وجد عشرات الشبان في تناول مأدبة إفطار في أطول شارع يتوسط العاصمة اليمنية صنعاء، فكرة لا يقتضيها التجاهل، على أنها شكل جديد، لخلق تفعيل ثوري، ينهي رتابة وقع الانتفاضة التي ضعفت مع تقادم الأيام عقب التوقيع على تسوية سياسية أجبرت صالح على التنحي من سدة الحكم. قبيل موعد أذان المغرب توافد عشرات الشبان إلى شارع الزبيري، وافترشوا أرضيتها المبللة بفعل الأمطار، وفي ابتهاج مجمل، قضوا في تجهيز مأدبتهم المتواضعة، ولم ينس دعوة مشردين جائعين، تاهوا في شوارع صنعاء، وقد خلت من المارة.
وأدوا صلاة المغرب مساء يوم الأحد في الشارع، وصدحوا عقبها بهتافات ثورية.
وشارك مثقفون وصحفيون ونشطاء حقوقيون وسياسيون مأدبة شباب الثورة، فيما اقتسموا بضع تمرات مع رجال مرور كانوا يؤدون مهمتهم ساعة أذان المغرب، وسائقو دراجات نارية، تدافعوا كهجمة فرسان على الطعام.
ويقول منظمو الفعالية إن تناول إفطار - في أحد الشوارع التي كانت مسرحاً لقمع التظاهرات - يحمل دلالات النشاط الثوري، وعهداً لشهداء الثورة الشبابية الشعبية السلمية الذين قدموا أرواحهم من أجل كرامة اليمن.
وقال جميل الحاج وهو أحد المشاركين في الإفطار إن شعور ثوري وحماس تملكه، لم أشعر به منذُ فترة خلال مشاركته وأخيه وأصدقاءه فعالية الإفطار.
وأضاف: «كأننا في الأيام الأولى للثورة التي بدأنا التجمع والاعتصام نتشارك فيها كسرة الخبز وشربة الماء أو كذلك الشعور الذي تملكنا في رحلة مسيرة الحياة».
وأردف بقوله إن «الإفطار كان بنكهة الكرامة لاستعادة الروح الثورية وإعادتها إلى مسارها الصحيح وطريق الكرامة التي ضحى لأجلها الشهداء وخرج الشعب اليمني ثائراً».
وتابع: «عندما يجتمع همنا الثوري كشباب ليس له هدف غير انتصار الثورة ومصلحة الوطن هي تلك اللحظات الفعلية التي نشعر فيها بالكرامة الحقيقية والحرية الكاملة، ومن أجل الوطن والشعب والشهداء سنحقق الكرامة التي خرجنا نبحث عنها».
ويمضي الثوّار أيامهم على نحو رتيب، مع توقف الفعاليات الاحتجاجية، في ظرف الزمن الآني، في شهر رمضان، ويكتفون بالمشاركة في أداء صلاة الجمعة.