اكدت دول مجلس التعاون الخليجي جميعها في نهاية قمتها السنوية في الدوحة الثلاثاء دعمها التام لمصر ولرئيسها عبدالفتاح السيسي، في خطوة تؤكد انضمام قطر التي تعد من ابرز داعمي الاخوان المسلمين الى باقي دول المجلس في دعم الادارة المصرية الحالية. واكد البيان الختامي “مساندة دول المجلس الكاملة ووقوفها التام مع مصر حكومة وشعبا في ما يحقق استقرارها وازدهارها”. كما شدد البيان الذي تلاه الامين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني في ختام القمة المختصرة التي استمرت حوالي ساعتين ان المجلس “جدد مواقفه الثابتة في دعم جمهورية مصر العربية وبرنامج الرئيس عبدالفتاح السسيي المتمثل بخارطة الطريق”. كما اكد البيان الختامي للقمة الخليجية على نبذ الإرهاب بكافة صوره وأشكاله أيا كانت أسبابه وتدعو لتجفيف منابعه. وطالب المجلس بإجراء مصالحة وطنية فورية في ليبيا. ومن جهته قال الشيخ تميم بن حمد آل ثان، أمير قطر، إن الاتحاد الخليجي هو الطريق لتحقيق الاتحاد العربي، مشيرا إلى أنه “إزاء التحديات والمخاطر التي تحيط بنا من كل جانب لا يجوز لنا أن ننشغل بخلافات جانبية حول التفاصيل”. جاء ذلك في كلمة له خلال افتتاح أعمال القمة الخليجية التي انطلقت مساء الثلاثاء في العاصمة القطريةالدوحة بمشاركة 3 من قادة دول الخليج، التي قال إنها تنطلق “في ظل ظروف دولية وإقليمية بالغة التعقيد”. وأضاف أنه “إزاء التحديات والمخاطر التي تحيط بنا من كل جانب لا يجوز لنا أن ننشغل بخلافات جانبية حول التفاصيل”. و قال أمير قطر في كلمته ” لا شك ان الاتحاد الخليجي الذي تضمنته مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز (عام 2011) سيظل هدفا ساميا ومنه إلى الاتحاد العربي”. وبين أن “الايمان بهذا الهدف والاصرار على تحقيقه يتطلبان منا ان ندرك أن خير سبيل لتحويله إلى واقع هو التحرك بخطوات تدريجية قائمة على تكامل المصالح الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية والثقافية بين شعوبنا”. وأشار أمير قطر في كلمته إلى أن القمة تنطلق “في ظل ظروف دولية وإقليمية بالغة التعقيد والدقة تفرض علينا مسئوليات جساما وتضعنا أمام تحدي العمل على قدر هذه المسئوليات”. وتابع “وسبيلنا في ذلك وحدة الصف والهدف وبذل مزيد من الجهود للنهوض بعملنا المشترك والارتقاء به إلى مستوى الطموح”. وأعرب عن أمله أن “تؤسس هذه القمة لانطلاقة جديدة في العلاقات الخليجية عبر تعزيز روح التآخي والتضامن”. وشدد أمير قطر في كلمته على ضرورة عدم تأثير خلافات خليجية على علاقات الشعوب، قائلا في هذه الصدد ” تعملنا التجارب الأخيرة ألا نسرع في تحويل الخلاف في الاجتهادات السياسية وفي تقدير الموقف السياسي والتي قد تنشأ حتى بين القادة، إلى خلافات تمس قطاعات ااجتماعية واقتصادية وإعلامية وغيرها”. وبين أنه “إزاء التحديات والمخاطر التي تحيط بنا من كل جانب لا يجوز لنا أن ننشغل بخلافات جانبية حول التفاصيل”. وأردف: “لقد آن الآون أن يحدد مجلس التعاون دوره وموقع في الخارطة السياسية للإقليم بناء على مكانة دول الاستراتجية ومقدراتها ومصالحها المشتركة، فالدول الكبر لاتنتظر ولا تصغي للمناشدات الاخلاقية ، وهي كما يبدو تتعامل بلغة المصالح فقط، ومع من يثبت قوته على الأرض”. ومن جهته دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى تشكيل لجنة رفيعة المستوى “تتولى استكمال دراسة موضوع الاتحاد من مختلف جوانبه”، مشيرا إلى أنه ” يتوجب” على دول الخليج العمل “على خلق أساس صلب يمهد للدخول إلى مرحلة الاتحاد”. وفي كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية بالقمة الخليجية ال 35 في الدوحة مساء الثلاثاء، بوصفه رئيس الدورة السابقة للقمة . وأشار أمير الكويت في كلمته إلى الخلافات الخليجية التي حدث خلال العام الجاري، مشيرا إلى أن الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي ومطلوب. وقال الصباح :” ينعقد اجتماع مجلسنا اليوم على أرض دولة قطر بعد عام من انعقاد آخر دورة له في دولة الكويت ، عشنا خلاله قلقا وتخوفا على مسيرة خليجنا دفعنا نعمل بكل الجد والاجتهاد للحفاظ على هذه المسيرة وصيانة مكاسبها في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة الدقة جعلت من قلقنا مشروع وتخوفنا مبرر وانعكست على مسيرة عملنا المشترك وادخلته في حسابات كادت ان تعصف به وتنال من كياننا الخليجي”. وتابع: “إننا نؤمن ان الاختلاف في وجهات النظر وتباينها أمر طبيعي بل ومطلوب ، ولا يدعو إلى الجزع ، على الا نصل بذلك إلى مرحلة الخلاف والتشاحن والقطيعة، التي ستقود بلا شك إلى إضعافنا وتراجع قدراتنا في الحفاظ على ما تحقق لنا من إنجازات”. وبين أن “الحديث عن الاتحاد بين دول مجلس التعاون وحتميته والذي هو دون يمثل هدفا وأملا يتطلع إليه أنباء دول الخليج وياتي انسجاما مع نظامنا الأساسي وتفعيلا لقرارات عملنا المشترك” وقال أنه “يتوجب علينا ان نعمل على خلق أساس صلب يمهد للدخول إلى مرحلة الاتحاد، أساسا يجسد تجاوز الخلافات ويحصن تجربتنا “. واقترح لتحقيق هذا الهدف “تشكيل لجنة رفيعة المستوى تضم خبراء واختصايين ومن ذوي الخبرة تتولى استكمال دراسة موضوع الاتحاد من مختلف جوانبه بكل تأني وروية وترفع مرئياتها ومقترحاتها بالصيغة المثلى للاتحاد إلى المجلس الوزراء ومن ثم للمجلس الأعلى .”