شهدت ساحة الاعتصام بحي الجامعة في أمانة العاصمة أمس تواجداً عسكرياً وأمنياً ومليشيات مدنية مسلحة توزعت على مداخل الساحة صباحاً قبل أن تتجمع في الظهيرة أمام فندق إيجل بالقرب من المخيمات التابعة للحوثيين التي تم نقلها الأسبوع الماضي من مكانها السابق أمام المركز الإيراني إلى جوار سور جامعة صنعاء باتجاه مقر الفرقة الأولى مدرع "المنحلة" ويأتي الحشد العسكري والأمني بعد يومين من إقرار اللجنة العسكرية باستكمال إخلاء الساحات وسط مخاوف الشباب المعتصمين من اقتحام الساحة، حيث تفاجأ المعتصمون صباح أمس بثلاث عربات محملة بالجند ومليشيات مسلحة بلباس مدني. وفي السياق دعا عبدالملك بدر الدين الحوثي "أفراد الجيش والأمن إلى رفض أي عمل هجومي من شأنه مواجهة الشعب وثورته السلمية وسفك دماء أبنائه"، أو كما قال. وقال في بيان صادر عن مكتبه وتلقت "اليمن اليوم" نسخة منه: "إن المساس بشباب الثورة أو محاولة الاعتداء عليهم ليس له أي مبرر ولا يخدم الشعب وسيعقد الوضع السياسي ويؤدي إلى ضرب عملية الحوار الوطني، كما أنه يتناقض مع الضمانات التي يتشدق بها النظام في حماية ساحات الثورة قبل الحوار الوطني ويثبت حقيقة أن النظام الظالم لم يسقط"، على حد تعبير البيان. وأشار بيان الحوثي إلى أن "هذه التحضيرات العدائية تجاه شباب الثورة تأتي بعد أن خرجت بعض القوى التي حاولت أن تسخر من الثورة لمصالحها وأطماعها بدءاً بما يسمى حكومة الوفاق وانتهاج مبدأ المحاصصة في كل شيء وانتهاءً بتكميم الأفواه ومصادرة الحقوق والحريات، كما يسعى النظام حالياً من خلال هذه التحضيرات العدوانية إلى العودة بالشعب إلى الوراء عبر خطوات مدروسة يراد بها أن تصل بنا في نهاية المطاف إلى العودة الكلية لما قبل الثورة الشعبية"، أو كما ورد في البيان. وكان حزب الإصلاح قد أخلى عدداً من مخيماته في الساحة نهاية الشهر الماضي. وفي تصريح ل"اليمن اليوم" قال عضو مؤتمر الحوار الوطني عن الحوثيين، علي علي العماد إن الهدف من الحشد العسكري اقتحام مخيمات شباب الصمود "جماعة الحوثي" غير أن ذلك لن يزيدهم إلاّ تماسكاً وثباتاً، معتبراً فكرة الاقتحام فكرة غبية. وأضاف: "منذ صباح اليوم (أمس) تواجدت ثلاث عربات محملة بالجنود من الأمن المركزي وآخرين بلباس مدني، وانتشرت في الشارع العام (الدائري) ثم اتجهت إلى أمام فندق إيجل مهددة باقتحام الساحة، وهذه فكرة غبية لأنها لن تزيد شباب الثورة المرابطين سوى إصرار وعزيمة أقوى على مواصلة الثورة حتى استكمال كامل أهدافها النبيلة"، على حد تعبيره. وأشار العماد إلى أن المليشيات التي رافقت الجنود بلباس مدني جميعهم من جنود الفرقة الأولى مدرع (المنحلة).. موضحاً: هؤلاء نعرفهم حق المعرفة، فهم الذين طالما اعتدوا على شباب الثورة وتحديداً أنصار الله "الحوثيين" من داخل الساحة وعلى أساس أنهم من حماة الثورة وها هم اليوم يعاودون اعتداءاتهم الممنهجة ولكن من خارج الساحة. ولفت العماد إلى أن العربات انسحبت بمن فيها بعد عصر أمس ولكن بعد أن أطلقوا تهديداتهم بأنهم سيقتحمون الساحة. وذهب العماد في سياق تصريحه إلى القول بأن فكرة اقتحام الساحة إن تم ذلك "هي محاولة يائسة للزج بأنصار الله (الحوثيين) في صراعات جانبية واستفزازهم للانسحاب من الحوار بعد أن أثبتوا براعتهم وجديتهم في العمل السياسي". وأضاف: "أنصار الله سحبوا كل مخيماتهم السابقة وتم نقلها إلى ساحة خالية من السكان وتحديداً جوار سور الجامعة باتجاه مقر الفرقة وذلك حتى لا نتحمل تبعات اللجنة الأمنية التابعة للإصلاح والتي ضايقت أهالي الأحياء المجاورة، وأستطيع أن أجزم بأنه لا توجد الآن خيمة واحدة تابعة لأنصار الله ابتداءً من جولة 20 وحتى أمام المنصة". مشيراً إلى أن بقية الخيام المتناثرة في تلك المساحات تتبع أحزاب المشترك.