منذ ثلاث سنوات يخوض الشرفاء في الجيش وخارج الجيش معركة لتحويل القوات المسلحة اليمنية (المنقسمة) الى جيش استعدادا لتحويله من جيش الى مؤسسة عسكرية كما هو حاصل في باقي الدول اليوم الجيش يعيش حالة ارتباك بسبب عدم ثقته ببعض قياداته وبالمعلومات المخابراتية التي لديه عن انصار الشريعة بسبب تكرر الكمائن الغادرة في ظل الاختراق الامني الذي تعيشه الاستخبارات العسكرية . حادثة ذبح الجنود ليست جديدة على الافراد والضباط فقط وانما جديدة على الشعب اليمني بأسره . لحظة مشاهدتي -لجزء- من الفيديو تذكرت بدايةً العراق والزرقاوي لكن المفارقة كانت بأن الذبائح في العراق كانو جنود امريكان وغير امريكان اعتبروهم محتلين ،سرعان ما قادتني الذاكرة الى سورية نفس المشاهد مجرمين يذبحون من يسموهم الشبيحة او علويين روافض بحسب تعبيرهم ويأكلون احشاءهم بشكل مقرف . منذ عام 2000 والعالم يكافح الارهاب لكنهم لم ينجحوا في التجفيف منابعه اهمها تحوير التعاطف معهم الى العكس، ثمة مجتمعات تحتضن هذه التنظيمات لكن في اليمن هناك ايضا مشائخ وضباط ومسؤولين من الصف الاول تقدم لهم الحماية وتسهل تحركاتهم لاستخدامهم كما حدث في العرضي وغيره وما سيحدث ادى عرض فيديو مستشفى العرضي بصنعاء الى تبدل قناعات كثيرة تجاه هذه التنظيمات وترك اثره على المتعاطفين معهم في الداخل والخارج البعض قال ان ما حدث في العرضي لا يمت بصلة للاسلام ولا للمجهادين القدامى الذين عرفناهم في افغنستان سابقا ما دفع التنظيم الى محاولة التبرير والاعتذار عن ما حدث في العرضي . بالفعل ..! نحن نرى امامنا شيئ جديد في سورية والعراقواليمن وربما ليبيا .. نحن نواجه جيل جديد من التطرف والعنف الغير مبرر وليس له شبيه. . مجموعة من الشباب الذين لا يخشون من ظهور وجوههم دون لثام او تمويه على الشاشات يتحدون السلطات و دون خوف ويتحركون في المدن التي تسقط بايديهم بسهولة غالبا، لا يخشون من الكمائن والقصف المباغت شيوخهم غير معروفين وإن وجد فهو شاب عادي جدا على غير العادة. خبراتهم القتالية ملفتة تم تدريبهم بعناية في مكان ما، لديهم امكانيات تكنولوجيا مذهلة ويستطيعون رفع فيديوهات بدقة عالية على مواقع التواصل الاجتماعي رغم اننا لا نستطيع رفع فيديوهات بهذه الدقة بسبب سوء خدمة انترنت عندنا ،لديهم كاميرات تصوير احترافية وخبراء مونتاج وتصوير او لنقل مخرجين متمكنين يستطيعون ايصال رسائلهم ( الغير منطوقة ) بسلاسة للمشاهد والاغرب ينهبون البنوك ويسّوقون النفط دون عناء عند سيطرتهم على منابعه . اننا امام الصهيونية بنسخة اسلامية كما يردد البعض .. بناء على ما سبق يعُتقد اننا نواجه عدو جديد لديه مخطط خطير جدا ليس تطبيق شرع الله بالطبع ، هذا المخطط متصل بداعش وجبهة النصرة وهلم جراً.. المثير في المعركة هذه التي يخوضها جيشنا انه لا يملك زمام المبادرة وهذا ليس في معركة اليوم فقط ولكن منذ بدء الصدام مع المتطرفين في السنوات السابقة وهذا وضع غير صحي، بالرغم من اننا ندرك ان الجيش اليمني لم يتحول الى مؤسسة عسكرية بعد .. لكن من الخطأ في هذه المعركة ان يلعب الجيش فيها دور الدفاع او ردة الفعل بينما يلعب انصار الشريعة دور الهجوم فالاخير يسيطر والجيش يحرر ،التنظيم يهجم والجيش يصد في احسن الاحوال بهذه الاستراتيجية الحربية ستستمر المعارك لعدة سنوات وسيستهلك فيها الجيش ويستنزف المال والجهد والارواح. قيام الجيش بهذا الدور يشبه الطبيب الذي يعطي مريضه مهدأت للحمى ومسكنات للآلم بدلا من ان يعطيه مضاد حيوي يقضي فيه على الالتهاب فبدلا من ان يعالج الاثار يجب عليه ان يعالج الاسباب لذا فالحرب ضد الارهاب لن تنتهي طالما هناك فقاسات ومزارع للارهاب ماتزال تصدرهم، وفي كل مرة تكون المنتجات اكثر عنف واكثر تشدد لأن الوقاية خير من العلاج فإن الجامعات والمعاهد والمراكز والشخصيات التي تصدر هذه الفيروسات المجتمعية - خدمةً لاجندة معينة - يجب ان تستأصل فالحرب الحقيقة ضد الارهاب هي ضد الفقاسات فالارهاب ليس اشخاص يحملون السلاح ويواجهون به الدولة والمجتمع فقط الارهاب قد يكون كلمة على منبر مسجد او درس في حلقة او منهج مدرسي وربما معلم في فصل او موقع الكتروني او قناة فضائية لذلك من الضروري وضع قانون يعرف الارهاب ويجرمه ، كما يجب ان تكون كل المساجد والمراكز والمعاهد والجامعات خاضعة لهيئة رسمية مستقلة مهمتها وضع المناهج لكل المراكز والجامعات التي تعمل خارج اطار الوزارات المعنية مالم فاننا سنضل نحرث البحر ونستنزف مواردنا وفي كل مرة سنواجه من هم اشد تطرفا واكثر اجراما واكثر دهاء ونقول سلام الله على الاولين