أفرجت السلطات المصرية مطلع الشهر الجار عن الشاب اليمني فراس شمسان بعد 36 يوما من السجن التعسفي بتهمة قلب نظام الحكم في مصر والتصوير للقنوات الفضائية . وفي تتبع تفاصيل احتجاز الشاب فراس الذي عاد إلى اليمن 18 مارس يجد القارئ نفسه أمام أغرب قصة اعتقال في العصر الحديث و بدايتها بدأت من معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي افتتح في القاهرة مطلع فبراير الماضي حيث حرص الشاب اليمني على زيارته وعمل استطلاع عن انطباع الزائرين بغية نشره على موقعه الالكتروني فان تايم . يتحدث فراس بمرارة ل" يمن فويس " وهو يصف حادثة اعتقاله على خلفية مقابلة أجراءها مع احد الزائرين للمعرض حيث ذكرى الفتاة في سياق حديثها امام كاميراته ان الإعلام المصري أصبح مهتما بالأحداث السياسية وأخبار السيسي أكثر من اهتمامه بالفعاليات الثقافية . يردف شسمان : أن كلمة السيسي تصادفت مع مرور امرأة وسرعان ما تحركت نحوهما وهي تشتط غضباً قائلة ( أنتو بتشتموا السيسي يا بتوع الجزيرة ) .. تطورت الأحداث وبعد مشادة كلامية أقدم فراس على استدعاء الشرطة فيما قامت تلك المرأة بإجراء اتصالاتها وعندما حضرت الشرطة تم التفاهم بعد الاستماع إلى شهادة الشهود وبمجرد ذهابها وصل لواء آخر في الشرطة وتم المناداة على فراس بغرض اصطحابه إلى مقر الشرطة لعمل محضر . يتابع الشاب اليمني : أنه تعرض لأصناف العذاب من اعتداءات وألفاظ بذيئة في مقر الشرطة وتم تحويل قضيته إلى جنائية بعدما لفقت تهمة ضده بسعيه للقلب نظام الحكم في مصر وتم إجباره بالتوقيع على محضر التحقيقات دون حتى الاطلاع عليه . يقول فراس أنه وبعد تواصله مع السفارة والجهات المسؤولية تم تعيين محامي للدفاع عنه وتم تمديد فترة احتجازه إلى 4 أيام على ذمة التحقيق وصحب ذلك تفاعل بطئ من قبل السفارة التي أوكلت محامياً تقاعس عن إداء مهامه بالحضور في الموعد المحدد بتاريخ 6 فبراير مما حذا بالنيابة إلى تمديد فترة احتجازه مرة اخرى . يضيف الشاب بحرقة أن احتجازه تمت في زنزانة ضيقة جدا لا تتجاوز مساحتها مترين في ثلاثة مع أكثر من ثلاثين سجينا متهمين بقضايا جنائية ومختلفة وكانوا ينامون بطريقة القرفصاء مما تسبب له بصدمة نفسيه عميقة أسعف على أثرها الى طبيب الحجز كما أصيب بشد عضلي بإحدى رجليه نتيجة لضيق المكان الذي صاحبه اعتداءات جسدية وألفاظ نائية . في تاريخ 18 فبراير وبعد تطوع قرابة أربعة محاميين للترافع في القضية وبعدما بدأت السفارة اليمنية بمخاطبة الداخلية المصرية ومطالبتها بالتسجيل الذي اجراءه فراس بدأت القسوة تخف عن الشاب وتم تمديد سجنه حتى تاريخ 4 مارس . يردف شمسان أنه تم أخلاء سبيله في شهر 1 مارس بعدما أخذت قضيته بعدا إنسانيا وبدأت العديد من المظلمات المتهمة بحقوق الإنسان بمتابعتها غير أن الإفراج الفعلي تم في 4 مارس من الشهر الجاري . 36 يوما تذوق فيها فراس شتى أنواع العذاب وتعرض لقسوة لم يتعرض لها في حياته وكل ذنبه أنه رغب بعمل استطلاع صحفي عن انطباع الناس حول زيارتهم لمعرض الكتاب قبل أن تلفق ضده التهم تلوى الأخرى بسبب امرأة لا يعرف عنها شيئاً . قصص مؤملة يتذكره فراس الطالب في كلية الإعلام وكيف يتم التعامل مع النزلاء والطريقة التي يتم من خلالها تلفيق التهم لكل من يخالفهم الرأي وفي العادة تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة . من الطرائف التي يتذكره فراس انه وأثناء حضور لواء الشرطة خرج أحد الأشخاص من منزله وأثار النوم بادية عليه وبمجرد أن راءه بجوار الضابط حتى سارع ليدلي بشهادته بالقول : انتم يا بتوع الجزيرة .. وهو يواصل تأكيده أنه شاهدة أكثر من مرة على ذات القناة . إلى ذلك تعقد مؤسسة حرية بعد قليل في مقرها بالعاصمة صنعاء مؤتمر صحفي للشاب فراس يسرد من خلاله المزيد من التفاصيل المؤلمة التي تعرض لها أثناء فترة اعتقاله من قبل الشرطة المصرية والكيفية التي اتبعها البوليس المصري في تلفيق التهم ضده . بلاغ صحفي تدعوكم مؤسسة حرية للحقوق والحريات والتطوير الاعلامي لحضور المؤتمر الصحفي للزميل الاعلامي فراس شمسان والذي سيستعرض من خلاله ما تعرض له من انتهاكات واعتقال تعسفي أثناء تواجده في معرض القاهرة الدولي للكتاب وكذالك تدعوكم المؤسسة للمشاركة في الوقفة التضامنية مع الإعلاميين المعتقلين في السجون المصرية والمطالبة بأحترام حرية التعبير وحرية الإعلام . المكان مؤسسة حرية / صنعاء تقاطع ش الزبيري مع ش هايل برج امان للتأمين - الدور 12 الزمان :الاربعاء 10.30 صباحاً