أكد محمد حسنين هيكل، الكاتب الصحفي المشهور، أن إيران لم تمد مصر خلال حرب أكتوبر 1973 بقطرة بترول واحدة، في حين كانت تمد إسرائيل بكل ما تحتاجه من بترول، مشيرًا إلى أن مصالح مصر الاستراتيجية تستوجب ضرورة إعادة العلاقات بين القاهرةوطهران، وفقًا للمصلحة الاستراتجية لمصر. وأوضح هيكل خلال حواره مع برنامج "هنا العاصمة"، المذاع على فضائية "سي بي سي"، أن مصر على عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كانت تمد آية الله روح الله الخميني بالمال، مشيرًا إلى أن مصر ناصر كانت تعمل على مساعدة جميع الحركات التحررية في العالم العربي والإفريقي والإسلامي. ولفت هيكل، إلى أن تدهور العلاقات بين القاهرةوطهران، يرجع لاستضافة الرئيس السادات شاه إيران بعد الثورة الإيرانية عام 1979، موضحًا أن السادات هواه في استضافة شاه إيران تغلب على مصلحة مصر الاستراتيجية والتي تعتبر في إيران سقفا للعالم العربي ولا يمكن تجاهلها. وأشار الكاتب الصحفي البارز، إلى أن أكثر من مرة وعد الرئيس السابق حسني مبارك الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي بإعادة العلاقات بين القاهرةوطهران، ولكن "فيتو" دوليا حال دون ذلك، منوها بأن الفيتو كان يصدر من عدة دول منها الولاياتالمتحدة وإسرائيل والسعودية. وأضاف: "الولاياتالمتحدة كانت تضع فيتو بهدف عزل إيران، في حين كان فيتو إسرائيل بسبب أن الثورة الإسلامية أعلنت العداء للكيان الصهيوني، بينما كان فيتو السعودة تخوفاً من تقارب بين القاهرةوطهران، مع مخاوف من طمع إيراني في دول الخليج"، متساءلاً: "أين مصالح مصر الاستراتيجية في وسط كل هذا، وفي ظل بحث الآخرين على مصالحهم على حساب مصلحة القاهرة الاستراتيجية". وأعرب هيكل عن استيائه من تراجع الدكتور محمد مرسي ونظامه عن الخطوات التي اتخذها للتقارب من طهران من خلال السياحة تحت ضغوط التيار السلفي، موضحاً أن القاهرةوطهران، وأنقرة ركيزة لتحرك إقليم الشرق الأوسط، وأن إيران تقع في موقع محوري في نطاق الصراع الدولي المقبل، والذي سينطلق من الشرق الأوسط للشرق الأقصى، ولذلك يجب تطوير العلاقات بين مصر وإيران لصالح الطرفين، ووفقا لمصلحة القاهرة الاستراتيجية. واختتم هيكل سلسلة حواراته بتأكيد أن نظام الإخوان لن ينجح؛ لأنهم هواة، والأحداث أكبر من الرجال، مشيراً إلى أن الجميع يشعر بخيبة أمل من عجز الإخوان عن قيادة دفة الأمور في مصر. *القدس العربي