أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار في ليبيا "ذا صدقية ودائماً ويمكن التحقق منه"، وفق ما أفاد قصر الرئاسة الفرنسية (الإليزيه) في بيان. وجاء موقف الرئيس الفرنسي خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي يجمع في موسكو، الاثنين، قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج. وخلال المحادثة، شدد ماكرون "على ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار المعلن ذا صدقية ودائما ويمكن التحقق منه، فضلاً عن رغبته في أن يتيح مؤتمر برلين إعادة إطلاق العملية السياسية برعاية الأممالمتحدة والحوار الداخلي الليبي"، بحسب بيان الرئاسة الفرنسية. من جهته، قال مصدر دبلوماسي فرنسي "إذا نجحنا خلال المؤتمر بالتوصل إلى وقف إطلاق نار مقبول من الطرفين، فسنكون قد قمنا بالفعل بخطوة كبيرة". وأشار المصدر إلى أن الهدف من هذا المؤتمر أيضاً "تعزيز التوافق الدولي لتسهيل استئناف الحوار الداخلي الليبي". ولفت المصدر إلى أن ذلك يجب أن يأخذ في الاعتبار الوقائع على الأرض، خصوصاً حقيقة أن الجيش الوطني الليبي يسيطر "على جزء كبير من ليبيا"، وأن لقائده خليفة حفتر بالتالي "دوراً سياسياً ليلعبه". وشدد المصدر على أن فرنسا "لا مع حفتر ولا مع (رئيس حكومة الوفاق فايز) السراج"، بل هي "تدعم جهود الأممالمتحدة" ومبعوثها إلى ليبيا غسان سلامة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الاتحاد الإفريقي "لديه أيضاً دور بارز ليلعبه من أجل الحوار بين الليبيين". ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الخارجية قولها، إن حفتر والسراج سيجريان محادثات سلام في موسكو اليوم مع ممثلين من روسياوتركيا. وتأتي المحادثات بعد أن أدى إلى وقف إطلاق النار في ليبيا دعت إليه روسياوتركيا إلى تهدئة القتال العنيف والضربات الجوية، أمس الأحد، لكن الطرفين تبادلا الاتهامات بانتهاك الهدنة مع استمرار المناوشات حول العاصمة طرابلس. وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية نقلاً عن وزارة الخارجية، أن وزراء الخارجية والدفاع من تركياوروسيا سيشاركون في المحادثات. وقال ليف دينجوف رئيس "مجموعة الاتصال الروسية بشأن ليبيا" إن حفتر والسراج سيبحثان "إمكانية التوقيع على هدنة وتفاصيل هذه الوثيقة". والأوضاع مضطربة في ليبيا منذ الإطاحة بحكم معمر القذافي، وأصبح بها حكومتان متناحرتان منذ 2014. ودمر الصراع اقتصاد البلاد وشجع مهربي المهاجرين والمتشددين وعطل إمدادات النفط. وجاء مسعى السلام الروسي التركي، وهو أحدث مسعى دولي لوقف العنف، بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الجيش استعادة طرابلس.