قدم حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه في مؤتمر الحوار الوطني الشامل أمس رؤاهم لحل قضية صعدة وشكل بناء الدولة اليمنية الجديدة ... إليكم نص الرؤية : رؤية المؤتمر الشعبي العام وحلفائه لجذور قضية صعدة وأسبابها كما يلي: تعود جذور وأسباب قضية صعدة بين الحوثيين والسلطة عام 2004 وشيوعها إلى قيام الحوثيين بالامتناع عن دفع الضرائب والزكاة المشروعة واحتلال بعض مراكز المديريات وطرد موظفي الدولة ونشر نقاط التفتيش في الطرق ورفع (الشعار والصرخة) فأدى ذلك إلى احتدام الخلاف مع السلطة المحلية في المحافظة المعنية بتطبيق القانون وحماية النظام العام وحماية المواطنين من بعضهم البعض. ثم قام حسين بدر الدين الحوثي وجماعته بالتحصن في جبال مران، حيث سعت السلطة المحلية والمركزية لاحتواء الموقف من خلال الحوار والتفاهم بصورة مباشرة وعبر وساطات دون جدوى. ثم وصل الأمر إلى مواجهة السلطة بالقوة المسلحة من قبل الحوثي وجماعته في ما سمي بالحرب الأولى لصعدة. استند الحوثي وجماعته في مواجهة السلطة بالقوة المسلحة إلى دعم خارجي من بعض الدول الإقليمية التي تستهدف اليمن وغيرها. مستغلين ضعف أجهزة السلطة المحلية في المحافظة وضعف وجود وسيطرة الدولة المركزية. وعدم وصول التنمية بمفهومها الشامل إلى كل مناطق وأبناء المحافظة وخاصة في مجال التعليم العام والجامعي ووسائل الاتصال والمواصلات. وكذلك غياب الوعي المجتمعي والدور الإعلامي البناء ووجود بطالة بين الشباب وانتشار السلاح وسهولة الحصول عليه. وساعد في استمرار المواجهة المسلحة مواقف بعض القوى السياسية والاجتماعية والعسكرية في صنعاء التي لم يكن لبعضها موقف واضح وصريح من قيام مجموعة من المواطنين بمحاولة فرض رأيها بقوة السلاح على السلطة بما يخالف القانون والدستور الذي ينظم العلاقة بين المواطنين والدولة. من ما دفع الدولة للقيام بواجبها لحماية المواطنين وإنهاء هذا التمرد المسلح غير المبرر لا شرعاً ولا قانوناً وفرض هيبتها. وبتلك الأسباب الظاهرة التي يعرفها الجميع استمر الحوثيون في مواجهة السلطة لفرض رأي أو دفع ضرر يعتقدونه بالاعتماد على القوة والسلاح واستمرت الدولة بالقيام بوظيفتها الدستورية والقانونية لإيقاف ذلك. إن ست حروب مؤسفة كلفت الوطن آلاف الشهداء والجرحى من أبنائه من القوات المسلحة والأمن والمواطنين ومن الطرفين للأسف، فالكل أبناء الوطن، وأهلكت الموارد والممتلكات وأوقفت التنمية وعجلتها، ليس على مستوى صعدة فحسب، ولكن على مستوى الوطن كله. وتمددت شرارة هذه القضية وتداعياتها إلى المحافظات المجاورة وصولاً إلى صنعاء، وأوجدت جرحاً غائر في النسيج الاجتماعي. إن استمرار الدعم الخارجي من بعض الدول الإقليمية لهذه الجماعة الخارجة عن القانون وإن تقاطع مصالح عدة أطراف دولية وإقليمية كانا سبباً لاستمرار التداعيات العسكرية والسياسية واستمرار النزيف في الدماء والموارد. وبسبب رغبة بعض القائمين على القيادة العسكرية والتنفيذية المعنيين لاستمرار الصراع لدوافع فكرية ودينية وسياسية يحملونها في توجهاتهم ويريدون تحقيقها إن أمكن ذلك، إضافة إلى المصالح الشخصية، مستغلين إيغال الحوثيين في المواجهة وبسط نفوذهم على أغلب مناطق صعدة وتمددهم إلى غيرها من المحافظات. يدعم ذلك قيام بعض وسائل الإعلام رسمية وأهلية وحزبية ودولية وإقليمية، بتصوير ما يحدث في صعدة أنه خلاف فكري ومذهبي. وإضافة إلى ما سبق وللبحث في جذور قضية صعدة ومحتواها بصورة مباشرة وميدانية. فإننا نرى أن يستهدف البحث الفئات والمناطق التالية، أو بحسب ما تقتضيه الضرورة لذلك أو يقره فريق صعدة وكما يلي : * الفئات المستهدفة :- - جماعة الحوثي . - السلفيون في دماج . - السلطة المحلية في مراحل القضية (محافظون وقادة عسكريون وأمنيون ، قيادة مشروع إعمار صعدة) . - الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني . - مشايخ وأعيان من صعدة من هذا الطرف أو ذاك أو محايدين. - المتضررون. - النازحون والجهة المسئولة عنهم. - من يتم الاتفاق عليه في فريق عمل صعدة أو اقتضته الضرورة غير ما سبق . * المناطق المستهدفة: - محافظة صعدة. - محافظة عمران (سفيان). - محافظة حجة (مناطق التماس). - محافظة صنعاء (بني حشيش). - محافظة الجوف (مناطق التماس، والقتال بين الحوثيين والمضادين لهم) . - من يتم الاتفاق عليه في فريق صعدة أو اقتضته الضرورة غير ما سبق . * الهدف من النزول واللقاءات: الاستماع للمستهدفين عن أرائهم حول جذور المشكلة وأسبابها ودوافعها، وحول محتوى القضية وآثارها ونتائجها والاطلاع على آثار الحروب وأخذ نسخة من أي إحصائيات للآثار والضحايا يستحسن استلامها مكتوبة فإن تعذر ذلك يتم تسجيلها في محاضر . ثانياً : محتوى القضية سيتم إعداده لاحقاً ثالثاً: المعالجات والحلول سيتم إعدادها لاحقاً رابعاً : ضمان عدم تكرار ما حدث مسبقاً سيتم إعدادها لاحقاً آملين أن نكون قد وفقنا في رؤيتنا وفق الله الجميع وحرس الله الوطن والشعب والوحدة. @@@@@@@@@@@ رؤية التجمع اليمني للإصلاح لجذور قضية صعدة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله صحبه أجمعين وبعد.. تشكل ما اصطلح على تسميتها بقضية صعدة مأساة متعددة الجوانب في الضمير الوطني اليمني بسبب المعاناة الإنسانية التي تسببت بها لأهالي محافظة صعدة والمحافظات المجاورة لها وبسبب حالة الاحتقان السياسي الذي خلفته مأساة قضية صعدة. ولقد كان موقف اللقاء المشترك واضحا – ونحن في التجمع اليمني للإصلاح جزء منه- من قضية صعدة وما ترتب عليها من حروب مؤلمة اكتنفها الغموض، رفضناها منذ بدايتها تأكيدا لموقفنا الرافض لاستخدام العنف كوسيلة، سواء للقمع أو لفرض الأفكار، باعتبار ذلك مناقضاً لمبدأ الحوار الذي نعتقد أنه الوسيلة المثلى للتوصل إلى الحلول الناجعة للمشكلات بمختلف أنواعها.
ولأن اليمنيين قرروا أن يكون مؤتمر الحوار الوطني هو الإطار الذي تحل فيه كافة المشاكل والأزمات التي يعاني منها الشعب اليمني فقد كانت قضية صعدة في مقدمة هذه القضايا من حيث الأهمية والخطورة. وليس هنالك من شك أن محاولة تفهم قضية صعدة من جميع جوانبها ووضع المعالجات لمحتواها يحتاج أولا إلى العودة إلى جذورها التي نشأت بسببها، وكلما كان هناك تجرد وحرص على فهم جذور القضية تحقق النجاح في وضع المعالجات. وعلى الرغم من محاولات البعض إضفاء البعد المذهبي على هذه القضية فإن تاريخ اليمن أثبت وجود التعدد بين التيارات والاتجاهات المختلفة فقد عاش فيه اليمنيون في إطار واحد في ظل جو من التعايش والتسامح والترفع عن الخلافات البسيطة وعكس ذلك الجو الصحي من التعايش ووحدة المساجد والمدارس، ووحدة الثقافة والتواصل بين العلماء من هذا التيار أو ذاك، فلم يشهد تاريخ اليمن أيه حروب مذهبية بين أبنائه. لقد كان أخطر ما كرسته أنظمة الحكم قبل ثورة سبتمبر في ممارساتها الظلم والاستبداد والإقصاء والتهميش لكل ما هو خارج عن رؤية الحاكم الفكرية "إلا في استثناءات قليلة جداً" وتكريس نظام اجتماعي طبقي سلالي يفرق ما بين اليمنيين على أساس العنصر، ومحاولة فرض هوية محددة على اليمنيين لا تتناسب مع واقعهم وفطرتهم. لقد ورث النظام الجمهوري الذي أقامته ثورة سبتمبر 1962م تركة خطيرة من الرواسب السلبية لعهود الإمامة وعلاقتها وفكرها الإقصائي، وفي مقدمة كل ذلك " إيمان" فئة محددة بأن حقها في الحكم قضية دينية لا يكتمل الإيمان إلا بها، وإن سعيها للسلطة عبادة ودين، واستحقاق مذهبي... وإن عدم تحقق ذلك يعني اضطهاداً دينيا موجهاً لها. إننا لا نريد أن ننكأ الجراح والماضي الأليم، لكن قضية صعدة لا يمكن فهم جذورها وأبعادها الحقيقية إلا بوضع النقاط على الحروف، ولا يمكن إنكار البعد "السياسي الذي استغل الجانب الديني فيها بدءا وانتهاءً. شهدت "صعدة" بعد ثورة سبتمبر (1962م) نشاطاً فكريا وثقافيا قام على أساس الاجتهاد وتجاور المدرسة التقليدية وتنوع الأفكار، ولم يتسبب ذلك التنوع أو التعدد في أي مشكلة بين أبناء صعدة كغيرهم من أبناء اليمن حتى وصل تأثير انتصار ثورة الخميني في إيران التي عملت على تصدير الثورة إلى بعض شعوب المنطقة ومنها اليمن لدواعي التوسع والنفوذ الإقليمي، وقد ظهر ذلك واضحا من خلال تبني مجموعة من الشباب لشعارات الثورة الإيرانية وحزب الله اللبناني وسفرياتهم المتكررة إلى تلك الدول، بحيث أصبحت تلك المجاميع هم حملة ذلك المشروع الإقليمي في اليمن. من هنا بدأ المجتمع الصعدي يشهد بعض التوترات، ومما ساعد في تغذيتها التدخلات الخارجية لقي إقليمية لها مصالحها في وجود صراع داخل اليمن، ولم تكن السلطة في اليمن بمنأى عن هذا الصراع، فقد ساعد سوء إداراتها وعدم تقديرها للأمور في إذكاء جذوة التوتر حتى وصول الحال إلى المواجهة المسلحة عام 2004م، وفتح المجال لحروب متكررة من قبل السلطة ومن قبل الحوثيين، واستهان الطرفان بدماء اليمنيين التي سالت في شعاب وأودية وجبال صعدة وما جاورها، سواء من المدنيين أو من القوات المسلحة، وكلها دماء غالية علينا. الجذور : - استخدام أحد طرفي الصراع وهم الحوثيون، المذهبية كلافتة دينية بهدف استقطاب المقاتلين واستدرار عواطف الناس. - وقوف القوى التقليدية أمام وصول ثورة 26 سبتمبر بمبادئها وأهدافها، ما أدى إلى تأخير وصول ثمار التغيير الجمهوري إلى صعدة، واستمرار هيمنة "المتنفذين السابقين" على معظم الأوضاع بالمحافظة، وخاصة الجهاز الإداري للدولة، والذي من خلاله أسهموا في عرقلة عملية التغيير وإبقاء المجتمع عموما في قبضة المفاهيم القديمة، الأمر الذي وفر المناخ لمعارضة النظام الجمهوري. - طموحات المشروع الإيراني للتوسع والتمدد في المنطقة في إطار التنافس الإقليمي على النفوذ والثروة، دفع بها للدعم السخي بالمال والسلاح والمساندة الإعلامية لمن تم استقطابهم. - تورط النظام السابق في مشروع التوريث وتكريس شكلانية النظام السياسي الديمقراطي وتفريغه من مضامينه، وفيما بعد صارت مشكلة صعدة إحدى الوسائل اللا إنسانية لتدعيم مشروع التوريث، حيث عمل النظام السابق على استغلالها لتصفية خصومه الذين كان يرى أنهم عقبة أمام توريث السلطة. - ضعف أداء المؤسسات الحكومية وغياب التنمية ووجود نسب عالية للأمية وعدم وصول الخدمات والمشاريع للمواطنين بالشكل المطلوب. - رغبة الحوثيين في التوسع الجغرافي باستخدام القوة بفرض حروب متعددة في كل من الجوفوحجةوعمران، وهو الأمر الذي لا تفهم مبرراته. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه