قالت وزارة الخارجية الأمريكية، في تقريرها السنوي عن وضع حقوق الإنسان في العالم، إن «أنظمة قمعية تهدد بسحق الآمال بإرساء الديمقراطية التي تولدت من الربيع العربي في 2011». وأضاف التقرير أن «الآمال في الأيام الأولى من صحوة العالم العربي اصطدمت بالواقع المر للعمليات الانتقالية غير الكاملة التي تثير اعتراضات». ووضع التقرير اليمن على قائمة الدولة العربية التي تشهد عنفاً سياسياً وانتهاكاً لحقوق الإنسان إلى جانب دول عربية بينها سوريا والبحرين والعراق. وانتقد التقرير الأميركي تراجع الحريات في منطقة الشرق الأوسط والعنف الطائفي في مصر، وقال إن حكومات دول الربيع العربي بطيئة في حماية حقوق الإنسان رغم الثورات التي قامت فيها، وقدم تقرير حقوق الإنسان لعام 2012، الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية أمس الأول، صورة قاتمة لأوضاع حقوق الإنسان في عدد كبير من البلدان وبصفة خاصة في منطقة الشرق الأوسط وبلدان الربيع العربي. وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، خلال المؤتمر الصحافي لإطلاق التقرير إن «الانتقال الموجع» في منطقة الشرق الأوسط، إلى الديمقراطية يتسم بقدر كبير من عدم الوضوح، وانتقد كيري وحشية نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه، والعنف السياسي في اليمن والبحرين والعراق، والعنف الطائفي والعنف ضد النساء في مصر. وأضاف أن «الحكومات الجديدة كانت بطيئة في تحركها لضمان هذه الحقوق وحماية الفئات الضعيفة وبناء قيم المحاسبة والمؤسسات الديمقراطية، ولا نزال نرى مقاومة من هذا الجزء من العالم". وقدم التقرير رصداً لأوضاع حقوق الإنسان في أكثر من 180 دولة. وأوضح كيري أن الصورة للعدد الكبير ممن قاتل وضحى في المنطقة لن تكتمل دون النظر إلى حقوق الإنسان»، مشيراً إلى أن التقرير هدفه إرسال رسالة للحكومات لتذكيرها بمسؤولياتها في حماية حقوق الإنسان الأساسية بغض النظر عن العرق والدين والجنس. وشدَّد الوزير الأميركي على شعارات الكرامة والحرية التي نادت بها ثورات الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الثورة في مصر «لم تقم لأسباب دينية بل لأسباب تتعلق برغبة المصريين في الكرامة والعمل والحرية».. وقال إن بلاده ستقف وتتحدث في أي مكان تجد فيه انتهاكات لحقوق الإنسان وستدفع الحكومات للالتزام بحماية حقوق الإنسان كحقوق عالمية. وشن التقرير هجوماً كبيراً على تدهور أوضاع حقوق الإنسان في مصر، مشيراً إلى استمرار حالة الاضطراب السياسي وغياب الأمن وانهيار القانون.. وانتقد تعرض المرأة للاعتداء والتحرش الجنسي كأداة للقمع السياسي، وعدم مقاضاة مرتكبي العنف ضد الأقليات وتهديد حرية الصحافة والاعتداء على الصحافيين الذين يقومون بتغطية الأحداث. وقالت أوزرا زيا، مساعدة وزير الخارجية الأميركي للديمقراطية وحقوق الإنسان والعمال، في تصريحات ل«الشرق الأوسط» إن الصورة حول حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط تتسم بقدر من التشتت والتضارب. وأضافت: «من وجهة نظرنا، من المهم للولايات المتحدة أن تستمر في مساندة المبادئ الديمقراطية والاندماج مع الحكومات والشعوب». ونفت زيا وجود علاقة بين تراجع حقوق الإنسان في المنطقة العربية ووصول جماعات إسلامية متشددة إلى الحكم، وقالت: «لا أريد أن أقوم بهذا الربط، ونحن لا ندعم حركات سياسية أو أشخاصاً وإنما ندعم المبادئ الديمقراطية وسيكون حكمنا على الحكومات في المنطقة بناء على الأفعال والنتائج». *وكالات