تحاول مدينة تعز العاصمة الثقافة لليمن الصمود في وجه الضغائن التي تأتيها من كل حدب وصوب وكلما ودعت يوما اسودا وحلمت بغد أجمل ليكون أكثر قاتمة من ذي قبله . يسيطر الظلام المصطنع على العاصمة الثقافية لساعات طوال لم يكون معهود من قبل كما وبدأت القمامة تغطي معظم شوارع المدينة وأزقتها مع حلول شهر رمضان المبارك , كذلك خرجت المنشآت الصحية والمستشفيات الحكومية في المدينة عن الخدمة حتى أن البعض يفيض روحه وهو في انتظار جرعة دواء كما حدث الأسبوع الماضي في قسم الحروق التابع للمستشفى الثورة حيث غادرت أسرة بكاملة الحياة واحدا تلوى الآخر وهم في انتظار العلاج . رمضان مؤلم لأهل المدينة وخاصة الفقراء وبعضهم يصعب عليه الحصول على الماء نتيجة لشحته والمبالغ الباهظة التي فرضها أصحاب سيارات نقل المياه بحجة عدم توفر الديزل وبالتالي تكاد الحياة تنعدم في مدينة ينعدم فيها الماء . مشاكل تعز تكاد لا تنتهي وبالرغم من توفر الحصص الخاصة بالمحافظة من المشتقات النفطية غير أن منظر المحطات ومن حولها طوابير السيارات الذي يمتد لمسافات طويلة يبعث بالنفس الحسرة مما يؤكد أن هناك أيادي خفية تسعى جاهدة للعبث بعاصمة الثقافية اليمنية كما يؤكد العديد من نشطا المدينة . كبار تعز ومثقفيها يبادرون جاهدين لطرح الحلول وكلما حلت مشكلة ظهرت أخرى وجعل بعضهم يبادر إلى تقديم أفكار من شأنها التخفيف ولو جزئيا عما يجري في المدينة . يتساءل الدكتور ياسين عبدالعليم القباطي في فكرة جديدة : لماذا لا نزور الإدارات الفاسدة في تعز وأعضاء مجلس النواب النائمين عن حقوق ناخبيهم نهنئهم بشهر رمضان وبطريقة ودية ننبهم الى أوجه التقصير والفساد الإداري ونرسل أصدقاء من شباب الثورة يكرروا الزيارات لهم على الأقل ما نسيبهمش يتمتعون بالهدؤ والإطمئنان وهم يمارسون الفساد هل تحب تشار ك ؟؟ فكرة الدكتور القباطي يشاركه فيها الكثير من شباب المدينة كما عبروا عن ذلك من خلال تعليقاتهم المختلفة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك , لنجد فكرة أخرى ولكنها متمثلة بالنصح للجهات المسئولة في المدينة وهذه المرة من النائب البرلماني محمد مقبل الحميري الذي بدأ نصحه بقوله (( اسألوا الله بلدية من السماء تنظف الشوارع والحارات )) يرجع النائب البرلماني والعضو في الحوار الوطني أسباب نصيحته إلى ما تشهده بعض الأحياء في تعز مما ينذر بكارثة بيئية بسبب تراكم القمامة فيها . يتابع الحميري : على سبيل المثال في وادي الدحي الواقع خلف ادارة المرور باتجاه جامعة تعز لا يوجد براميل مخصصة للقمامة نهائيا ، وفي مثل هذه الحالة من الطبيعي ان يرمي الناس بالقمامات في الشارع وهذا ما هو حاصل ، مما جعل القمات تتكدس في وسط الشوارع ، ويشعر المرء بالمعانة الشديدة عندما يسير على قدميه ، لأنه يضطر لاختراق كثير من أكوام الحمامات المنتشرة ، تخيل معي عندما يصل الى المسجد لأداء الصلاة كيف يكون حاله بعد هذه الرحلة الشاقة ، لا أقول عنها أنها مظهرا غير حضاري، فلو كان الأمر كذلك لهان ، ولا نريد مظهرا حضاريا في مثل الحالة التي نعاتبها ، ولكن نريد تجنب كارثة بيئية محققة . يؤكد الرجل تساؤله : هل ستنزل علينا بلدية من السماء تزيل هذه الأكوام من القمامات وتصنع لنا براميل تخصص لوضع المخلفات فيها ، سأل الله ذلك بفضل هذا الشهر الكريم ، كما نرجو من أهل الأيادي البيضاء من الخيرين ، ان يخصصوا جزءاً من زكاتهم لشراء كمامات توضع على الأفواه والأنوف توزع على الفقراء المارين في هذه الحارات ليستخدموها أثناء محاولتهم عبور هذه الشوارع لتخفف عنهم ما سيتعرضون له من أمراض محققة !!!!!!!!!؟!؟ يختم الحميري حديثه ل يمن فويس بالقول : لا ندري من نناشد لكي يتحمل مسئوليته تجاه ذلك وبالتالي نناشد الحق سبحانه ونرفع اكف الضراعة اليه ان يجعل لنا من أمرنا مخرجاً.