في عام 93 جاء وفد تجاري باكستاني إلى صنعاء ، ليستثمرَ في اليمن ، ومعروف أن الباكستانيين يُجلُّون ويحبون اليمنيين ، ويصفونهم بأنهم أحفاد أنصار – رسول الله صلى الله عليه وسلم – الأوس والخزرج .. إضافة إلى أن الشعب اليمني معروف عندهم ب ( الإيمان والحكمة ) . وأول ما وصل الوفد الباكستانيصنعاء ، رفض مقابلة أي مسئول قبل أن يذهبوا لزيارة الجامع الكبير ، والصلاة فيه . المهم دخلوا الجامع ، وتركوا ( جزماتهم ) الأنيقة ، والغالية ، عند مدخل المسجد الداخلي ، كما يفعلون في بلدهم باكستان ( الدنيا أمان الله ) . طبعاً .. أكملوا الصلاة وخرجوا فلم يجدوا (جزماتهم ) فتغيرت صورة اليمن واليمنيين في نظرهم ، وأقسموا أن لا يقابلوا أي مسئول ، وتوجهوا للمطار فوراً بعد عمل تأشيرة العودة ، وأبعدوا من بالهم فكرة الاستثمار في ( بلد الإيمان والحكمة ) . الغريب والمضحك والمبكي في نفس الوقت ، صحفي في المطار ، سأل الوفد الباكستاني هذا السؤال : ما رأيك باليمنيين ؟ أجاب رئيس الوفد الباكستاني قائلاً : ( اليمنيون في عندهم هِكْمة ، أما إيمان مافي) والباكستاني يقصد ( هكمة ) يعني حكمة في السرقة . الله المستعان .. لكن من عام 93 كان الناس قد نسوا هذه القصة .. ووقعت قبل الثورة ، أما أن يُسرَق ( تلفون ) جمال بن عمر ، فهي فضيحة ، ستلحق اليمنيين أينما حلُّوا وظلُّوا . مسكين جمال بن عمر .. الواحد منا لو سُرِق تلفونه ، يقول في نفسه ، آآآه .. لو السارق تكرم ورجع لي الشريحة ، عشان الأرقام التي بداخلها ، ما بقدر أنقلها .. هذا والواحد منا ( فارغي ) ليل ونهار ، والأسماء التي في شريحته قلك ( عبده قاسم ، مكرد النامس ، دبوان بن مارش .. الخ من هذه الأسماء الغبراء الدبراء ، التي لا تهش ولا تنش . أما جمال بن عمر ، الله يخارجه من هذه الورطة .. الرجل مشغول كما يقال من ساسه ، لا راسه ) . وأما أرقام التلفونات قلك بان كي مون ، باراك أوباما ، رؤساء الدول الراعية للمبادرة الخليجية ، موظفي الأممالمتحدة ، السفراء .. الوزراء .. الخ من هذه الأسماء التي ليس فيها مكرد ومارش ودبوان !! أعتقد بعد هذه النكبة ، التي وقعت على جمال بن عمر ، الرجل سيعقد مؤتمراً صحفياً يقول فيه : أنا راجع بلادي ، وأنتم يا أهل ( الِهكمة ) عمركم تحاورتم ، والا تشقدفتم . وما عاد يهمني ، ترجعوا للنظام القديم أو حتى تتقسموا إلى ( ستين إقليم ) .