ا ف ب ايسوف سانوغو : أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء عما وصفته بالقلق الكبير الذي يساور الولاياتالمتحدة جراء "عدم الاستقرار" في اليمن، الذي يشهد نشاطا لتنظيم القاعدة. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مع رئيس كوت ديفوار الحسن وتارا في أبيدجان إن "عدم الاستقرار في اليمن هو مصدر قلق كبير للشعب اليمني أولا، ثم للمنطقة وللعالم". وتأتي تصريحات الوزيرة الأميركية في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي الثلاثاء عن إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 21 فبراير/شباط القادم بسبب تردي الأوضاع الأمنية في البلاد. كما تتزامن تصريحات كلينتون مع تقارير عن سيطرة حوالي ألف مقاتل من تنظيم القاعدة على مدينة رداع في وسط اليمن، مما جعلهم أكثر قربا من العاصمة صنعاء بعد أن عززوا وجودهم في جنوب البلاد وجنوبها الشرقي. ويغتنم تنظيم القاعدة ضعف السلطة المركزية في اليمن ليعزز مواقعه خصوصا خلال الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح. وقال مسؤول محلي إن المسلحين أطلقوا سراح حوالى مئة محتجز في السجن، بينهم عناصر من القاعدة، بعد اشتباك مع الجيش أودى باثنين من عناصره. وكانت الولاياتالمتحدة قد دعمت المبادرة الخليجية التي تهدف إلى وضع حد للأوضاع المتدهورة، في ظل مماطلة علي عبد الله صالح في التخلي عن الحكم. وتقضي المبادرة الخليجية بضرورة إجراء الإنتخابات الرئاسية في فبراير/شباط كجزء من إتفاق نقل السلطة من علي عبد الله صالح إلى نائبه بعد قرابة عام من الاحتجاجات. المطالبة بإخراج القاعدة من رداع وفي سياق متصل طالب زعماء قبليون في محافظة البيضاء اليمنية يوم الثلاثاء قوات الأمن والجيش بالتحرك بسرعة لإخراج تنظيم القاعدة من مدينة رداع محملين السلطات مسؤولية سيطرة التنظيم على المدينة. وأطلقت هذه الدعوات خلال لقاء عقده وجهاء عشائر البيضاء مع مسؤولين مدنيين وعسكريين لبحث تداعيات سقوط مدينة رداع بيد عناصر متطرفة تنتمي إلى "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب". وقال الشيخ صالح العواضي الذي شارك في اللقاء إنهم تحدثوا مع المسؤولين العسكريين والأمنيين وأعضاء السلطة المحلية بناء على طلب منهم وأبلغوهم بأنهم "لمسوا تواطؤا سياسيا واضحا من قبل القائمين على المؤسسة العسكرية والأمنية في دخول تنظيم القاعدة رداع". وتابع قائلا "لقد طالبناهم بإعلان موقف واضح وسريع تجاه ما حدث لأن موقفهم أثناء سيطرة القاعدة كان موقف المتفرج فقط بدليل أن تلك الجماعات دخلت على متن عدد من السيارات وتحمل أسلحتها الخفيفة والمتوسطة ومرت عبر النقاط الأمنية والعسكرية دون صدام". ومن جانبه أكد الشيخ عثمان السوادي، وهو زعيم قبلي أخر محسوب على حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي إليه علي عبد الله صالح، وجود تقصير من قبل أجهزة الأمن، عازيا ذلك إلى أن "المرحلة الحالية في الأزمة السياسية عند مفترق الطرق بين الحزب الحاكم والمعارضة". وتخشى الولاياتالمتحدة والسعودية أن يستغل تنظيم القاعدة النشط في اليمن الاضطرابات المستمرة في هذا البلد لشن هجمات خارجية، خصوصا في ظل تدهور الوضع الأمني بعد أن تخلى صالح عن السلطة وتعهد بتسليمها أو التعاون مع الخطط الدولية لتسليمها، غير أن تصريحاته الأخيرة المتضاربة حول نقل السلطة زادت من مخاوف المعارضة.