استدرجوه من الضالع لسرقة سيارته .. مقتل مواطن على يد عصابة ورمي جثته في صنعاء    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    مركز الإنذار المبكر يحذر من استمرار تأثير المنخفض الجوي    مليار دولار التكلفة الأمريكية لإحباط هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    الحكومة تطالب بتحرك دولي لوقف تجنيد الحوثي للأطفال تحت غطاء المراكز الصيفية    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    الدوري الاوروبي ... ميلان وليفربول يودعان البطولة    الدوري السعودي ... الشباب يكتسح ابها بخماسية    "لا حل إلا بالحسم العسكري"..مقرب من الرئيس الراحل "علي صالح" يحذر من مخيمات الحوثيين الصيفية ويدعو للحسم    "طاووس الجنان" و"خادمة صاحب الزمان"...دعوة زفاف لعائلة حوثية تُثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مافيها(صورة)    "ابتزاز سياسي واقتصادي للشرعية"...خبير اقتصادي يكشف سبب طباعة الحوثيين للعملات المزيفة    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    إصابة 3 أطفال بانفجار مقذوف شمالي الضالع    انطلاق أعمال الدورة ال33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لأفريقيا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    لجنة الطوارئ بمأرب تباشر مهامها الميدانية لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 33.970    مصرع وجرح عدد من العناصر الإرهابية على يد القوات الجنوبية بوادي عومران    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    سقوط 9 مدنيين في الحديدة بسبب الألغام ومخلفات الحرب خلال مارس الماضي مميز    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    إسقاط طائرة تجسس حوثية في شقرة بمحافظة أبين    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    أضرار مادية وخسائر بشرية بسبب الفيضانات شرقي اليمن وإغلاق مدينة بالكامل    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    ليلة للتاريخ من لونين.. وخيبة أمل كبيرة لهالاند    أهلي جدة: قرار رابطة الدوري السعودي تعسفي    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    اليمن: الكوارث الطبيعية تُصبح ظاهرة دورية في بعض المحافظات الساحلية، ووزير سابق يدعو لإنشاء صندوق طوارئ    مأساة إنسانية: صاعقة رعدية تُفجع عائلتين في تعز    على رأسهم مهدي المشاط ...ناشطة حوثية تدعو إلى كسر الصمت حول قضية السموم الزراعية في اليمن    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"من هنا تدار السيادة اليمنية".. القصة الكاملة لقاعدة تنطلق منها عمليات الطائرات بدون طيار في اليمن
نشر في يمن لايف يوم 13 - 12 - 2012

مسئولان في البنتاغون: طائرات ال"إف 15" تنفذ طلعات قتالية في اليمن وليس الطائرات بدون طيار فقط
يدفع الجيش الامريكي 38 مليون دولار سنوياً لجيبوتي اياجار قاعدة ليمونيير التي تنطلق منها العمليات في اليمن
16 طائرة بدون طيار واربع مقاتلات تقلع وتهبط في القاعدة يومياً
كريغ ويتلوك- الواشنطن بوست:
تضاعف عدد عمليات الإقلاع والهبوط للطائرات كل شهر حتى وصلت إلى ذروة بلغت 1666 طلعة في يوليو تموز مقارنة بالمعدل الشهري 768 طلعة قبل عامين
في أكتوبر 2011، عزز الجيش القوة الجوية في القاعدة بنشر سرب من طائرات من طراز F-15E Strike Eagle المقاتلة، التي يمكنها الطيران بسرعة أكبر وحمل كمية اكبر من الذخيرة.
مدينة جيبوتي، - على مدار الساعة، حوالي 16 مرة في اليوم، تقلع الطائرات بدون طيار و تهبط في القاعدة العسكرية الأمريكية هنا في جيبوتي، مركز حروب مكافحة الإرهاب التي تقوم بها إدارة أوباما في منطقة القرن الأفريقي والشرق الأوسط.
تتجه بعض الطائرات بدون طيار دائماً إلى الصومال، الدولة المنهارة التي تقع حدودها على بعد 10 أميال ناحية الجنوب الشرقي. معظم الطائرات بدون طيار المسلحة، مع ذلك، تنحرف شمالاً عبر خليج عدن إلى اليمن، البلد الآخر غير المستقر ويتم استعمالها في حرب مميتة متصاعدة مع فرع تنظيم القاعدة الذي قام باستهداف الولايات المتحدة.
بدأ معسكر ليمونيير، الذي يتسم بصفات معسكرات العالم الثالث والمعزول تحت وهج حرارة الشمس، المنشأ بواسطة الفرقة الأجنبية الفرنسية، العمل كأحد مواقع الانطلاق المؤقتة لقوات المارينز الأمريكية التي كانت تبحث عن موطئ قدم في المنطقة منذ عقد من الزمن. طوال العامين الماضيين، حولت العسكرية الأمريكية الموقع إلى القاعدة السرية الأكثر ازدحاماً بالطائرات بدون طيار خارج منطقة الحرب الأفغانية، وهو نموذج لعمليات مكافحة الجيل الجديد من الجماعات الإرهابية.
تبذل إدارة أوباما جهوداً غير عادية من اجل إخفاء التفاصيل القانونية والتشغيلية لبرنامج القتل المستهدف الخاص بها. خلف الأبواب المغلقة، تسبق كل قرار ناقشات مضنية لوضع الأشخاص في الأماكن الحساسة في حرب الولايات المتحدة الدائمة ضد القاعدة وحلفائها.
يتم تسليم أوامر البحث والتتبع وقتل أولئك الناس على نحو متزايد لمعسكر ليمونيير. المعسكر الذي تبلغ مساحته تقريبا 500 فدان مكرس لمكافحة الإرهاب وهو ما يجعله منشأة فريدة من نوعها ضمن شبكة قواعد وزارة الدفاع الأمريكية العالمية.
تغلف السرية معظم أنشطة المخيم. رفض الجيش الأمريكي طلب قدمته صحيفة الواشنطن بوست للقيام بجولة في معسكر ليمونيير الشهر الماضي. قال مسؤولون إنها "مخاوف أمنية تنفيذية". رغم أنهم قد سمحوا للصحفيين بالزيارة من قبل.
بعد ظهور احد مراسلي الواشنطن بوست غير المدعوين في جيبوتي، وافق الضابط الأعلى رتبة في المعسكر على إجراء مقابلة - شرط أن تحدث بعيدا عن المعسكر، في الفندق الفاخر الوحيد في مدينة جيبوتي. أجاب القائد، الجنرال رالف بيكر عن بعض الأسئلة العامة، لكنه امتنع عن التعليق على عمليات الطائرات بدون طيار أو البعثات المتعلقة بالصومال و اليمن.
رغم ذلك، تفتح آلاف الصفحات من السجلات العسكرية التي حصلت عليها الواشنطن بوست - بما في ذلك مخططات البناء، والتقارير ومذكرات التخطيط الداخلي - نافذة مطلع على معسكر ليمونيير. تلك الوثائق ليست سرية وتم الحصول عليها والعديد من السجلات الأخرى عن طريق طلبات القطاع العام.
معاً، تظهر الوثائق المكشوفة سابقاً كيفية تصاعد الحرب التي تقوم بها قاعدة جيبوتي للطائرات بدون طيار بشكل حاد مطلع العام الماضي بعد وصول ثماني طائرات من نوع البريديتور predator (المفترس) إلى لومنيير. تؤرخ السجلات أيضاً خطة وزارة الدفاع الأمريكية الطموحة المكثفة لعمليات الطائرات بدون طيار خلال الأشهر المقبلة.
تشير الوثائق إلى الدور المركزي الذي تقوم به قيادة العمليات الخاصة المشتركة (JSOC)، التي اعتمد عليها الرئيس أوباما مراراً وتكراراً لتنفيذ مهام مكافحة الإرهاب الأكثر حساسية في البلاد.
حوالي 300 فرد من قوات العمليات الخاصة يقومون بتخطيط وتنسيق غارات ورحلات الطائرات بدون طيار من داخل المباني شديدة الحراسة في ليمونيير الذي تنتشر فيه الصحون اللاقطة وتحيط به الأسلاك الشائكة. معظم قوات الكوماندوز تعمل بخفاء ، يخفون أسمائهم عن القوات التقليدية في المعسكر.
أعمال مكافحة الإرهاب الاخرى في ليمونيير أكثر علنية. تم الإعلان عن أنه قد تم تعيين نحو 3200 جندي أمريكي ومدنيين ومقاولين في المعسكر، حيث يتم تدريب الجيوش الأجنبية، وجمع المعلومات الاستخباراتية وتوزيع المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء أفريقيا الشرقية كجزء من حملة منع المتطرفين من ترسيخ جذورهم.
في واشنطن، اتخذت إدارة أوباما سلسلة من الخطوات للحفاظ على استمرار حملة الطائرات بدون طيار لعقد آخر من الزمن، ووضعت خطة جديدة تهدف إلى وضع قاعدة بيانات، تسمى "مصفوفة التصرف"، ومصنف يسمى " كتاب العمل" لتحديد كيفية اتخاذ القرارات بشأن القتل المستهدف.
جيبوتي هي أوضح مثال على الكيفية التي تتبعها الولايات المتحدة لإرساء الأساس لتنفيذ العمليات في الخارج. طوال العقد الماضي، وصفت وزارة الدفاع الأمريكية لومنيير ب ال"التدخل السريع"، أو المعسكر المؤقت. لكنه الآن يتحول إلى أول قاعدة دائمة للجيش الأمريكي لحرب الطائرات بدون طيار.
محور القاعدة
في أغسطس، أصدرت وزارة الدفاع خطة رئيسة للكونغرس توضح تفاصيل الكيفية التي سيتم بها استخدام المعسكر خلال ربع القرن المقبل. ميزانية تبلغ حوالي 1.4 مليار دولار لوضع مشاريع البناء له على قائمة السحب، بما في ذلك مجمع ضخم جديد يمكن أن يؤي مايصل إلى 1100 فرد من قوات العمليات الخاصة، ثلاثة أضعاف العدد الحالي.
ستظل الطائرات بدون طيار في الصدارة. ورداً على أسئلة مكتوبة من الواشنطن بوست، أكد الجيش الأمريكي علنا وللمرة الأولى وجود الطائرات الموجهة عن بعد – المصطلح العسكري للطائرات بدون طيار - في معسكر ليمونيير وقالوا إنها تدعم "مجموعة واسعة من المهام الأمنية الإقليمية."
تستخدم المعلومات الاستخباراتية التي يتم جمعها من مهمات الطائرات بدون طيار وبعثات المراقبة الأخرى "لوضع صورة كاملة عن أنشطة المنظمات المتطرفة العنيفة وغيرها من الأنشطة المثيرة للاهتمام"، هذا ما قالته القيادة الإفريقية، ذراع الجيش الأمريكي التي تشرف على المعسكر في بيان لها . "ومع ذلك، الاعتبارات الأمنية التشغيلية تمنعنا من التعليق حول مهمات محددة."
لعقد من الزمان تقريباً، كانت الطائرات الأمريكية بدون طيار تقلع من ليمونيير نادراً فقط، بدءاً بهجمة 2002 في اليمن التي قتلت زعيم مشتبه به في الهجوم على المدمرة USS كول.
لكن ذلك تغير بسرعة في العام 2010 بعد أن حاول تنظيم القاعدة في اليمن تفجير طائرتين تتجهان إلى الولايات المتحدة وبعد أن عزز جهاديو الصومال سيطرتهم على البلد. لاحقا في ذلك العام، أظهرت السجلات، أن وزارة الدفاع الأمريكية أرسلت 8 طائرات بدون طيار من طراز MQ-1B إلى جيبوتي وحولت ليمونيير إلى قاعدة للطائرات بدون طيار بدوام كامل.
كان الأثر واضحاً في وقت لاحق من الشهر: طارت الطائرات بدون طيار التابعة لقيادة العمليات لخاصة المشتركة JSOC وطائرات البريداتور التابعة للسي أي ايه CIA من قاعدة سرية في شبه الجزيرة العربية في سماء اليمن وقتلت أنور العولقي، رجل الدين الأمريكي المولد و العضو البارز في تنظيم القاعدة.
اليوم، أصبح معسكر ليمونيير محور لكوكبة متوسعة من نصف دزينة من قواعد المراقبة التي تحتضن الطائرات بدون طيار في أفريقيا، وأنشئت لمكافحة الجيل جديد من الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء القارة، من مالي إلى ليبيا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى. تطير طائرات الجيش الأمريكي بدون طيار أيضاً من المطارات المدنية الصغيرة في إثيوبيا وسيشيل، لكن هذه العمليات تتضاءل مقارنة بما يتكشف من عمليات تتم في جيبوتي.
أصبح ليمونيير أيضاً مركزاً للطائرات التقليدية. في أكتوبر 2011، عزز الجيش القوة الجوية في القاعدة بنشر سرب من طائرات من طراز F-15E Strike Eagle المقاتلة، التي يمكنها الطيران بسرعة أكبر وحمل كمية اكبر من الذخيرة.
في ردودها المكتوبة، أكدت قيادة أفريقيا وجود الطائرات الحربية لكنها امتنعت عن الإجابة عن سؤال حول مهامها. وقال اثنان من المسؤولين السابقين في وزارة الدفاع الأمريكية طلبا عدم الكشف عن هويتهما ان طائرات ال F-15S هي التي تقوم بطلعات قتالية في سماء اليمن، وهو تطور غير معلن في الحرب ضد تزايد قوات القاعدة هناك.
ملأت الطائرات بدون طيار والطائرات العسكرية الأخرى سماء القرن الأفريقي كثيراً حتى أن خطر وقوع كوارث الطيران قد ارتفع.
منذ يناير كانون الثاني 2011، تظهر سجلات القوات الجوية أن خمسة طائرات من طراز البريداتور المسلحة بصواريخ هيلفاير تحطمت بعد إقلاعها من ليمونيير ، بما في ذلك طائرة بدون طيار انخفضت إلى الأرض في منطقة سكنية في مدينة جيبوتي. لم يبلغ عن وقوع أي إصابات لكن تم تدمير أربع طائرات بدون طيار.
الطائرات بدون طيار على وجه الخصوص أكثر عرضة لحوادث الطائرات من تلك المأهولة كما توضح إحصائيات سلاح الجو. لكن نادراً ما يوجه اهتمام الرأي العام لهذه الحوادث بسبب عدم وجود طيارين أو ركاب.
مع تصاعد وتيرة عمليات الطائرات بدون طيار في جيبوتي، ذكرت فرق ميكانيكا القوات الجوية أن هناك حوادث غامضة قامت فيها الروبوتات المحمولة جواً بأعمال حمقاء.
في مارس 2011، شغلت إحدى طائرات البريديتور المتوقفة في القاعدة محركها بدون تعليمات بشرية ، بالرغم من إطفاء المشغل وإغلاق خطوط الوقود. استنتج الفنيون أن الخلل أصاب البرمجيات و "العقل المدبر" للطائرة بدون طيار، لكن المشكلة لم توضح.
قال قائد سرب في سلاح الجو لمجلس التحقيق في شهادة لمجلس التحقيق، وفق احد التسجيلات: "بعد حادث تشغيل الطائرة لنفسها بالكامل، أصبحنا حذرين إلى حد ما من الطائرة ونراقبها عن قرب شديد". في الوقت الراهن، ما زلت اعتقد أن البرامج ليست جيدة."
الموقع الرئيس
تعد جيبوتي مستعمرة فرنسية سابقة فقيرة بتعداد يقل عن ال 1 مليون نسمة، ومواردها طبيعية وشحيحة ويسودها طقس حار مزعج.
لكن بالنسبة للجيش الأمريكي، تعد القيمة الاستراتيجية لهذا البلد منقطعة النظير. بين شرق أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، يمكن معسكر ليمونيير الطائرات الأمريكية من الوصول إلى المناطق الساخنة مثل اليمن و الصومال في غضون دقائق. ويقدم ميناء جيبوتي أيضاً سهولة للوصول إلى المحيط الهندي والبحر الأحمر.
قالت أماندا دوري، الأمين النائب المساعد لشؤون أفريقيا "انه ليس موقعاً في اللا مكان يحظى باهتمام هامشي. انه موقع مهم جداً للمصالح الأمريكية، من حيث حرية الملاحة، عندما يتعلق الأمر بإنفاذ السلطة".
يدفع الجيش الأمريكي 38 مليون دولار سنوياً لاستئجار قاعدة ليمونيير من الحكومة الجيبوتية. وتقع القاعدة على تضاريس مستوية رملية على حافة مدينة جيبوتي، العاصمة ذات الشوارع الخالية. خلال اليوم، يقبع الكثير من الناس في منازلهم لتجنب الحرارة ومضغ القات، النبات المخدر الذي يحظى بشعبية في المنطقة.
مطوقاً بالبحر والمناطق والسكنية، لا يوجد لمعسكر ليمونيير الأساسي مساحة للتوسع. المعسكر مجبر على مشاركة نفس المدرج مع مطار جيبوتي الدولي الوحيد، ومجبر على مجاورة قاعدة عسكرية فرنسية بالإضافة إلى القوات المسلحة الجيبوتية القليلة.
يمكن أن يرى المسافرون القادمون على الرحلات الجوية التجارية - حوالي ثماني رحلات في اليوم الواحد - بين الحين والآخر طائرة بريديتور بدون طيار تتجهز للقيام بإحدى المهام. بين كل رحلة وأخرى، تقف الطائرات بدون طيار تحت حظائر مظلات مغطاة بالنسيج لحمايتها من الرياح وأعين الفضوليين.
وراء السياج المحيط، يقوم عمال البناء بإعادة بناء القاعدة لاستيعاب تدفق الطائرات بدون طيار. ويمكن الاطلاع على لمحات من العمليات السرية من خلال مجموعة متنوعة من مذكرات البنتاغون الملاحظة قليلا والتي تم تقديمها إلى الكونغرس.
الشهر الماضي، على سبيل المثال، منحت وزارة الدفاع عقداً ب 62 مليون دولار لعمل توسعة لمدرج المطار لاستيعاب ازدياد حركة مرور الطائرات بدون طيار في ليمونيير، ولبناء موقع لتخزين الذخيرة ومنطقة لتحميل القنابل والصواريخ.
في رسالة إلى الكونغرس بتاريخ 20 أغسطس تشرح عقد الطوارئ، قال نائب وزير الدفاع اشتون كارتر إن 16 طائرة بدون طيار وأربع مقاتلات تقلع و تهبط في مطار جيبوتي كل يوم، في المتوسط. ومن المتوقع أن تزيد هذه العمليات أضعافاً، دون الخوض في تفاصيل.
في رسالة منفصلة إلى الكونغرس، قال كارتر إن معسكر ليمونيير ينفد منه الفضاء المستوعب للطائرات بدون طيار، التي أشار اليها باسم الطائرات الموجهة عن بعد (RPA)، والطائرات أخرى. قال: "الإضافة التي تمت مؤخراً من المقاتلات و الطائرات الموجهة عن بعد أدت إلى تفاقم الوضع، مسببة تأخيراً في المهام".
كشفت خطابات كارتر أن الطائرات بدون طيار والطائرات المقاتلة في القاعد العسكرية تقوم بدعم ثلاث مهمات عسكرية سرية، يطلق عليها كوبر دون، جوبيتر غاريت، واوكتاف شيلد.
كوبر دون هو اسم عمليات مكافحة الإرهاب العسكرية في اليمن. قالت القيادة الأفريقية انه لا يمكنها الحديث عن جوبيتر جاريت واوكتاف شيلد، بسبب قيود السرية المحاطة بالموضوع. الأسماء المستعارة لهذه العمليات غير سرية.
يطلق الجيش في كثير من الأحيان أسماء مشابهة للمهمات المترابطة. كان فيوجن اوكتاف الاسم الحركي للعملية التي قادتها القوات البحرية في الصومال التي أنقذت أمريكياً ورهينة دنماركية في 24 يناير.
أسرار مسكوبة
نافذة أخرى يمكننا النظر عبرها إلى عمليات الطائرات بدون طيار في جيبوتي يمكن أن نجدها في سجلات السلامة الخاصة بالجوية الأمريكية.
كلما اشتركت طائرة عسكرية في حادث، تقوم القوات الجوية بتعيين مجلس تحقيق في الحوادث لمعرفة السبب. رغم أن التقارير تركز على المسائل الفنية، إلا أن الوثائق التكميلية تمكن من إعادة سرد ما حدث في الساعات التي سبقت وقوع الحادث.
ضباط سلاح الجو الذين حققوا في حادث تحطم بريديتور بتاريخ 17 مايو 2011، وجدو أن الأمور بدأت تنحرف في معسكر ليمونيير أواخر تلك الليلة عندما خرج رجل معروف باسم الضفدع من مجمع العمليات الخاصة.
تعرض مزود الكهرباء الرئيس الخاص بالمعسكر للتوقف وانقطعت خطوط الهاتف. لذلك مشى الضفدع إلى خط الطيران لتقديم بعض المعلومات الهامة إلى الطاقم الأرضي للبريديتور الذي كان في الخدمة وقتها، وفقاً لملفات المحققين، التي تم الحصول عليها بواسطة الواشنطن بوست كجزء من طلبات القطاع العام.
"الضفدع" هو الاسم المستعار لضابط معين في قيادة العمليات الخاصة المشتركة. في ليمونيير، كان ينتمي إلى مجموعة خاصة من قوات البحرية وجنود قوة دلتا والقوات الجوية ومشاة البحرية المعروفة اختصارا باسم "فرقة العمل".
تقضي فرق كوماندوز قيادة العمليات الخاصة المشتركة أيامها ولياليها داخل المبنى للقيام بتخطيط الغارات على معسكرات الإرهابيين ومخابئ القراصنة. ويدرك جميع من في القاعدة ما يفعلونه، لكن هذا الموضوع يعتبر من المحرمات. قال بيكر، جنرال الجيش الأعلى رتبة في المعسكر" لا أستطيع الإقرار بموضوع فرقة العمل".
ينسق الضفدع هجمات طائرات البريديتور. وهو لا يكشف اسمه الحقيقي لأي شخص دون الحاجة إلى معرفته، ولا حتى المشرفين والطاقم الأرضي والمشغلين والميكانيكنيين الذين يعتنون بالطائرات. يأتي الاتصال فقط عندما يقوم الضفدع أو أصدقائه بالنداء من مجمعهم لإعداد إحدى الطائرات بدون طيار للانطلاق أو الهبوط.
ويحتفظ بمعلومات كل مهمة من مهام البريديتور بشكل منفصل بصرامة حتى أن طواقم الأرض يتجاهلون أهداف الطائرات بدون طيار ووجهاتها. كل ما يعرفونه هو أن معظم طائرات البريديتور تعود في النهاية، عادة بعد 20 أو 22 ساعة، وباكراً إذا طرأ شيء ما.
في إحدى الليالي، أبلغ الضفدع الطاقم أن البريديتور ستعود بشكل غير متوقع، بعد 17 ساعة من الطيران، بسبب تسرب في الوقود.
لم تكن حالة طوارئ. لكن ما إن انحدرت الطائرة بدون طيار في مدينة جيبوتي حتى دخلت سحابة منخفضة حجبت أجهزة استشعار الكاميرا فيها. جعل الخلل الذي حدث في جهاز ال GPS الأمور أكثر سوءاً بتقديمه قراءات ارتفاع غير صحيحة.
كان طاقم الطائرة بدون طيار يطيرون مكفوفين. وحسب محققي سلاح الجو، قامو بتوجيه البريديتور إلى " منخفض خطير" ، وحطموا طائرة التحكم عن بعد 2.7 كيلومتر قبل وصولها المدرج.

كان الموقع في منطقة سكنية وهرعت سيارات المطافئ إلى مكان الحادث. تحطمت الطائرة بدون طيار في مكان فارغ ولم تنفجر صواريخ الهلفاير.
تحطمت الطائرة وكانت خسارة كاملة. الطائرة التي يبلغ سعرها 3 ملايين دولار كلفت أقل من عشر سعر الطائرة ال F-15 Strike Eagle.
ولكن من حيث انتشار الأسرار، كان الضرر شديداً. سرعان ما انتشر الخبر حول سقوط طائرة غامضة شبيهة بالحشرة من السماء. تجمع المئات من الجيبوتيين محدقين في الحطام لساعات حتى وصل الجيش الأمريكي لاسترداد القطع.
احد الأسرار التي نجت مع ذلك كان هوية الضفدع. لم يتمكن فريق سلاح الجو الرسمي المكلف بالتحقيق في حادث الطائرة من تحديد اسمه الحقيقي، ناهيك عن تعقبه للتحقيق معه.
"من هو الضفدع؟" سأل أحد المحققين بعد أسابيع عند استجواب أحد أعضاء الطاقم الأرضي، وفقا لأحد النصوص. " آسف، كنت فقط احصل على مزيد من التوضيح فيما يتعلق بالضفدع – هل هو شخص؟ أو انه منصب معين؟".
أوضح عضو الطاقم أن الضفدع كان ضابط اتصال من فريق العمل. أضاف "انه رجل بريديتور، في الواقع لا اعرف اسمه الحقيقي".
أشعل الحادث اهتمام المستويات العليا في القوات الجوية لأنه كان رابع حادث تحطم طائرة بدون طيار تنتمي إلى معسكر ليمونيير خلال أربعة أشهر.
قبلها بعشرة أيام، في 7 مايو 2011، تعرضت طائرة بدون طيار تحمل صواريخ هيلفاير لعطل كهربائي بعد وقت قصير من دخولها المجال الجوي اليمني، وفقا لتقرير محققي سلاح الجو. فعادت طائرة البريديتور باتجاه جيبوتي. وعلى بعد ميل واحد من الشاطئ، انعطفت يمينا بدون تحكم، ثم يساراً مرة أخرى قبل ان تنقلب وتندفع في البحر.
قال مشغل أجهزة الاستشعار من الطاقم الأرضي للمحققين وفقاًلأحد النصوص: " لم أر قط من قبل طائرة بريديتور تفعل ذلك في حياتي، إلا في أشرطة الفيديو الخاصة بحوادث أخرى. أنا سعيد لأنها سقطت في المحيط وليس في مكان آخر."
قيادة طلعات الطيران
يتم قيادة الطائرات بدون طيار التي يتم التحكم فيها عن بعد في جيبوتي، عن طريق وصلته أقمار صناعية، من قبل طيارين على بعد 8000 ميلا في الولايات المتحدة، يجلسون على لوحات في مراكز مكيفة الهواء في قاعدة كريتش الجوية في ولاية نيفادا وقاعدة كانون التابعة للقوات الجوية في نيو مكسيكو.
في معسكر ليمونيير، تعتبر الظروف اقل متعة بالنسبة لأطقم القوات الجوية الذين يقومون بإطلاق وصيانة وإصلاح الطائرات بدون طيار على الأرض.
في أواخر عام 2010، بعد نقل طائرات شحن عسكرية لأسطول من ثماني طائرات بريديتور إلى جيبوتي، قام طيارو سلاح الجو السرب 60 الاستطلاعي بإخراج الطائرات بدون طيار من أقفاصها وتجميعها.
بعد فترة وجيزة، ودون سابق إنذار، ضربت عاصفة بسرعة 80 ميلا في الساعة المعسكر.
أسرع أعضاء السرب ال 87 لتأمين البريديتورز وغيرها من الطائرات من الخطر. تمكنوا من إنقاذ أكثر من نصف " أصول الطائرات الموجهة عن بعد ذات القيمة العالية من الدمار، والأهم من ذلك، منعوا الإصابة وأي خسائر في الأرواح"، وفقاً لتقرير وجيز تم نشره في مجلة كومبات ايدج و مجلة السلامة الخاصة بالقوات الجوية.
يمكن لظروف الطقس العادية أن تصبح وحشية، بدرجات حرارة تصل إلى 120 درجة ودرجة رطوبة 80 في المئة في فصل الصيف.
قال الضابط توماس ماكورلي، قائد السرب: " كانت مكيفات الهواء الاحتياطية الحربية لدينا تحاول فعلا بيأس تبريد الخيام التي نعمل فيها. لدينا مجموعة صغيرة من أفراد قوات الأمن تقوم بحراسة المجمع، وخطوط الطيران والأصول الأخرى في مواقع مكشوفة بدون تكييف على الإطلاق."
أتت تقارير ماكورلي العامة النادرة حول أنشطة السرب في يونيو حزيران، عندما منحه سلاح الجو النجمة البرونزية. في الحفل، تجنب أي ذكر صريح لطائرات البريديتور او معسكر ليمونيير . لكن روايته لمست ما هو معروف حول نشر السرب في جيبوتي.
قال: " كان أعظم إنجاز قمنا به هو أننا قمنا بكل طلعة طلبتها منا القوات الجوية ، رغم من التحديات التي واجهناها. كنا جزءا لا يتجزأ من تحقيق بعض الأهداف الهامة للغاية، وهو ما يعني الكثير بالنسبة لي."
لم يتطرق إلى ذلك، لكنه جعل للوحدة روح جماعية ورسالة من خلال تصميم شارة زي موحدة رسم عليها جمجمة، وعظمتان متقاطعتان وكنية مناسبة: "قراصنة جو شرق أفريقيا ".
رفض سلاح الجو طلب من صحيفة الواشنطن بوست لعمل مقابلة مع مكاورلي.
ازدياد حركة المرور
ارتفعت وتيرة القيام بالرحلات العسكرية الأمريكية من جيبوتي مسببة ضغطاً على عملية التحكم بخطوط الملاحة الجوية جاعلة السماء أكثر خطورة.
تضاعف عدد عمليات الإقلاع والهبوط للطائرات كل شهر حتى وصلت إلى ذروة بلغت 1666 طلعة في يوليو تموز مقارنة بالمعدل الشهري 768 طلعة قبل عامين، وفقا لوثائق إحصائيات الحركة الجوية التي نشرتها وزارة الدفاع .
تشكل الطائرات بدون طيار الآن نحو 30 في المئة من طلعات الطيران العسكري الأمريكي اليومية في معسكر ليمونيير، وفقا لتحليل آخر.
ويعني زيادة النشاط عدد اكبر من الحوادث المؤسفة. في العام الماضي، شاركت الطائرات بدون طيار في "سلسلة اصطدام في أدنى منتصف الجو" مع طائرات الناتو قبالة القرن الأفريقي، وفقاً لتقرير تنبيه السلامة الذي نشرته مجلة كومبات ايدج.
تشكل الطائرات بدون طيار أيضاً خطراً في الطيران على الصومال المجاورة. خلال العام الماضي، انخفضت طائرة بدون طيار في مخيم للاجئين، وقبل ذلك طارت قريبا من محطة تفريغ وقود ثم اصطدمت تقريباً مع طائرة ركاب كبيرة فوق مقديشو، العاصمة، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة.
تحدث حوادث اصطدامات للطائرات المأهولة أيضاً. تحطمت طائرة سلاح الجو طائرة الاستطلاعA28-U على بعد خمسة أميال من معسكر ليمونيير بعد أن كانت عائدة من مهمة سرية يوم 18 فبراير، وقتل 4 أشخاص من طاقمها. عزا تحقيق سلاح الجو الحادث إلى "انحراف مكاني لم تتم ملاحظته" من جانب الطاقم، الذي تجاهل تحذيرات أجهزة الاستشعار التي كانت تطير قريباً جداً من الأرض.
يتحكم بيكر، القائد ذو النجمتين في ليمونيير، بالانخفاض والخطأ القريب. قال إن إجراءات السلامة تحسنت منذ وصوله إلى جيبوتي في شهر مايو.
أضاف: "خفضنا بشكل كبير من الحوادث المقلقة، وبالتأكيد منذ قدومي إلى هنا".
الشهر الماضي، منحت وزارة الدفاع عقدا بقيمة 7 مليون دولار لإعادة تدريب متحكمي وحدات الملاحة الجوية في مطار امبويلي الدولي وتحسين مهاراتهم في اللغة الإنجليزية.
يتعامل متحكمو جيبوتي مع جميع الطائرات المدنية والعسكرية الأميركية. لكنهم "قليلون" و "مضغوطون" بسبب الزيادة السريعة الأخيرة في الرحلات العسكرية الأمريكية، حسب العقد. ينص العقد أيضاً على أن المتحكمين وكذلك المطار ليسوا ممتثلين لمعايير الطيران الدولي.
حل هذه العيوب قد لا يكون كافياً. تظهر السجلات العسكرية الأمريكية أنها تسعى جاهدة أيضاً لإيجاد مكان بديل لطائراتها للهبوط في حالات الطوارئ.
الشهر الماضي، منحت عقداً لتثبيت الإضاءة المتنقلة في الموقع الاحتياطي الوحيد المتاح: مهبط طائرات مؤقت صغير جدا في صحراء جيبوتي، على بعد عدة أميال من ليمونيير.
(نشر في: 26 أكتوبر)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.