متهمين إياه أنه يسعى إلى إصدار فتوى تكفيرية ضد أبناء الجنوب مثل ما فعل في حرب 94م. وفي تصريح لأبرز شباب الجنوب في المسيرة ماجد الشعيبي، وأحد منظميها قال: "المسيرة تأتي تضامناً مع الجنوب الذي يتعرض لقتل ممنهج من قبل مليشيات حزب الإصلاح التي تستمر في عملية إخضاع الجنوب، مستغلة بذلك صفة ممثلة ثورة التغيير". المسيرة التي خرجت من صنعاء أكدت على وحدة الإنسان اليمني وأن ما بين الشعب في الجنوب وإخوته في الشمال هو علاقة إنسانية أساسها تبادل الحب والاحترام ، وتؤكد أيضاً أن ما يجري في الجنوب هو صراع بين قوى الفيد والنهب، وأن هذه المسيرة أفشلت مخططات حزب الإصلاح التي تسعى إلى جر الحراك الجنوبي إلى صراع مع الإخوة في الشمال. وأن الحرب الإعلامية التي تقودها هذه المليشيات لن تنجح. وكانت المسيرة قد نقلت أحقية الجنوب في تقرير مصيره بنفسه، وأعلنت رفضها وإدانتها للحرب الممنهجة التي يقودها المحافظ الإصلاحي وحيد رشيد، ضد الجنوب في عدن بمساعدة من وزير الداخلية الذي يسخر كل إمكانيات الوزارة لقمع الجنوبيين السلميين.