التقى الأمير متعب بن عبد الله، وزير الحرس الوطني السعودي، بالرئيس الأميركي باراك اوباما الأربعاء، في اجتماع وصفه البيت الأبيض بأنه يعكس العلاقة المتينة بين البلدين. يضم وفد الحرس الوطني المرافق للأمير متعب رئيس الجهاز العسكري الفريق محمد بن خالد الناهض، ورئيس هيئة الطيران في الوزارة اللواء الركن الطيار راشد بن عبد الله الزهراني، كما افادت السفارة السعودية في واشنطن. تقدير أميركي وقال بيان أصدره البيت الأبيض: "أعرب الرئيس عن تقديره لمساهمات السعودية في التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، منوهًا بالدور الحاسم الذي تقوم به السعودية في الدفاع عن السلام والأمن الاقليمي، بما في ذلك التواصل الأخير مع الحكومة العراقية الجديدة. كما بحث الرئيس والأمير متعب الجهود المبذولة لإشاعة الاستقرار في اليمن، والرد الدولي في مواجهة وباء إيبولا، وتعزيز الصحة والأمن في العالم، وما وصلت إليه المفاوضات النووية التي تجريها مجموعة 5 + 1 مع ايران". أدوار مهمة في هذا السياق، أسرّ مسؤول اميركي ل"ايلاف" أن الاجتماع كان مهمًا، "ليس بسبب مضمون المحادثات فحسب، بل ولأن الأمير متعب هو أحد أمراء الجيل الثالث الذين قد يقودون السعودية في المرحلة المقبلة، ونحن بحاجة إلى معرفته على نحو أفضل". واضاف المسؤول: "الخبراء المختصون بالشؤون السعودية يعرفون الأمير متعب بطبيعة الحال، لكن المجتمع ما زال يتعرف إليه". ومن المؤكد أن الأوساط الدفاعية تعرف الأمير متعب بن عبد الله معرفة جيدة، ووزير الدفاع تشاك هيغل وجه الدعوة إلى وزير الحرس الوطني ليبحث معه طائفة واسعة من القضايا الأمنية، من صعود داعش إلى الأمن البحري لمجلس التعاون الخليجي. وسيجتمع الأمير متعب مع رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي. اجتماعان مهمان وكان الأمير متعب بن عبد الله شارك أخيرًا في اجتماعين بالرياض، يتسمان بأهمية بالغة بالنسبة إلى واشنطن، هما الاجتماع الذي عُقد بين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس العراقي فؤاد معصوم، واجتماع قادة الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي لتسوية الخلاف مع قطر. فالسعودية عامل بالغ الأهمية في تحديد مستقبل العراق، كما أعرب مسؤولون في وزارة الدفاع بواشنطن عن قلقهم من أن تبطئ الخلافات في البيت الخليجي التعاون الدفاعي اقليميًا. صفقات في الأفق كما سيتطلع ممثلو الشركات الاميركية العاملة في الصناعات الدفاعية إلى لقاء الأمير متعب، لأن الانفاق على الدفاع والأمن في السعودية حقق مستويات قياسية في كل عام من الأعوام الثلاثة الماضية، كما تلاحظ مجلة جين الاسبوعية المختصة بالشؤون الدفاعية. وتوقعت مجلة جين ان تنفق السعودية 44 مليار دولار على المشتريات في الفترة من 2014 إلى 2018 لتحديث قواتها. ويعكس هذا تسليم منظومات اسلحة قيمتها 60 مليار دولار بموجب اتفاقية معقودة في العام 2010 مع الولاياتالمتحدة، وعلاقات المملكة المستمرة في مجال المشتريات مع قوة كبرى أخرى في اوروبا وآسيا. واشنطن تايمز يذكر أن الأمير متعب ردّ على مقال نشرته صحيفة (واشنطن تايمز) الأميركيّة، تطرقت إلى دوره المستقبلي في المملكة، مؤكدًا أن "سياسة الدولة لا يرسمها مقال في صحيفة أو اجتهاد من كاتب هنا". وشدّد الأمير على القول: إن "أسرة آل سعود جميعاً.. سواء من كان في منصب داخل الدولة أو خارج المنصب كلنا خدام لهذا الدين والوطن والمواطن السعودي وهذا الشعب الوفي". قول الامير تجسد فعلاً في مسيرة أكاديمية وعسكرية أكسبته خبرات واسعة على رأسها صون أمن المملكة الداخلي، والحفاظ على أمن الدول المجاورة للمملكة، ومكنته من تولي منصب وزير الحرس الوطني بجدارة. وأشارت الصحيفة إلى أن سياسة الأمير والقرارات التي أصدرها منذ توليه منصبه تعكس رباطة جأش وحكمة وبعد نظر، جعلته أحد أهم رجال المملكة الذين تتطلع الولاياتالمتحدة الى التعامل معهم، وكسب ودهم.