في مصر تتسع موائد الرحمن على امتداد ميادين يتصدرها ميدان التحرير وميدان رابعة العدوية.. وعلى كثرة حلقات الإفطار وكثرة إنفاق الداعمين السياسيين على عرض ما لذ وطاب يتواجد العيش ويغيب الملح وتطغى الأزمات والمواجهات على ما سواها من معاني الأمة الواحدة * رفاق ثورة 25 يناير من التيارات المدنية والليبرالية والإسلامية ومعهم الأغلبية التي كانت صامتة.. الجميع يخرجون إلى الشارع في عملية بحث عن بلادهم التي غطتها منحنيات علامة السؤال الحائر.. هل ما حدث يوم 30 يونيو المنصرم ثورة أم موجة ثانية للثورة أم انقلاب على حكم الإخوان.. ؟ * من يتابع ما يجري في أم الدنيا لن يخطئ أن كثيراً من المصريين صاروا يعبرون عن حقيقة أنهم يشعرون بغياب دولة حسني مبارك بذات عدم شعورهم بحضور الذين جاءوا بعده.. سواءً محمد مرسي أو عدلي منصور.. والسبب هذا الانتقال من دولة الفساد والقبضة الأمنية إلى متواليات دولة الشوارع واللادولة. * التيارات الليبرالية والمدنية تعتقد بأن ثورة كان لابد وأن تطيح بجماعة فشلت بإدارة أمور الشعب.. والتيار الإسلامي الممتد لا يبدوا مبالياً بدلالة وأهمية وثقل أن يقوم الجيش بعزل مرسي وانتزاع السلطة من الإخوان وتسليمها لخصومهم.. بل إن الحماسة تأخذهم للإصرار على عودة مرسي إلى رأس السلطة، بما في ذلك من استدعاء المستحيل الرابع. * ودائما عقب أي ثورة أو موجه ثورية أو انقلاب تغادر السكرة وتحضر الفكرة.. فكرة هل في الذي جرى يوم 25 يناير ومن بعده 30 يونيو حلٌّ لمعاناة المصريين ؟ وهل في أحداث الربيع العربي ما يساعد على مغادرة محطة الإخفاق والإحباط وركوب قطار النهضة ؟ * شوارع مصر تمتلئ بملايين الحالمين بغد فيه طريق واسع أو حتى ضيق للحلم.. لكن الواقع بما فيه من التقاطعات، شديد التعقيد، بالقياس لما أصبح كائنا وماتتطلع إليه القوى السياسية في حضرة فشل الدعوات الربيعية التي أرادت بعثرة التكلس فإذا بالجميع وسط حالة عبثية ودموية من ركام الاستقطاب والمواجهات، حيث ليس أسوأ من العراك السياسي على وطن منهك بسوء تقديرات السياسيين. * يرفض المؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي مغادرة شوارع التهديد بالزحف المخاطر حتى يعود إلى الكرسي، فيما لن يقبل الجيش المصري القوي والموحد التعاطي مع هذه الرغبة بالمطلق مستنداً على ماشهده يوم 30 يونيو من حشد غير مسبوق.. وهنا نكون أمام مؤشرات صدام شوارع وعودة القبضة الأمنية، الأمر الذي يجعل من كل ثانية أمام الفضائيات أزمةلسان حالها: ليس أسوأ من ثورات تفكك ولا تحكم.