- ريان الشيباني : بدت تغطية وسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية في صنعاء للحدث الجنوبي الكبير المتمثل في مهرجان التصالح والتسامح المليوني في عدن امس الاحد مرتبكة ومشوبة بالغموض في الوقت الذي تناول فيه الاعلام الرسمي الفعالية بخبر يتيم تضمن رسالة لحزبي الاصلاح والمؤتمر الشعبي، بينما ظهر لافتا تغطية موقع انصار الثورة التابع للفرقة الاولى مدرع للفعاليات في ما يشبه رسالة سياسية موجهة الى دار الرئاسة. وشهد الموقف الرسمي امس حالة من الوجوم ولم تصدر اي تصريحات من رئاسة الجمهورية او الحكومة ماعدا خبر يتيم تناوله موقعا سبتمبر نت وسبأ، عبر فيه مجلس النواب عن مباركته الكاملة لكل الاعمال والافعال الهادفة غرس قيم واخلاقيات وثقافة التسامح والتصالح بين كل افراد الشعب اليمني وكل قواه السياسية والاجتماعية اينما وجدوا. واعتبر المجلس ان اعمال التصالح والتسامح تأتي انسجاما مع العفو والتسامح والمصالحة والعادات والتقاليد الحميدة المتأصلة في ضمير ووجدان الشعب اليمني العظيم حسب قوله. وعبر عما سماها ثقتهم ان مظاهر التسامح والتصالح لاشك انها تصب في مجرى تنظيف وتصفية القلوب والعقول وازالة كل المآسي وامراض الماضي ونبذ دعوات التخلف والعودة الى الوراء وتنقية الاجواء من كل عوامل الصراعات السياسية والاجتماعية واحقاد الماضي. مؤكدا على نبذ دعوات التفرقة التي تأتي تجسيدا لنصوص مواد واحكام الدستور والقوانين النافذة. وعلق كثير من المتابعين على غياب الرئيس هادي عن توجيه اي خطاب او برقية الى جماهير الجنوب في مناسبة مهمة مثل هذه بالتساؤل عن اسباب اختيار هادي اسلوب النأي بالنفس خصوصا فيما يتعلق بأحداث مهمة كحدث جماهيري معني بالتصالح والتسامح كالذي شهدته مدينة عدن بكل هذا الزخم الجماهيري. وفي المقابل لم تتناول وسائل التجمع اليمني للإصلاح الفعالية. واكتفت بالفرجة تماما مثلها مثل اعلام المؤتمر الذي صمت هو الاخر حيث انه عند الدخول الى موقعي الصحوة نت والمؤتمر نت يلاحظ ابتعاد الموقعين عن التطابق اعاد الى الاذهان التحالف الذي ابرم بين الحزبين ابان اجتياح الجنوب العام94. وبين هذا الارتباك الواضح ظهرت بشكل لافت تغطية موقع للمهرجان وتهنئة الرئيسين علي سالم البيض وعلي ناصر محمد في رسالة هي الأبلغ في ادارة صراع يمن ما بعد الثورة. وشمل الموقع الفعالية ب3 اخبار في صفحته الرئيسية: في احدها تضمن موقف انصار الثورة مما حدث واعتبر من خلاله السفير عبدالوهاب طواف عضو قيادة هيئة انصار الثورة والمستشار السياسي ل"علي محسن" مهرجان التصالح والتسامح الذي تستمر فعالياته في ساحة العروض بخور مكسر بالعاصمة عدن، اعتبره بالعرس الوطني اليمني والجنوبي الاهم في طريق الثورة اليمنية والحراك الشعبي السلمي في جنوب الوطن. وهنأ طواف القيادات الجنوبية (البيض، العطاس، ناصر، باعوم) وابناء المحافظات الجنوبية بهذا العرس الفريد والرائع حد قوله ودون ان يشترك الرئيس هادي في تهنئته هذه في موقف له دلالته. وقال طواف في صفحته على فيسبوك ونقله موقع الفرقة الاولى مدرع نهنئ ونبارك لإخواننا في المحافظات الجنوبية نجاح مؤتمر التصالح والتسامح بينهم وبهذه المناسبة ارفع التهاني والتبريكات للرئيس علي ناصر محمد سابقا ونائب الرئيس علي سالم البيض بهذه المناسبة الغالية. واضاف: وادعو بهذه المناسبة الرئيس علي ناصر والرئيس البيض والرئيس حيدر ابو بكر العطاس والمناضل باعوم للوقوف الى جانب الرئيس عبدربه منصور هادي وجهوده المبذولة من اجل اخراج اليمن من محنته ومن القعر الذي وصل اليه والجماهير اليمنية تعول على القادة التاريخيين في التصالح والتسامح وفتح صفحة جديدة عنوانها المشاركة في السلطة والثروة وبناء اليمن الجديد بأيدي الجميع. وعلى النقيض من ارتباك الاحزاب ورسالة محسن يخاطب فيها البيض للمرة الاولى(وكأنها نكاية بالرئيس هادي) وعلى النقيض من صمت هادي نفسه خرج السفير الامريكي في صنعاء بمؤتمر صحفي وجه فيه رسالة غير موفقة على الاطلاق الى مئات الالاف من الجنوبيين الذين رفعوا صور البيض والعلم الجنوبي. حيث اعتبر السفير جيرالد فايرستاين ان ايران تمول بالمال الرئيس علي سالم البيض الذي بدوره يمول بهذا المال الانفصاليين في الجنوب بحسب تعبير السفير. فايرستاين وجه تهديدا هو الاول من نوعه الى البيض بالقول انه سيتحمل المسؤولية عن ذلك اي عن تزايد الحركة الانفصالية. الاولى