حتى الشهيد يشتي له واسطة في هذه البلاد علشان يخرج له مصاريف دفن ويحصل أهله على تعويض أو على الأقل معاش. التمييز في اليمن لا يطال فقط الأحياء، بل يطال الأموات أيضا، فما أكثر الذين ضحوا بأرواحهم فداء لهذا الوطن، وبذلوا أرواحهم رخيصة من أجل عزته وكرامته، وبعد أن أصبحوا عند الرفيق الأعلى تم نسيانهم من كل شيء، بل أنهم تعرضوا للتمييز والتهميش بعد أن رحلوا، فتجد منطقاً مزدوجاً للحكومة تعامل من ضحوا بأرواحهم، وصاروا في القبور باستراتيجية أجور يندى لها الجبين، البعض بالكاد حصل مصاريف الدفن، والبعض الآخر يتم منحهم وتعويضهم، وكل هذا التمييز من عمل السياسة، وإلا ما الفرق؟.. معروف في كل الدول العاقلة أن هذه الأمور لا يوجد فيها تمييز بين شهيد وآخر، فالتعويضات محددة وموضحة وممنوحة للشهداء وضحايا الصراع دون تمييز. ورحم الله زماناً ورجالاً كان شعارهم: وإني لأستحيي أخي وهو ميت. كما كنت أستحييه وهو يعيش. وأعود لأقول لو كان الأمر بيدكم لبعتم واشتريتم في الشهادة، ولصرفتم الحور العين لشهداء دون آخرين، ولجعلتم القبور مقامات، والجنة على فيز وإقامات، ولزفّرتم من يخالفكم الرأي إلى جهنم، لكن الأمر بيد الله فحسبنا الله ونعم الوكيل. اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي