أذيع صيتها في شرعب الرونة كساحرة بقدرات خارقة لمعالجة العلل.. وكشف خفايا الأمراض الخفية، فتقاطرت عليها النساء علها تلبي رغباتهن. لكن لم يأبه أحد بأنها محتالة عدا شخص واحد تمكنت الساحرة التي تدعى "نعمة" من سلب قريباته كافة مجوهراتهن والتي تقدر قيمتها بأكثر من 8 ملايين ريال، فكان عليه أن يبحث عن عدالة المحكمة في المديرية. مطلع يونيو الماضي تقدم طاهر عبد الوهاب، بدعوى قضائية يتهم فيها الساحرة التي تسكن منطقة قبير، بالاحتيال والنصب، والاستيلاء على مجوهرات 7 نسوة . يقول طاهر بأن الساحرة كانت توهم النساء بقدرتها في علاج كافة إمراضهن، مما يدفعهن إليها، حينها تستخدم السحر فقط لإخضاعهن. "في البداية أوهمت عجوزاً تدعى روضة بأنها قادرة على إخفاء آثار عملية جراحية أجريت في صدرها، لكنها طلبت كمية من الذهب على اعتبار أن رسلها من الجن يرفضون المبالغ المالية ". تعرفت الساحرة من خلال روضة على بقية نساء العائلة، وبدأت تنسج لهن الأوهام فوقعن جميعا في فخها. وفقا لما ورد في شكوى وكيل الضحايا المقدمة إلى محكمة شرعب الرونة فإن العديد من نساء القرى المجاورة لمنطقة قبير وقعن ضحايا لتلك الساحرة التي تتخذ من منزلها الريفي مقرا لممارسة السحر والشعوذة، لكنهن رفضن الاعتراف أو تقديم شكوى نظرا لثقافة المجتمع، وخوفا من العار في العائلة. أصدرت المحكمة الابتدائية في شرعب مذكرة بضرورة اعتقال الساحرة وحتى النيابة العامة في المديرية كانت متحمسة لاعتقالها، خصوصا بعد تقدم العديد من النسوة بشكاوى مماثلة، لكن طاهر فوجئ خلال اليومين الماضيين، كما يقول، برفض النيابة إصدار مذكرة اعتقال بحق الساحرة. ويخشى كما يقول أن تكون الساحرة قد أثرت على وكيل النيابة. يذكر أن أعمال الشعوذة والسحر لا تزال تمارس على نطاق واسع في قرى ومديريات شرعب الرونة، شأنها في ذلك شأن العديد من المديريات والقرى اليمنية .. وتجد تلك الحيل رواجا كبيرا في الأوساط المحلية، نظرا لغياب الخدمات الصحية وانتشار الجهل.