في عهد الرئيس علي عبدالله صالح كانت الكهرباء تنقطع ساعة في النهار وساعة في الليل، وأحياناً أكثر من ساعة.. وفي عهد حكومة الوفاق يتم ضرب الكهرباء كلَّ يوم!! لم يكن عهد علي عبدالله صالح أنموذجياً بما تعني الكلمة- وبالذات في الجانب الاقتصادي- لكنني كنت أسافر ليلاً لوحدي وأنا أشعر بالأمان.. وفي عهد هادي أستيقظ من النوم وأخرج لتشغيل سيارتي، كلَّ صباح، وأنا أتذكَّر كلَّ الأفلام الهندية التي تنفجر فيها السيارة أثناء قيام السائق بتشغيلها. في عهد صالح يقوم أحدهم بإطلاق رصاصة واحدة في أي عرس وتأتي سيارة النجدة على وجه السرعة.. وفي عهد هادي أصبحت الانفجارات تهز أحياءً بكاملها دون أن يصدر حتى تصريح من وزير الداخلية، ودون أن يظهر باسندوة على التلفزيون ليعتذر بدمعتين عن الحادث ويترحَّم على الضحايا.. فقد كفَّ باسندوة عن البكاء لحكمة لا يعلمها إلا الله. في عهد حكومة الوفاق ازدهرت الطلعات الجوية للطائرات دون طيار، وأصبحت تسير وتجي وتحانكنا وتزيد تعصُر- على قولة السنيدار- إلى حدِّ أن السماء أصبحت ساحة تلعب فيها الطائرات لعبة البلاستيشن.. وبدلاً من أن تقول الأم لطفلها: انتبه من السيارات، تكاد تقول له: انتبه من الطائرات. في عهد حكومة الوفاق سقطت طائرات حربية، واغتيل عشرات الطيارين- سواء الذين كانوا على تلك الطائرات الساقطة أو الذين قتلتهم الدرَّاجات النارية- في عملية تصفية ممنهجة امتدَّت لتشمل قادةً عسكريين.. وإلى الآن لم تظهر نتائج التحقيقات، لأن حكومة الوفاق تعلم أن هذا الشعب طيب، وسينسى الحادثة بمجرد وقوع حادثة أخرى في اليوم التالي. لذلك.. لا بد أن تقوم ثورة حقيقية- وليس ثورة عسكر ومشايخ- بمجرد انتهاء المدة الزمنية لحكومة الوفاق، ويتم رفض التمديد الذي سيوصل اليمن إلى طريق مسدود تضيع معه كلُّ خطوط الرجعة.