في الوقت الذي تشهد فيه العاصمة غليان غير مسبوق ضد الحوثيين فقد كشفت تقرير يمني قبل ايام عن 24488 انتهاكًا بحق الأطفال بأمانة العاصمة صنعاء ارتكبتها مليشيا الحوثي منذ شهر نوفمبر 2019. وبحسب تقرير "مكتب حقوق الإنسان" في العاصمة صنعاء، تنوعت الانتهاكات بين: (القتل، والاختطافات، والإصابات، والاعتداء الجسدي، والتجنيد، ونهب المواد الإغاثية، واقتحام ونهب المؤسسات الصحية والتعليمية، وإقامة أنشطة وفعاليات طائفية). تمت هذه الانتهاكات بين نوفمبر 2019 ونوفمبر 2020. ويأتي هذه التقرير في وقت تواصل مليشيا الحوثي تجويع الشعب ومحاربة ذوي الدخل المحدود في أرزاقهم واستنزاف مدخراتهم، ما أدى إلى استفحال الأزمات الاقتصادية، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على أسعار المواد الغذائية التي ارتفعت بشكل جنوني. وقالت مصادر موثوقة في صنعاء إن المليشيا لا تزال تطارد الباعة الجائلين وتفرض الإتاوات على التجار، مؤكدة أن الحوثيين أخلوا عددا من الأسواق من الباعة بقوة السلاح. وأضافت المصادر، أن المليشيا لم تكتف بإخفاء المشتقات النفطية التي تتدفق إلى الموانئ وبيعها في السوق السوداء بل تعمل على محاربة من لجأوا إلى البحث عن بدائل من سائقي الأجرة وغيرهم المعتمدين على النفط في أعمالهم، ومنها العمل كبائع متجول أو عمل بسطات متواضعة، معتبرين أن ما يجري من حملات ضد الجوعى الذين يعملون من أجل لقمة العيش دون الحاجة للآخرين بمثابة «حرب شعواء» ضد الشعب. ولفتت إلى أن هناك دوريات مسلحة تفرضها المليشيا في الشوارع والأسواق الشعبية في صنعاء وتنهب بسطات اليمنيين الذين رفضوا دفع مبالغ مالية كبيرة لما يسمى ب«المجهود الحربي». وتساءل أحد الباعة: «الريع البسيط الذي نحصل عليه هل ننقذ به أطفالنا من الجوع أو ندفعه للمليشيا التي تقتل به طفلا هنا وآخر هناك، ونشاركها في الجريمة إلى جانب جريمة تجويع أطفالنا»؟. ويعكس الانتشار الحوثي الكثيف والمسلح في العاصمة اليمنية تخوف مليشيا الانقلاب من هبة شعبية على خلفية تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية. وأكد مراقبون يمنيون، أن الوضع في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثي أصبح مؤهلاً للانفجار نتيجة انهيار العملة وارتفاع الأسعار وغياب الخدمات ومقومات العيش والاستقرار. *اخبار العرب