كشفت مصادر عسكرية مطلعة عن توجيهات رئاسية مشددة بمنع محاولات الحوثيين الاستيلاء على مدينة الحديدة، التي تطل على مضيق باب المندب واستخدام القوة العسكرية لصد أي هجوم ينفذه الحوثيون بهدف اجتياح المدينة الساحلية على غرار ما قاموا به في العاصمة صنعاء، وذكر مهتمون بالتطورات على الساحة اليمنية أن ميلشيات الحوثي تتجه نحو مأرب للسيطرة على مراكز مصادر الطاقة ومن بينها خدمات النفط، والغاز، وكهرباء العاصمة صنعاء، في وقت ينشر الحوثيون إشاعات مخالفة لذلك لتأمين سلامة مقاتليهم خلال التقدم، بينما أكد الحوثيون أنهم ملتزمون بما تم التوقيع عليه في اتفاق السلم والشراكة مع السلطات اليمنية، وأبدوا استعدادهم لتسليم جميع المواقع للدولة بشكل منظم ومدروس، فيما شدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر على أهمية تنفيذ الاتفاق من اجل "إنجاح مشروع التغيير السلمي الذي بدأ عام 2011"، في وقت تعثرت جهود قيادات جنوبية يمنية من لملمة شمل المكونات الجنوبية في ظل تداعيات الأزمة التي عصفت بالعاصمة صنعاء ودخول مسلحي جماعة الحوثيين إليها والسيطرة على أبرز مؤسساتها العسكرية والمدنية قبل نحو أسبوعين . وأكدت المصادر العسكرية ل "الخليج" أن التزام الجيش اليمني ضبط النفس وعدم التصدي لاجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء جاء تنفيذاً لتوجيهات أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع لمنع تحول العاصمة إلى ساحة للمواجهات المسلحة مع الحوثيين وهو ما سيترتب عليه نتائج كارثية . وأشارت المصادر إلى أن الجيش لا يزال قادراً على الحسم المسلح وأنه لن يسمح بتمدد الحوثيين إلى مدينة الحديدة بهدف السيطرة على مضيق باب المندب وسيستخدم القوة إن لزم الأمر الإحباط أي محاولة في هذا الصدد . ولفتت المصادر إلى أن الرئيس هادي وجه وزارة الدفاع باتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز إجراءات الحماية المفروضة على المنافذ الحدودية البرية والبحرية لمدينة الحديدة لصد أي هجوم محتمل قد تقدم عليه جماعة الحوثي . وجدد هادي تأكيد أن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي، بين الأطراف السياسية كافة، بمن فيهم الحوثيون جنب البلاد وقوع حرب أهلية . من جهته، قال ابن عمر في بيان، قبيل مغادرته صنعاء بعد زيارة استمرت ثلاثة أسابيع إن "اليمن لا يزال يمر بوضع حساس لكن الطريق الوحيد للمضي قدماً في إنجاح مشروع التغيير السلمي الذي بدأ في عام 2011 هو تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية وسرعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيون" . على صعيد آخر، تعثرت جهود قيادات جنوبية يمنية من لملمة شمل المكونات الجنوبية في ظل تداعيات الأزمة التي عصفت بالعاصمة صنعاء ودخول مسلحي جماعة الحوثيين إليها والسيطرة على أبرز مؤسساتها العسكرية والمدنية قبل نحو أسبوعين . ووفقاً لمصادر في عدن فإن جهوداً كانت تبنتها قيادات جنوبية، استمرت طوال الأسبوعين الماضيين، لم تسفر عن نتائج واضحة حيال تشكيل قيادة موحدة للحراك تجمع مكوناته وتصوغ موقفاً موحداً من التطورات الأخيرة في اليمن ووضع حل للقضية الجنوبية . وأفاد مصدر مقرب من تلك القيادات أن تفاهمات نتجت عن تلك اللقاءات التي أُجريت باتجاهات منفصلة عن بعضها، إلا أن تباينات برزت في المواقف بين من يدعو لمجلس إنقاذ ومن يدعو لمجلس انتقالي ومن يتشدد في انتهاز وجود أزمة بصنعاء وتشكيل مجلس عسكري . ووفقاً لتصريحات سابقة من قيادات جنوبية فقد كان من المقرر أن يعلن القيادي محمد علي أحمد مجلس إنقاذ خلال اليومين الماضيين، فيما مجموعة جنوبية أخرى كادت أن تعلن أيضاً مجلساً انتقالياً خلال نفس الفترة، بينما أعلنت قيادات عسكرية قبل أسبوع مجلساً عسكرياً، إلا أن الأخير لم يحظ باهتمام من قبل الكثير من القيادات والمكونات الجنوبية . في غضون ذلك، وبعد اشهر من النقاشات والندوات التي تخللها زيارات ميدانية للعديد من العواصم العربية والأوروبية، أعلنت مصادر في لجنة صياغة الدستور اليمني الاتحادي إنجاز الجزء الأكبر من مسودة الدستور الجديد الذي يتوقع استكمال ما تبقى من نصوصه بعد إجازة عيد الأضحى، وقالت المصادر إن مسودة الدستور الجديد ستكون جاهزة للمراجعة قبل تقديمها لهيئة الرقابة على مخرجات الحوار خلال الفترة القليلة القادمة، جاء ذلك بعدما حسمت لجنة صياغة الدستور الكثير من التفاصيل الدقيقة من خلال إعادة طرح مشاريع المواد والنصوص للتوافق عليها بين أعضاء اللجنة . في الأثناء، تداعى مسؤولون محليون في مدينة عدن، جنوبي اليمن، لاجتماع ناقش الوضع الأمني بالمحافظة، وناقشت اللجنة الأمنية ما وصفته "سبل تعزيز الأمن والاستقرار بالمحافظة"، واستعرضت خطة وترتيبات أمنية بالمحافظة خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، بهدف "تعزيز الأمن والاستقرار وأداء الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية لمهامها بكفاءة واقتدار والحيلولة دون حدوث أية أعمال تخريبية تعكر صفو الأجواء للساكنين والزائرين لمحافظة عدن"، وفقا لمخرجات الاجتماع . على صعيد متصل، قُتل جندي وجُرح ثمانية آخرون في ثلاث هجمات منفصلة شنتها عناصر مسلحة تابعة لتنظيم "القاعدة" على مواقع عسكرية للجيش اليمني في مديريتي ميفعة بمحافظة شبوة والمحفد بمحافظة أبين، شرقي وجنوبي اليمن، في حين ردت طائرة بدون طيار على الهجمات بغارة جوية استهدفت سيارة تابعة لعناصر التنظيم في مديرية نصاب بشبوة، دون أن ترد معلومات دقيقة بشأن حصيلة الضحايا .