يوم يعض (الثائر) على يديه . * الخبر : الأيام تمر سريعاً بعد ثقلها عام 2011 عام الحراك الثوري والذي على أهميته وضرورته لم يكتب له النضوج والاكتمال، وعام الأزمة التي أكملت كرويتها السياسية بتوقيع اتفاق المبادرة الخليجية. * تمر الأيام لتنفض غبار المواقف والأحداث ولتكشف عن وجهٍ يراه فريق من الثوار ولا يراه فريق آخر يتعمد طأطأة الرأس والانشغال عن الرؤية . الفريق الثاني حقاً منشغلٌ بحصاد ثمرة النزول إلى الساحات بقضم نتائج الثورة عبر الانتفاع بخيراتها بشكل شخصي وبشكل ولائي حزبي سياسي وتصفية حسابات خاصة، وأكثر من ذلك لا شيء آخر يمكن رصده . * فيما يتنافس المتنافسون على القضم واستغلال الفرصة التاريخية باسم المشاركة في الثورة والتغيير وباسم المساهمة في النهوض بالبلد، ينزوي الفريق الأول عاضاً على أصابعه ليس ندماً على المشاركة في الثورة بل حسرةً على ما يؤول إليه الفعل الثوري المفترض عبر تحسس كلام كثير وأفعال كثيرة تصد محاولات وأمنيات وأحلام التغيير الحقيقي الذي كان عليه أن يأتي على كل أشكال النفوذ وأنواع العبث بالدولة والمجتمع وبالتشريع والقانون. * وكلما خرج اللواء علي محسن في مقابلة صحافية جديدة أو نطق شيخ معتق من مشايخ القبيلة النافذين الغالبين القاهرين للدولة كلما يتأكد ل(فريق العض) أن الثورة فعل مستمر وفعل يومي وفعل حسي وأنها ليست انتهازية محضة لفرصة اللحظة التي أتت بها الأقدار لتحقيق رغبة تغيير الوجوه الحاكمة وفقاً للتحالفات الجديدة المتأثرة باللحظة رهبةً ورغبةً. * أكثر من عام على توقيع المبادرة الخليجية لم تسجل تغييرات حقيقية ملموسة ولو تدريجية بسيطة تنبئ عن مستقبل مخالف لما كان. لا جديد مختلف غير قديم يعاد إنتاجه بثوب ثوري تغيب فيه ملامح الوطن وهموم الناس، وتبرز فيه وعليه ومن خلاله أفعال تؤكد أن الثورات لها فعلاً أنذالها كما كان لها أبطالها الذين قدموا دماءهم حباً وكرامةً في حين كان مجيدي الترنم بالمشاركة في الثورة يقفون في مؤخرة الصفوف بحجة أن وظيفتهم ومقدرتهم لا تتجاوز بث الحماس في نفوس الغير والتحريض على تقديم الدم. أولئك المحرضون هم أنفسهم القاضمون والمحرضون اليوم على كل شيء إلا التغيير الحقيقي.