قال نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني، الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، سلطان العتواني إن الوضع السياسي في اليمن لا يزال هشاً، وأن مخاطر انزلاقه نحو التفجير ما تزال كامنة. وقال العتواني في كلمة ألقاها أمام اجتماع استثنائي للجنة المركزي للتنظيم الناصري أمس ونقلها موقع حزبه "إنه في الوقت الذي تقترب فيه المرحلة الانتقالية من الانتهاء لا يزال هناك من يضع العراقيل أمام إنجاز مهامها الأساسية، فحتى الآن لم يتم استكمال نقل السلطة والتغيير في الجهاز الإداري المدني والعسكري والأمني، والعبث بالسلطة القضائية". وكان مجلس القضاء الأعلى قد أوقف الحركة القضائية وأجل تنفيذها إلى ما بعد الإجازة القضائية، وذلك بعد ثبوت اعتماد معيار الحزبية في التعيينات ومن تيار سياسي معين كما يسعى حزب الإصلاح إلى تغيير مناهج الشريعة والقانون، وتم قبول عدد من خريجي جامعة الإيمان ولأول مرة في معهد القضاء العالي في مخالفة للقانون. وحذر العتواني في كلمته أمس من "ظاهرة خطيرة متمثلة بالتكفير والتكفير المضاد" في إشارة إلى التكفير المتبادل في الآونة الأخيرة بين جماعة الحوثي من جهة والإصلاح والسلفيين من جهة ثانية. واعتبر العتواني مواصلة انعقاد جلسات مجلس النواب واستمرار العمل بلوائحه الداخلية التي تنص على إخضاع القرارات للتصويت، "تعارض فج مع التسوية السياسية القائمة على الشراكة والتوافق" كما أنه "تعمد لحرف هذه المؤسسات عن أداء مهامها والاستقواء بالأغلبية في محاولة مكشوفة لتعطيل الشرعية التوافقية". ويرأس العتواني إلى جانب كونه أمين عام التنظيم الناصري كتلة التنظيم البرلمانية وقوامها (3) أعضاء أحدهم (عبدالله المقطري) يرفض المقاطعة، معتبراً مقاطعة بعض ممثلي المشترك لجلسات البرلمان بأنها "غير مبررة" أو كما قال في تصريح سابق ل"اليمن اليوم". وواصل العتواني كلمته أمس أمام أعضاء لجنة حزبه المركزية المنقمسة في ولاءاتها أو تحالفاتها بين الإصلاح وجماعة الحوثي، محذراً من "الخطورة البالغة لاستمرار الأعمال الهادفة إلى تقويض ما تبقى من هيبة الدولة، وعرقلة وحرف مسار المرحلة الانتقالية من قبل قوى الفساد القديم الجديد، في إشارة إلى حلفاء الرئيس السابق علي عبدالله صالح من قبليين وحزبيين وعسكريين انشقوا مطلع أزمة الربيع العربي ويتقلدون اليوم مناصب حساسة أو كجماعات ضغط.. وهو ما كان قد أشار إليه أيضاً أمين عام الحزب الاشتراكي، الدكتور ياسين سعيد نعمان عندما رد في تصريحات صحفية، على تهم الإصلاح له وحزبه بالفساد في وزارة النقل التي يتولى الاشتراكي إدارتها "إن فساد النظام السابق كان محتشماً في حين الفساد الجديد بلا حشمة وبلا أخلاق". كما حذر العتواني مما أسماه "جماعات الاستقواء التي تهيمن اليوم على المسرح السياسي في ظل التدهور المريع لأجهزة الدولة، وغياب سلطتها أو عجز حكومة الوفاق وفشلها في مواجهة الانفلات الأمني الكبير، والتصدي للأعمال التخريبية التي تضر بالمصالح العامة في ضرب خطوط نقل الكهرباء وتفجير أنابيب النفط وتهريب السلاح وقطع الطرقات وغيرها من الخدمات التي تمس مصالح الشعب وتكدر حياتهم وتسبب انتكاسة لمشروع التغيير الذي طالما حلم اليمانيون بتحقيقه". وأشار العتواني إلى أن "الأوضاع المعيشية للمواطنين والفئات الفقيرة لم تلمس أي تحسن يذكر من قبل الحكومة، منبها لخطورة "مؤشرات خضوع الحكومة لإملاءات مؤسسات الدعم الدولي التي تقدم ما يسمى بالإصلاح الاقتصادي والإداري" وما تقود إليه من فشل وتفجر الأوضاع السياسية. وبدى أمين عام التنظيم الناصري في كلمته ممسكاً بالعصا من النص بين جماعة الحوثي وحزب الإصلاح، حاله حال التنظيم المنقسم في ولاءاته بين التيارين، ففي حين جدد أمس التأكيد على "وقوف التنظيم الناصري ضد كافة أنواع العصبويات" في إشارة إلى جماعة الحوثي، حدد أيضاً "رفض التنظيم لكافة أشكال الهيمنة والاستفراد ومحاولة بعض قوى ومراكز النفوذ الاستحواذ على الوظيفة العامة، وتسييسها في كافة مفاصل الجهاز الإداري للدولة، من أجل تحويل إمكانيات البلاد لخدمة فصيل سياسي بذاته، وحرمان بقية مكونات المجتمع من فرص التوظيف" في إشارة إلى حزب الإصلاح. وكان الناصري والاشتراكي قد عبرا في بيان لهما الأسبوع الماضي عن استنكارهما للتعيينات الأخيرة في وزارة المالية التي يتولى الإصلاح قيادتها.