تستمر لليوم الثاني على التوالي الاشتباكات في جنوبلبنان بين الجيش وأنصار رجل الدين المتشدد أحمد الأسير، وقد أوقعت حوالي عشرين قتيلا بينهم 13 عنصرا من الجيش، في حوادث أمنية هي الأخطر منذ بدء النزاع في سوريا المجاورة قبل أكثر من سنتين. وفي ضوء خطورة هذه الأحداث التي بدأت بهجوم من جماعة الأسير على حاجز للجيش اللبناني قرب مقر الأسير في عبرا قرب صيدا، أكبر مدن جنوبلبنان، أجمعت القيادات السياسية المنقسمة على خلفية النزاع السوري، على دعم الجيش اللبناني في معركته. والأسير معروف بعدائه الشديد لحزب الله الشيعي، وهو يتهم الجيش اللبناني بغض الطرف عن كل أنشطة الحزب المسلحة. وإن كان الأسير لا يعد ذا شعبية واسعة في صفوف الطائفة السنية، لكنه تورط خلال السنتين الماضيتين في سلسلة أحداث مع الجيش ومع مسلحين موالين للحزب، وتميز بخطاباته النارية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وذكر مصدر عسكري الاثنين أن 13 جنديا قتلوا في المواجهات منذ الأحد. في المقابل، ذكر مصدر قريب من الأسير في اتصال هاتفي من عبرا أن خمسة قتلى على الأقل سقطوا في صفوف فريقه، بالإضافة إلى عشرة جرحى. وكان مصدر طبي أفاد الأحد عن مقتل مدني وإصابة 35 آخرين بجروح. وذكر شهود أن المعارك مستمرة في محيط المجمع الذي يتحصن فيه الأسير وأنصاره، والمؤلف من مسجد بلال بن رباح وأبنية في محيطه، وعند أطراف مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، حيث يشتبك الجيش مع عناصر من مجموعات إسلامية. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن "الجيش أحكم السيطرة على مجمع الأسير في عبرا". وأشارت إلى أن "الجيش يقاتل في الأمتار الأخيرة من المربع الأمني التابع للأسير في ظل مقاومة شرسة للمقاتلين بالقذائف والقنابل". ورأت قيادة الجيش أن ما حصل يذكر بالأحداث التي سبقت اندلاع الحرب الأهلية في لبنان العام 1975. وعن تشبيه البعض ما يحصل في صيدا ببدايات الحرب في العام 1975، يرى النائب خضر حبيب ( المستقبل ) أن لبنان على شفير الهاوية وعلى بعد قريب من حرب أهلية، لأن السبب الأساسي هو تورط حزب الله في أتون الحرب السورية، وعدم خضوعه للكيان اللبناني، وهناك احتقان كبير ويجب معالجة الموضوع على أعلى المستويات.