اختارت تعز ان تواجه جحافل البغي والعدوان بجوع مسبق لقهر صالح ، وكان صالح يعيش ذهنية التسعينات أو ما بعد ذلك قليلا ، يوم كان نفر من شواذ دولته يمارسون سوق الجوعى مرارا الى ميدان الشهداء للهتاف : يعيش صالح . كان الهتاف لصالح بالبقاء يعني كسب فرصة البقاء على قيد الحياة ليوم اضافي بالنسبة لأولئك ، الذين غالبا مايعودون الى منازلهم بالعود الاخضر وعلبة الزبادي . تطور الامر وصارت تعز أقل حماسة للهتاف واكثر رغبة في ممارسة اللعن وابداء الحنق والسخط ، وانتهى الامر بطوفان بشري في 2011 يهتف لصالح ايضا ، لكن هذه المرة بالفناء .. والموت .. امتعض صالح واختار لتعز مكانا خطرا في قائمة خصومه ، وغادر السلطة وهاجس الانتقام لا يبارح ذهنيته المجرمة ، ثم دشن نقمته في 2015 ، وبدأت تعز تحصي طفولتها الذبيحة وضحاياها الكثر ، تلقت تعز الكثير من الضربات المؤلمة ، لكن بشكيمة فاجئت صالح هذه المرة .. ارتكب صالح مذابح في تعز طيلة خمسة اشهر وحصد لعنات الضحايا ، في كل مذبحة كان يظهر من تبقى من الناجيين امام الكاميرا ويشتمون صالح بكبرياء ، المقاومة خيارنا لانتزاع ماتبقى لك من روح ، يهتفون ويمضون للبحث في كيفية استئناف الحياة . درهم القدسي رجل فقد سبعة من بناته وساق وزوجته ،في مذبحة مروعة ، ارسل له جنود صالح صاروخ كاتيوشا ، دمر الصاروخ منزله وسلب منه سبع بنات وساق زوجته، اما هو فقد خرج من بين الانقاض ليشتم صالح والحوثي ، وحين حضرت الكاميرا لتوثيق وضعه النفسي اكتفى بالقول : انتهت تعز الى كل هذه الشكيمة والكبرياء، ولم يبارح صالح عقلية التسعينات !