بدون مقدمات يجد سكان صنعاء أنفسهم فجأة أمام حدث لم يسبق وأن شاهدوه أو سمعوا مثله قبل . بعد قليل من الآن وتحديدا في تمام الساعة التاسعة مساء يتساءل الكثير من سكان العاصمة كيف سيكون حالها مع الصراخ الذي دعا إليه الحوثي عبدالملك كنوع من تصعيد المرحلة الثالثة ضد المبادرة الرئاسية . على امتداد الساعات الماضية عجت مواقع التواص الاجتماعي بالتعليق على الحادثة التي غلب عليها السخرية فيما ذهب آخرون إلى وصفها بالحاسمة التي ستسقط أمريكا وإسرائيل على يد من يصرخ بها , ليكون التعليق الأكثر تداولا استبدال الصرخة بالنهقة كما وصفها بعضهم . يقول بعض سكان صنعاء أن الحادثة مشوقة وينتظروها بدافع التسلية لأن هذه هي المرة الأولى التي يتجمع فيها الناس في وقت محدد ومن ثم يصرخون بشعار الحوثي المعهود ( الموت لأمريكا , الموت لإسرائيل , اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام ) .. شعار لطالما ردده الحوثيين غير أن نتائجه - كما يرى البعض - مزيدا من القتلى اليمنيين وما يتبع ذلك من تدمير للمساجد ودور القرآن ومنازل المناوئين لهم . حديث الناس لم يتوقف عند الصرخة حيث ذهب ناشطين لاستغلال كافة وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة وتناقل قصيدة شعرية قيل أنها للشاعر / فؤاد الحميري حول الثورة المضادة حين ترفع شعارات السيادة الوطنية وهي بعنوان (قوِّض خيامك) وفيما يلي مطلع القصيدة : قوِّض خيامك وانصرف مخذولا .....صنعاء ودَّعتِ القرون الأولى صنعاء ماعادت لبغيك ساحةً ..... عافت زمان الرِّقَّ والتقبيلا صنعاء قد كَبُرت ولم تَعُدِ التي ..... كانت تُدِينُ لسيفك المسلولا صنعاء أضحت حرَّةً وأبيَّةً ....... .. لا تعرف الزنبيلَ والقنديلا ماعاد يخدعها رنين شعاركم ...... ولَّى زمان الدجل والتضليلا دمَّرتَ دمَّاجاً بكل قساوةٍ ....... أذكيت فيها القتل والتنكيلا وقتلت في عمران خيرةَ أهلها ...... وجعلت فيها مأتماً وعويلا ومضيت نحو الجوف تُهلك حرثها...... والنسل خاب رجاؤك المأمولا ودخلت أرحب تستبيح دمائها ..... وتمارس الإجرام والتقتيلا أنَّى اتجهت فقد تركت مآسياً ...... تدمي البلاد بعرضها والطولا سل مسجداً دمَّرته وأهنته ....... هل ياتراه تقرُّباً مقبولا ؟ وصروح علمٍ كلَّما هدَّمتها ...... أَتُراكَ فعلاً تقتل اسرائيلا ؟ واليوم في صنعاء تزعم واهماً... .....قد جئتنا للمعضلات حلولا..! يا فاقداً للشيء لا تعطيه قد ...... فَهِمَ الدروسَ الشعبُ يا قابيلا