تصاعدت أمس الأزمة بين رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ومستشاره لشؤون الأمن والدفاع اللواء علي محسن الأحمر فيما أجرى المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر محادثات في العاصمة السعودية الرياض مع مسؤولين سعوديين لم تُعرف تفاصيلها بعد. و نقلت يومية "الشارع " عن مصدر سياسي رفيع إن بن عمر اتجه أمس الأول من العاصمة صنعاء إلى الرياض لإجراء محادثات مع المسؤولين السعوديين بشأن تقديم الدعم المالي لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والعلاقة مع الرئيس هادي التي سبق أن توترت جراء ما تعتبره القيادة السعودية موقفاً سلبياً للرئيس هادي تجاه الأزمة التي جرت مؤخراً بين بلادهم ودولة قطر. و أوضح المصدر إن المبعوث الأممي حمل رسالة من الرئيس هادي إلى القيادة السعودية وبذل جهوداً لتطبيع العلاقة بين الجانبين. و أمس اختتم جمال بن عمر زيارته للعاصمة السعودية الرياض التي استمرت ليومين التقى خلالها بولي ولي عهد المملكة الأمير مقرن بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ووزير الداخلية الأمير محمد بي نايف . وقال بن عمر في بلاغ صحفي أصدره أمس إن لقاءاته بالمسؤولين السعوديين تركزت للبحث "خول تعاون الأممالمتحدة والمملكة العربية السعودية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية لدعم العملية السياسية في اليمن بما فيها تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل". و أبدى بن عمر تقديره لدور المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في مساعدة اليمن على استكمال العملية الانتقالية تنفيذاً للمبادرة الخليجية والآلية التنفيذية وقرارات مجلس الأمن. و أمس الأول قال حمال بن عمر على صفحته في "فيسبوك" إنه بحث مع الأمير مقرن والأمير سعود الفيصل "سبل دعم العملية السياسية في اليمن وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ". و حسب ما نقلته "الشارع" عن مصدر سياسي وصفته ب"الموثوق" إن بن عمر أطلع المسؤولين السعوديين على الوضع الحالي في اليمن وما يعانيه من أزمة مالية واقتصادية وعرض عليهم وجهة نظره من أجل التعاون لمواصلة دعم العملية السياسية في اليمن كما حمل لهم رسالة من الرئيس هادي تتضمن وجهة نظره" هادي " بشأن الأزمة اليمنية وسبل المساعدة لحلها. و أكد المصدر أن جهوداً تُبذل لوضع اللمسات والترتيبات الأخيرة لاتفاق غير معلن تم الوصول إليه بين رئيس الجمهورية ووزير الخارجية السعودية سعود الفيصل على هامش القمة الأخيرة التي عُقدت في الكويت وتبعها قيام الرئيس هادي بالتوجه إلى دولة الإمارات في زيارة ناقشت الاتفاق ذاته. و أفاد المصدر بأن الاتفاق غيرا المعلن يتضمن تعاون اليمن مع السعودية والإمارات ضد قطر وجماعة الإخوان المسلمين على أن تتكفل الرياض وأبو ظبي بتحمل الأعباء المالية والاقتصادية للملف اليمني بهدف معالجة المشاكل المالية التي تعاني منها اليمن. و قال المصدر : "السعودية ترى أن تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن "حزب الإصلاح وحلفاءه القبليين والدينيين والعسكريين " يُمثل خطراً على أمن واستقرار المملكة. و كان جمال بن عمر بذل جهداً في زيارته الأخيرة إلى الإمارات في إصلاح العلاقة بين السعودية والإمارات و قطر من جهة وبين الرئيس هادي من جهة ثانية، غير أن الدولتين اشترطتا تحالفا كاملا وحقيقيا من قبل الرئيس هادي ضد تنظيم الإخوان والتزمتا بتقديم الدعم المالي لليمن في حال تم ذلك. و أضاف المصدر : "السعودية تشترط تسليم الملف اليمني لها بشكل كامل وأكدت استعدادها ودولة الإمارات لتحمل التكاليف المالية لمساعدة اليمن على الخروج من أزمته مقابل إجراءات حقيقية وملموسة يتخذها الرئيس هادي ضد تنظيم الإخوان وحلفائه العسكريين بما يُضعف النفوذ القطري في اليمن ويضعف تنظيم الإخوان في اليمن التي تُعد ساحة يستخدمها هذا التنظيم للتخطيط ضد أمن السعودية والخليج" . و تابع المصدر :"على هامش القمة العربية الأخيرة في الكويت التقى الرئيس هادي بسعود الفيصل وتوصلا إلى اتفاق أولي ثم اتجه الرئيس هادي إلى الإمارات وتم تأكيد هذا الاتفاق وبدأ توجه جديد تجاه اليمن ، حيث توجه وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد إلى أمريكا وعاد باتفاقيات عسكرية سريعة لإعادة تأهيل القوات الخاصة ووحدات من القوات الجوية في الجيش اليمني بدعم أمريكي وسعودي وإماراتي غير معلن ، وأعلن عن تقديم أمريكا 84 مليون دولار لإعادة تأهيل وتجهيز القوات الخاصة وهناك وعود بتقديم السعودية والإمارات دعماً أكبر لتأهيل وحدات أخرى من الجيش". و استطرد المصدر: "بعد عودة الرئيس هادي من الإمارات عاد بتوجهات مختلفة تجاه تجمع الإصلاح وحلفائه العسكريين وعلى رأسهم اللواء على محسن الأحمر وهناك توجهات من قبل هادي لإجراءات تغييرات واسعة في الجيش عارضها اللواء الأحمر لأنه اعتبر أن الهدف منها تقليص نفوذه داخل الجيش كمقدمة لضرب التيار الإسلامي في اليمن وخلال الأيام الماضية تصاعدت الأزمة بين الجانبين وعلي محسن وجه هذه الاتهامات بشكل مباشر إلى الرئيس هادي عبر صحيفة تابعة له ". و قال المصدر: "الوضع في اليمن على وشك الانفجار أو الانهيار الكامل للدولة ولابد من راع يقف مع الرئيس هادي ويقدم له دعما اقتًصاديا وماليا كبير للمساعدة في الخروج من هذه الأزمة والسعودية أبدت استعدادها للقيام بذلك مشترطة تحالفا كاملا ضد جماعة الإخوان لكن علي محسن مازال يُعارض هذا التوجه و أوصل رسائل تهديد للرئيس هادي على ذمة هذا الأمر وأعلن رفضه إصدار رئيس الجمهورية أي قرارات لإجراءات تغييرات في الجيش ". و أضاف المصدر :"الرئيس هادي يبذل جهوداً لإعلان رئيس حكومة جديد خاصة بعد مغادرة محمد سالم باسندوة لليمن في وقت حرج توشك فيه الدولة على الانهيار وتعاني أزمة اقتصادية وأزمة أخرى في انعدام المشتقات النفطية ورفع أسعار المشتقات النفطية في هذا الوقت يعني إعلان ثورة شعبية لإسقاط الرئيس هادي لهذا فالبديل هو دعم مالي واقتصادي كبير لإنقاذ الوضع الموشك على الانهيار ". وتابع: "الوضع الآن صعب للغاية والرئيس هادي هو من يقود الآن الحكومة ويتواصل مع الوزراء وهو من وجه وزير النفط بتوفير الوقود للسوق النفطية والسعودية وعدت بمد اليمن بكمية من المشتقات النفطية للتغلب على الأزمة لكن هذا مازال مرتبطا بالانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة للاتفاق غير المعلن بين الرئيس هادي والسعودية والإمارات". و أشار المصدر إلى أن ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز "وعد الرئيس هادي بمد اليمن بكمية من المشتقات النفطية خلال 72 ساعة " ولم يذكر المصدر الكمية التي ستقدمها الرياضلصنعاء من المشتقات النفطية. و حول صعوبة تغيير رئيس الوزراء باسندوة بسبب اعتراض تجمع الإصلاح وحلفائه على ذلك. و قال المصدر :" تغيير باسندوة أصبح الآن وارداً لكن قد لا يتمكن الرئيس هادي من إقالته وتعيين رئيس وزراء جديد هذا الأمر مرتبط بوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الجديد الذي تم بين الرئيس هادي والسعودية والإمارات برعاية أمريكية وقدرة المجتمع الدولي على ممارسة ضغوط حقيقية على حزب الإصلاح ومراكز القوى المرتبطة به في اليمن". و أفاد المصدر بأن "السعودية قد تتدخل بشكل مباشر للضغط على اللواء على محسن للقبول بتعيين رئيس وزراء جديد وعدم إعاقة العملية السياسية في اليمن كما قد تتدخل لحل مشكلة الحراك المسلح في الجنوب وخاصة في حضرموت لأن لها علاقات في هذا الشأن مع تجار حضارم". وأضاف المصدر : "تم الوصول إلى اتفاق غير معلن بين الرئيس هادي والسعودية والإمارات لكن يجري الآن وضع اللمسات الأخيرة لهذا الاتفاق ويجري حصر المشاكل والاتفاق على كيفية البدء بحلها ومن أين يتم البدء في ذلك كم يتم الحوار حول الطريقة المناسبة لتعامل الرئيس هادي مع جماعة الإخوان المسلمين ومراكز القوي العسكرية والقبلية المرتبطة بها".