* عندما يسوء الجو وتصعب الحياة وتتعقد الأحلام تهاجر الطيور.. وكذلك فعل الشاب والفتاة في إب. * لقد عجزا عن إقناع أسرتيهما بفكرة زواجهما من بعض فقررا الهجرة إلى منزل والدة الشاب على أمل التمكن من الزواج.. وليتهما استمعا عبدالحليم حافظ وهو يقول «لو أنّي أعرف خاتمتي ما كنت بدأت». * لحقت الأسرة بالشاب والفتاة وأعادوهما إلى قريتهما.. وحكموا عليهما بالقتل رمياً بالرصاص ليدفنا في مقبرة القرية. * ولاحظوا أن الشاب والفتاة كانا - فقط - ينويان الزواج على سنَّة اللَّه ورسوله وعلى مذهب أحد الأئمة العظام. * تفاءل الشاب والفتاة أكثر مما يجب.. أحسنا الظن بالأهل حتى وهم ينصبون السدود أمام رغبتهما.. فكانت النهاية إسدال الستار على الحياة. * هذه الجريمة تذكّر بجريمة ارتكبت قبل سنين في حق شاب وفتاة غادرا محافظة إب نفسها ليتزوجا على سنَّة اللَّه ورسوله دون رضا الأهل. * وعاش الزوجان وأنجبا.. لكن لقطة تلفزيونية للزوج على هامش زيارة مسؤول كبير إلى مقر هروب الزوجين ساعدت مَنْ رفضوا هذا الزواج في التعرف على مدينة إقامتهما.. وهناك جرى تنفيذ مذبحة في حق الزوج وزوجته وثمرة زواجهما من الأبناء في جريمة يهتز لها عرش الرحمن. * حكايتان من حكايات شباب وبنات يصدمون بحوائط عدم احترام حق الشاب في الاختيار وأبوية التسلط الذي يؤكد أن العنف ضد النساء قوي الصلة بالعنف ضد الرجال.. حيث ينتقل العنف من حالة تزويج الصغار بالإكراه والضرب إلى كل مظاهر تنمية روح التوحد وعدم الثقة بالنفس ثم التعامل بوحشية تصل حد القتل. * إن النبش في الحاضر يثير دوامات النبش في الماضي حتى في علاقتنا الأسرية والاجتماعية ومواقفنا الأبوية لنفشل ليس في بناء الدولة وإنما نفشل في إقناع بعضنا بالانسجام مع ذواتهم ومع أقرب الناس إليهم. * في اليمن تقول الفتاة : هذه حياتي.. فتلقى حتفها ويقول الشاب أريدها بالحلال وبموافقتها فيموت قتلاً.. والشواهد كثيرة. * الداهية العرجاء أن الناشطين والناشطات مشغولون - فقط - بما هو سياسي.. سواءً في مؤتمر الحوار أو في منظمات «الهدار». * الجميع مشغول بالتمكين و«الكوتا».. فيما حياة الشباب والبنات في «الكوسا».