حذرت اليونيسف من خطورة استمرار تدهور الوضع المعيشي للمواطن اليمني، مشيرة إلى أن الأوضاع الراهنة فأقمت بشكل كبير أمراض سوء التغذية المزمنة، خصوصا لدى الأطفال. وكشف المكتب القطري لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة، في أحدث مسح ميداني له -حصلت الصحيفة على نسخة منه- عن وجود نحو 10 ملايين نسمة لا يحصلون على الغذاء لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مشيرا إلى أن 23 % من نسبة السكان يعانون من انعدام أمن غذائي حاد. وحذر المسح الذي دشن في ال29 من سبتمبر الماضي، واستمر حتى ديسمبر، وشمل عينات مستفيدة من الصندوق الاجتماعي للتنمية من انعكاس الوضع المعيشي للأسر الفقيرة على الأطفال، موضحا أن وضع الأطفال دون سن الخامسة وفقا لتصنيف عالمي بات خطيراً جدا، الأمر الذي تسبب بسوء التغذية الحاد لنحو 15.9% من أطفال اليمن، في حين يعاني 40.5% من الأطفال من نقص الوزن، ونحو 49.1 % يعانون من سوء التغذية المزمن. وكشف التقرير عن تحسن للوضع في المناطق الريفية، مع اتجاه الناس نحو الاعتماد على الزراعة. كما أظهر المسح أن 87% من أفقر اليمنيين يعيشون في محافظات (الحديدة، حجة، تعز، إب، ذمار، المحويت، ريمة). من جانبها اعتبرت ممثلة اليونيسف في اليمن جوليان هارنيس، مستويات التفاوت في المعيشية بين الطبقة الغنية والفقيرة بأنه يعرض أطفال الطبقة المعدمة للخطر. وأشارت هارنيس في مؤتمر صحفي عقدته أمس بصنعاء إلى أن 8.2 % من الأسر الفقيرة تستخدم مرافق صحية مقارنة ب99% من الأسر الغنية، مشيرة إلى أن 43% من اليمنيين يقطعون 30 دقيقة سيرا على الأقدام بهدف الحصول على المياه، مقارنة ب2% فقط من الأسر الغنية. كما أوضحت أن معظم أطفال اليمن يعانون من سوء التغذية بينهم 61% من أبناء الأسر الفقيرة. واعتبرت هارنس أن غياب تحديد وتعريف واضح لعمر الطفل في التشريع الحالي، أدى إلى جعل الأطفال عرضة للاستغلال، بما في ذلك زواج الصغيرات وتجنيد الأطفال.