الدماء التي نزفت من الجسد المصري غزيرة والأرواح التي أزهقت كثيرة..ولذلك لم تكن قناة الجزيرة في حاجة لأن تطالعنا بذلك المشهد الاصطناعي المزيف الذي أعادت إحدى القنوات المصرية بثه بصورة أكدت حجم ما أصاب هذه القناة وغيرها من السقطات الإعلامية والمهنية *كاميرا البث المباشر تسلط أضواءها على من اعتبرته مصاباً والقميص الذي يرتديه هذا المصاب ملطخاً من الخارج ببقعة حمراء تشير إلى جرح عميق.. لكن أحد الفضوليين رفع القميص فجأة بصورة كشفت أنه ليس تحت البقعة الحمراء أي إصابة وحينها لاحظ المصاب الافتراضي الورطة التي وقع فيها مع القناة فسارع وهو يفتح عينيه بصورة مفاجئة إلى رفع رجله وفخذه ليغطي على الموقع الذي يفترض أنه مجروح وبصورة بدت مستفزة لكل مشاهد يعتقد بأن المؤمن لا يكون كذاباً فكيف عندما يتحول الكذب إلى حالة تضليل وتزييف يشارك فيها المصاب الافتراضي والقائمون على التمثيلية وقناة فضائية كانت عالمية فأدخلت نفسها في الأعوام الثلاثة الأخيرة في مأزق ما زلت مصمماً أنه أسقطها من دائرة اهتمامات قاعدة عريضة من جمهور المتابعين للقنوات الإخبارية *ولست بصدد التذكير بوقوع الجزيرة كثيراً في مثل هذه الورطات في أكثر من دولة من دول الربيع الدامي لكنها الرغبة في مشاركة المشاهدين حيرتهم في الذي أصاب الكثير من وسائل الإعلام وفي المقدمة قناة الجزيرة من الانهيارات المهنية التي لا أعرف كم من الوقت تحتاج لإعادة بناء الثقة بذات المعرفة بما إذا كان هناك رغبة أصلاً في استعادة الثقة!! *لقد استخدم الأمن المصري القوة في فض اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة ولابد أنه كان هناك من التجاوزات ما يكفي الجزيرة لتحقيق مساعي إثبات الاستخدام المفرط للقوة فما الذي يدفع لتمثيل تلك الحالة داخل إحدى بيوت الله ؟!! *إن بمقدور الجزيرة أن تدين أي طرف بدوافع سياسية من الواقع لأننا أمة وأنظمة عبارة عن كتل متحركة من الأخطاء والتجاوزات وعدم احترام حقوق المواطنين ولكن لماذا الإصرار على استخدام فائض الكذب وفي الصدق ما يغني عن أي صراخ يُذكر بحكاية الراعي والغنم وسكان القرية..