قالوا إن الشيخ حميد الأحمر قال في حوار أخير له بأنه " ينتوي" الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة في اليمن ، وهذا شي من حقه طبعا . بس يا جماعة الخير إذا كان "نخيط "وبنادق عيال الشيخ عبدالله " رحمه الله" تسببا – فعليا- بتطاير جيرانهم السكان في منطقة " الحصبة"، وأصبحت البيوت هناك الآن من أرخص عقارات الإيجار في البلد، فتعالوا نبدأ ندور – من الآن– مستأجرين يسكنوا ليمن، الرئيس القادم – بسلامة روحه- ناوي يطير بالشعب كله ! وقال "حميد " بأن الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي " رجل صادق، لكنه أخطأ عندما أقصى القبيلة ". بالتأكيد الإقصاء أمر معيب ولا يلجأ له إلا إنسان ضعيف.. غير أني سأشرح ل حميد أمراً هاماً: الحمدي لم يقص القبيلة.. ما من عاقل يمكنه أن يفكر أصلا بإقصاء القبيلة كنسيج اجتماعي مهم، بل أزاح "الحمدي" سلطة المشايخ.. وما الحاجة – أصلا- لسلطة المشايخ ؟ الدول المحترمة تحكمها سلطة القانون.. وأعتقد أنني سمعت الشيخ حميد غير مرة وهو يتحدث ك "ثائر".. وفي كل مرة أشاهده يلعص كلاما كثيرا عن الثورة التي دعمها للتخلص من سلطة الفرد ومن أجل بناء الدولة المدنية، دولة النظام و..القولون ! ومؤخرا - أيضا - حكى حميد شيئا مهما عن قصة حياته، وعن ثروته التي بدأ تكوينها انطلاقا من داخل " صندقه" ! قصص الأشخاص العصاميين والمثابرين – دائما - مؤثرة. لكنها تصير مجالا للتندر والتفكه إذا ما كان بطلها "حميد الأحمر". إذا فهم الآن ما أعنيه جيدا، سيكون قد فهم - أيضا - سر سخرية الناس منه. لن أهتف بحماس: "الصندقة أو الموت"، بل سأسخر قليلا وأحمد الله.. هذا " النخيط" كله وهو الا بدأ مشوراه الفني من داخل صندقه ، ياااااو.. كيف لو كان بدأ من داخل غرفتين وحمام ومطبخ ؟ ستر الباري...! يحكى أن لويس السادس عشر زار اليمن خلسة ذات يوم، ووجد فيها " صندقه" سأل: لمن هذه الصندقه ؟ فأخبره العراف " بولوس" أنها لفتى "شيخ "سيأتي فيما بعد واسمه " حميد". لا يوجد في التاريخ كله عراف اسمه "بولوس"، أنا اخترعت الحكاية برمتها من خيالي، تماما كما اخترع حميد "عصاميته" برمتها من خياله، إذ لا يوجد في تاريخ الإنسانية كله " عصامي" يتفيد بيت رئيس، يا مُغفل..! أما لو فاكر أن "العصامي "جايه من" العصيمات، سرحت الجن ! نعرف جميعا أن أعمال ابن آدام تنقطع بعد وفاته، إلا من ثلاث. لا باس، يوما ما - بعد عمر طويل إنشاء الله - سيموت "العصامي" حميد الأحمر، ولن تنقطع أعماله، فقد ترك لنا ولدا صالحا يدعوا له، وترك لنا "النصع" علماً ينتفع به ، و"صندقة" جارية كمان . وااو ، كم هذا الآدمي موفق ! وعلى الرغم من أن الصندقه تمنع الأذى، إلا أن مرافقي الرئيس القادم، الشيخ حميد – كما غيره من بقية المشايخ- يسببون للبلد وللناس الأذية. على أنني - وكل الذين يسخرون منه الآن- لا نقول له، مت يا حميد.. بل نصرخ في وجهه: اخجل شويه يا أخي، وعش حياتك كإنسان في القرن الواحد والعشرين. [email protected]