وبلغ إجمالي مشاهدات تلك المقاطع المصورة، حتى مساء الخميس ، قرابة 6 ملايين مشاهدة، بحسب إحصائية ل”الأناضول”. ومنذ 30 مارس الماضي وحتى مساء أمس الأربعاء، بث 3 قالوا إنهم سعوديون مقاطع مصورة على “يوتيوب” أعلنوا فيه تأييدهم لمطالب 3 نشطاء آخرين سبقوهم وانتقدوا فيها الأوضاع بالسعودية، وطالبوا بإطلاق سراح النشطاء الثلاثة بعد إعلان مصادر حقوقية أنه تم اعتقالهم الأسبوع الماضي في أعقاب بثهم تلك المطالبات عبر مقاطع مصورة أيضاً. ورغم إعلان مصادر حقوقية أنه تم اعتقال 3 على خلفية الشكوى من “انتشار الفساد وقلة الرواتب ومطالبتهم العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز بتحسين أحوال المواطنين”، بث 3 آخرون مقاطع فيديو أيدوا فيها مطالب ال3 السابقين وزادوا عليها بالمطالبة ب”حرية التجمع وحرية التعبير”. وتفاعل الكثير من النشطاء على “يوتيوب” وموقع “تويتر” مع مطالب النشطاء، وأطلق الكثير من النشطاء على تويتر حملة تأييد للنشطاء تحت عنوان “الشعب يقول كلمته”. وأطلق آخرون حملة تأييد تحت اسم “ثورة بطاقات الهوية” نظرا لقيام غالبية من ظهر في المقاطع المصورة بإظهار بطاقة هويته خلال عرض مطالبه على العاهل السعودي. وانتقد 3 من 6 من النشطاء سياسة بلادهم الخارجية، وأعلن 2 من بينهم صراحة رفضهم للدعم الذي وجهته بلادهم لما وصفوه ب”انقلاب” وزير الدفاع المصري السابق عبد الفتاح السيسي. وأطاح الجيش المصري، بمشاركة قوى دينية وسياسية، في الثالث من يوليو/ تموز الماضي بالرئيس السابق محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما اعتبره قطاع من المصريين “انقلابا عسكريا”، فيما رآه قطاع آخر “استجابة للإرادة الشعبية”. وبدأت “ثورة بطاقات الهوية” بمقطه مصور بثه شاب سعودي يدعى “عبدالعزيز محمد فهد الدوسري” في 22 مارس/ آذار الماضي، شكا فيه من قلة الراتب، وأظهر خلاله بطاقة هويته، وقال فيه: “انا مواطن سعودي .. ما استلم إلا 1900 ريال (507 دولار راتب شهري).. هل هذه تكفي المهر ولا السيارة ولا البيت.. ملينا.. وتلومون اللي (من) يفجرون.. عطونا (اعطونا) من حلالنا ( في إشارة لإعادة توزيع ثروة البلاد النفطية).” وبلغت عدد مشاهدات هذه المقطع المصور، حتى مساء الخميس ، مليون و721 ألف مشاهدة. وفي اليوم التالي، بث سعودي آخر قال إنه يدعى “عبدالله بن مبروك بن عثمان الغامدي” من محافظة بيشة التابعة لمنطقة عسير (جنوب غربي السعودية) مقطعاً مصوراً آخراً أظهر فيه بطاقة هويته أيضا، وأعلن تأييده لما ذكره الدوسري. وطالب من الجميع المشاركة بنفس الأسلوب حتى يصل الصوت للعاهل السعودي “ويعلم ما وصل إليه الحال من قلة الرواتب وانتشار الفساد والذل”، على حد قوله. وانتقد سوء توزيع الثروة في المملكة، قائلا في المقطع المصور، الذي بلغ عدد مشاهداته حتى مساء الخميس 786 ألف مشاهدة، “ليس من المعقول ولا المقبول أن تنعم فئة قليلة بأموال الدولة وبقية الشعب يتضور جوعا”، بحسب مزاعمه. وفي 27 مارس/ آذار الماضي، بث سعودي ثالث يدعى “سعود الحربي” مقطعاً مصوراً أعلن فيه تأييده لمطالب الدوسري والغامدي، وقال في المقطع، الذي بلغ عدد مشاهداته حتى مساء الخميس 297 ألف مشاهدة، إن “هذه مطالب الشعب بالكامل.. تحسين وضع المواطن”، وحذر مما أسماه بالتحرك السلمي للشعب، داعياً السلطات للسماع لمطالبهم، قائلا “أرجوكم أرجوكم اسمعوا صوتنا.. حققوا مطالبنا.. نريد أن نعيش حياة كريمة”. وفي 29 مارس/ آذار الماضي، أعلن الناشط الحقوقي و”ليد أبو الخير” في حسابه الرسمي على “تويتر” أنه تم اعتقال الثلاثة الذين تحدثوا في “يوتيوب” بمطالب شعبية. ورغم خبر الإعلان عن اعتقالهم انضم مؤيدون جدد لما بات يعرف ب”ثورة بطاقات الهوية”. ففي اليوم التالي لخبر الإعلان عن اعتقال النشطاء الثلاثة، بث سعودي آخر قال إنه يدعى “عبدالرحمن علي أحمد العسيري” من تهامة وهي سهول تتبع منطقة عسير (جنوب غربي السعودية) مقطعاً مصوراً أسوة بمن سبقوه، أعلن فيه تأييده لمطالبهم، وطالب بإطلاق سراحهم، واعتبر أن “المشكلة ” في الأسرة الحاكمة في السعودية. واتهم السلطات الحاكمة ب”إهدار ثروات الشعب” على من وصفهم ب”أعداء الأمة” في مصر ولبنان، واعتبر أن من هؤلاء الأعداء: السيسي (في إشارة إلى وزير الدفاع المصري السابق عبد الفتاح السيسي). كما انتقد طريقة البيعة للأمير مقرن بن عبد العزيز كولي لولي العهد، قائلا: “الشعب قطعة أثاث، تعالى بايع.. الشعب يطالب بحقوقه يبغى (يريد) الحرية”. ويعد هذا المقطع المصور هو الأكثر مشاهدة من بين المقاطع المصورة الست حيث بلغ عدد مشاهداته، حتى مساء الخميس ، أكثر من مليوني و583 ألف مشاهدة. وأصدر العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز (90 عاما)، في 27 مارس الماضي، أمرا ملكياً بتولي الأمير مقرن، وليًا لولي العهد الحالي الأمير سلمان بن عبد العزيز (79 عاما)، على أن “يبايع وليًا للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكًا للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد”. كما بث سعوديان آخرين أحدهما قال إن اسمه “غانم حمود فرج المصارير الدوسري”، والآخر قال إن اسمه “ماجد عبدالله محمد الأسمري” مقطعين مصوريين، أمس الخميس ، أعلنا فيهما تأييدهما لمطالب من سبقوهم وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين. واتهم المصارير الدوسري السلطة الحاكمة ب”إهدار ثروات البلد” على ما وصفه ب”الانقلاب” في مصر. وفي مقطع مصور بلغ عدد مشاهداته حتى مساء الخميس نحو 490 ألف مشاهدة، أضاف مخاطبا العاهل السعودي: “بعثرت ثروات البلد على عصابات السيسي والانقلابات في كل مكان”، على حد وصفه. ويكثف المسؤولون في مصر، تحركاتهم باتجاه الخليج، لاسيما السعودية والكويتوالإمارات، للحصول على مساعدات جديدة، تضاف إلى حزم سابقة، جرت الموافقة عليها بعد عزل الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو / تموز الماضي، وصلت إلى 15.9 مليار دولار من الدول الثلاث، بينهم 4 مليارات من الكويت و5 مليارات من السعودية و 6.9 مليار من الإمارات. من جانبه، أعلن ماجد الأسمري عن 4 مطالب في مقطع مصور حظي ب 65 الف مشاهدة حتى مساء الخميس هي: “إلغاء المباحث العامة التي ترهب الشعب” و”استقلال القضاء” و”إلغاء المحكمة الجزائية المتخصصة” و”حرية التعبير والتجمع″، وقال: “الشعب يريد إصلاح النظام”، وهي عبارة تأتي على غرار هتاف “الشعب يريد إسقاط النظام” التي رفعها محتجون مصريون ضد نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك خلال ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011. ودعا الأسمري من يسمعه إلى أن يحذو حذوهم وأن “يصدع بالحق”. وانتقد سياسات بلاده الداخلية الخارجية، ووصفها بأنها سياسات “ظالمة”، وقال انها “لا تمثلنا” ، كما انتقد ما قال إنه “انتشار فاضح للفساد”. ولم يصدر، حتى مساء الخميس، رد من السلطات السعودية بشأن هذه المقاطع المصورة وما ورد فيها من اتهامات للعائلة المالكة في السعودية.