أفادت معلومات صحافية عن مغادرة الملك الأردني عبدالله الثاني للدوحة وإنهاء مشاركته الشخصية بالقمة العربية الرابعة والعشرين المنعقدة في العاصمة القطريةالدوحة. وقالت مصادر في الوفد الأردني لوسائل إعلام أردنية أن الملك عبدالله الثاني قرّر قبل بدء القمة بأنه سيحضر الحفل الافتتاحي فقط ومن ثم سيغادر. وأشارت المصادر إلى أن ولي العهد الأمير حسين بن عبدالله ستولى مهمته الأولى في القمم العربية كرئيس للوفد الأردني للقمة خصوصاً في ظل الغياب المتوقع عن الاجتماع لرئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور. مصادر متابعة أشارت إلى أن سبب مغادرة الملك الأردني يرجح أن يكون الخلاف مع قطر بسبب مشاركة وفد المعارضة السورية وتسليمه مقعد سوريا في الجامعة. وتتصدر الأزمة السورية جدول أعمال القمة العربية بالإضافة إلى القضية الفلسطينية ومساعي إصلاح الجامعة العربية. وألقى نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي كلمة بلاده لدى افتتاح الجلسة بصفته رئيس القمة العربية السابقة، سلم فيها رئاسة المؤتمر إلى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة. ودعا العراق إلى تشكيل مجلس أمن عربي يتولى حل المشاكل والخلافات بين الدول العربية. وأضاف أن العرب "أنفسهم الأجدر والأقدر على حل قضاياهم ومشاكلهم، خاصة وأن الأرضية التي نقف عليها اليوم رخوة وهشة لا تصمد أمام الهزات، بالإضافة إلى أنها ليست مرتكزا صلبا". كما اقترح العراق نقل مقر البرلمان العربي من العاصمة السورية دمشق إلى بغداد بشكل مؤقت، مؤكدا دعم حكومة بغداد لجهود المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في إنهاء الصراع السوري. وبعد تسلم قطر رئاسة القمة، دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة المعارضة السورية لتجلس على مقعد دمشق للمرة الأولى منذ تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011. ودخل رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب الذي قدم استقالته الأحد، برفقة رئيس المجلس الوطني جورج صبرا ورئيس حكومة المعارضة المؤقتة غسان هيتو وسهير الأتاسي، قاعة مؤتمر القمة وجلس في مقعد سورية. ورحب أمير قطر في كلمته الافتتاحية بمشاركة المعارضة السورية في القمة وجلوسها على مقعد سورية معتبرا أن ممثليها "يستحقون هذا التمثيل... لما يقومون به من دور تاريخي في قيادة الثورة والاستعداد لبناء سورية الجديدة".
بيان القمة ويتضمن مسودة مشروع البيان الختامي لقمة الدوحة يركز على ثلاثة محاور رئيسية تتعلق بالملف السوري، القضية الفلسطينية، وتطوير عمل جامعة الدول العربية. ويدعو مشروع البيان، الرئيس السوري بشار الأسد إلى تحقيق تطلعات شعبه في التغيير والإصلاح الديمقراطي الحقيقي، وإيقاف آلة البطش والتدمير ونزيف الدم. ويحث المشروع مجلس الأمن لأخذ دوره وإصدار قرار ملزم بوقف إطلاق النار، وإرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا ورعاية حوار وطني سوري لوضع ترتيبات المرحلة الانتقالية. كما يدعو إلى تحرك عربي فاعل يتصدى لمعاناة الملايين من النازحين واللاجئين السوريين وتقديم كل أشكال الدعم للدول التي تستضيفهم، فيما يطالب الدول العربية بالاستعداد للمساهمة في إعادة إعمار سوريا.
القمة تؤكد حق كل دولة عربية بتسليح المعارضة السورية وأكد قرار عربي خاص بسوريا في القمة، على حق كل دولة عربية بتسليح المعارضة السورية وعلى منح الائتلاف الوطني المعارض جميع مقاعد دمشق في الجامعة العربية ومنظماتها حتى تنظيم انتخابات في سوريا. وكما أكد قرار القمة الذي تمت الموافقة عليه بحسب مصدر في الجامعة العربية مع تحفظ الجزائروالعراق ونأي لبنان بنفسه، على "أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية مع التأكيد على الحق لكل دولة وفق رغبتها في تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر". ويرحب القرار "بشغل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا".