قبل أشهر عديدة كانت النجمةالأمريكية انجلينا جولي في الحدود السورية اللبنانية تحشد وتدعو الدول والمنظماتالعالمية والجمعيات إلى مدِّ يد العون للنازحين، وكانت تقوم بتوزيع الغذاء والدواءللنازحين.. كانت تفعل ذلك رغم المخاطر التي تحيطبتلك الحدود.. انجلينا جولي الآن في الحدود السوريةالأردنية، لأنها ترى أن استجابة المجتمع الدولي للأزمة السورية لا تتواءم مع حجمهذه المأساة الإنسانية، وتدعو العالم إلىتقديم المزيد من الدعم للاجئين السوريين، في محنتهم التي اعتبرتها أسوأأزمة إنسانية في القرن الحادي والعشرين. تقول جولي للصحافة- بصفتها المبعوثةالخاصة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأممالمتحدة- إن الغرض من الزيارة هوإظهار الدعم للاجئين السوريين وحثّ العالم على معالجة محنتهم، وفهم الاحتياجاتبشكل أفضل في الأردن ودول المنطقة الأخرى المتضررة بشكل مباشر من هذا النزاعالمدمر. كم هو الفرق بين نظرة هذه المرأةلمحنة أشقائنا في سوريا وبين نظرة بعض الفقهاء ورجال الدين!! هي تبحث عن غذاءودواء تقدِّمه للاجئين والمرضى، وهم ينادون لزواج الستر والمناكحة وزواجالمجاهَدَة، ويبحثون عن مزيد من الفتاوى التي يريدون بها شرعنة هذه النزوات التيلا تصدر حتى من شيطان رجيم.. إلى حدِّ أنهم تحدثوا عن فتح مكاتب لتفويج اللاجئاتالسوريات إلى الدول المجاورة بعد تزويجهن بمبلغ رمزي بقصد سترهن!! اللاجئون بشكل خاص.. وكلُّ من يعرفمعنى الإنسانية، عموماً، سينظرون إلى انجلينا جولي نظرة إكبار وإجلال، فهي أكثرأمانا ًمن العمائم التي تدعو إلى الجنة وتحتها تكمن النار.. لأن "جولي"،بفعلها الإنساني هذا، أقرب إلى الله من تلك اللِّحى التي لا تؤمن إلَّا بالنزواتوالشهوات.. وشتَّان بين من يتحدث بلغة الإنسانية وبين من يتحدث بلغة أخرى.