للحقيقة وجه واحد وللزيف ألف وجه.. وبين مهرجانات الوجوه تكون القضية سِفراً ثورياً أو مسرحية ثورية تتبدل فيها الوجوه والأدوار بين الفصول والاقنعة. بين كل فصل وفصل ثمة نافذة يتدلى منها " محسن " ليحكي للحيارى علامات نصر الفراغ وللحزانى بعض من حكاوي ثورة العدم !.. فيلتقف منها الحيارى ضالتهم في دوامة الضياع ويلتقط منها الحزانى منطقهم في موشحات "معاً نغني كالمجانين"! بين كل فصل وفصل ثمة أسطوانة جديدة يتم تحميلها للعقول الفارغة، لتمحى الذكريات القصيرة ولتكتسي فيها موبقات الفصل الماضي بقداسة ثورة الفصل الحالي والمرحلة.. ودواليك في كرنفال " البكاء حتى الموت"! بين كل فصل وفصل ثمة منطق جديد يجعل الفضيحة فخاً ذهبياً والهزيمة نصر المصيدة!! وشيئاً فشيئاً يتسلل فاسدو الأمس فاتحين وثواراً وأحصنة لطروادة في مهرجان" هنا الدوحة " بين كل فصل وفصل ثمة مطلب ثوري في الشتاء ومُطبل سياسي في الربيع ومبطل عسكري في الصيف ويأتي الخريف بمطب شيطاني.. !! خرافي..!! بهلواني !! ليعود عليه الحول مطلب بلا ذاكرة وخيانة ثورية سافرة ! بين كل فصل وفصل ثمة يساري يرتعد شجاعة ليشعل سجائره المستعارة وإخواني يبتهل عمائم ولحى ليشعل فِتنه المستوردة... وثمة هناك ناصري نبيل ينوح سحيقاً وينوح قديماً وينوح بعيداً...بينما الدموع يذرفها باسندوة! بين كل فصل وفصل تتساقط الدولة ويبقى النظام..تترنح المعاني ويبقى الشعار... تهوي القيم وتظل المهزلة..تخور الوطنية وتبقى الإخونة! بين كل فصل وفصل.... تمطر الدماء بين سموات جدباء وساحات التيه المقحلة.. يموت الشهداء ويختفي القتلة.. (خطاب كئيب )"لست يمنياً أنت بلطجي"..."أيها الصقور ازحفوا".."أيتها الحرائر كن قططاً متسولة "أيها الأحرار" الفوضى قدر سماوي مقدس والثورة يا شباب مراحل شيطانية مُقدرة" ! بين كل فصل وفصل... يطل شيخ المدنية وإمام الوسطية ولواء الهيكلة يبكون.. يشكون.. يرسمون طرق النصر المبعثرة يغنون للربيع للسواح والساحات فثوارهم لا يلدغون من جحر مرتين.. بل ألف مرة متكررة ! لست هنا كافراً بثورة يا رفاق ولا متعالياً عليكم ولست مثالياً كما يهذي مهزومو الحُجَّة والضمير، ولكننا يا رفاق المفترق فقدنا القضية، خسرنا الناس، أضعنا المدنية بين جماجم النظام السابق القائم وصناع الحقب الفاسدة! فالنظام لم يسقط.. بل قولوا سقطت الأقنعة! عذراً... الوطن ليس مغنماً للجبناء والثائر ليس شيطاناً أخرس!