اعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء في ابيدجان عن "القلق الكبير" الذي يساور الولاياتالمتحدة جراء "عدم الاستقرار" في اليمن الذي يتمدد فيه تنظيم القاعدة ودعت الرئيس علي عبد الله صالح الى مغاردة السلطة. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مع رئيس ساحل العاج الحسن وتارا ان "عدم الاستقرار في اليمن هو مصدر قلق كبير للشعب اليمني اولا، ثم للمنطقة وللعالم".
واضافت ان "ذلك يبقى تحديا كبيرا". وقالت ايضا "هناك اتفاق يتعلق بالمراحل المقبلة (من العملية السياسية) لم يتم احترامه. نأسف لان يكون الرئيس (صالح) لم يف حتى الان بتعهده مغادرة البلاد والسماح بتنظيم انتخابات".
وقالت كلينتون "نبقى مركزين على التهديد الذي تمثله القاعدة في اليمن ونواصل العمل مع شركائنا هناك وفي امكنة اخرى لنتأكد بان القاعدة لن تقوم باعمال في شبه الجزيرة العربية تقوض استقرار اليمن والمنطقة".
واستفادت القاعدة من ضعف السلطة المركزية في اليمن منذ بداية حركة الاحتجاج الشعبية ضد صالح قبل عام، لتوسع سيطرتها. والاثنين سيطر الف من رجالها على مدينة رداع (وسط) مقتربين من العاصمة صنعاء بعد تعزيز وجودهم في الجنوب والشرق.
وطالب زعماء قبليون في محافظة البيضاء اليمنية (جنوب شرق صنعاء) الثلاثاء قوات الأمن والجيش بالتحرك بسرعة لاخراج تنظيم القاعدة من مدينة رداع محملين السلطات مسؤولية سيطرة التنظيم على المدينة. من جهتهم، شدد المتمردون الزيديون سيطرتهم على مناطق في شمال البلاد في حين تتولى القبائل المسلحة بشكل جيد فرض القانون في عدة مناطق يمنية. ودعي الناخبون اليمنيون الى المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 21 شباط/فبراير بموجب اتفاق ينص على رحيل الرئيس صالح.
ووفقا لهذا الاتفاق، سيكون نائب الرئيس عبد ربه هادي منصور المرشح الوحيد في هذه الانتخابات وستكون ولايته الانتقالية من سنتين. وقد يتم ارجاء الانتخابات الرئاسية بسبب الوضع الامني، على ما راى وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي الثلاثاء.
على صعيد آخر، طالب زعماء قبليون في محافظة البيضاء اليمنية (جنوب شرق صنعاء) الثلاثاء قوات الأمن والجيش بالتحرك بسرعة لاخراج تنظيم القاعدة من مدينة رداع محملين السلطات مسؤولية سيطرة التنظيم على المدينة. واطلقت هذه الدعوات خلال لقاء عقده وجهاء عشائر البيضاء مع مسؤولين مدنيين وعسكريين لبحث تداعيات سقوط مدينة رداع الاثنين بيد عناصر متطرفة تنتمي الى "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب". وقال الشيخ صالح العواضي الذي شارك في اللقاء لوكالة فرانس برس "نحن اليوم اجتمعنا مع المسؤولين العسكريين والامنيين وأعضاء السلطة المحلية بناء على طلب منهم وتحدثنا لهم صراحة اننا لمسنا تواطؤا سياسيا واضحا من قبل القائمين على المؤسسة العسكرية والأمنية في دخول تنظيم القاعدة رداع". وأضاف "طالبناهم باعلان موقف واضح وسريع تجاه ما حدث لان موقفهم اثناء سيطرة القاعدة كان موقف المتفرج فقط بدليل ان تلك الجماعات دخلت على متن عدد من السيارات وتحمل أسلحتها الخفيفة والمتوسطة ومرت عبر النقاط الأمنية والعسكرية دون صدام". وقال شخص آخر شارك في الاجتماع وطلب عدم الكشف عن اسمه ان المسؤولين "تحدثوا بأن جماعة القاعدة لم تسيطر على رداع بشكل كامل وإنما على اجزاء منها وانها تمكنت من اطلاق سراح" عشرات السجناء بينهم عشرات المحكومين بالاعدام. ولم يؤكد المسؤولون بحسب هذا الشخص عن وجود متهمين بالارهاب ضمن السجناء الفارين. وأكد الشيخ عثمان السوادي، وهو زعيم قبلي أخر محسوب على حزب المؤتمر الشعبي العام، اي حزب الرئيس علي عبدالله صالح، وجود تقصير من قبل اجهزة الأمن، عازيا ذلك الى "ان المرحلة الحالية في الأزمة السياسية عند مفترق الطرق بين الحزب الحاكم والمعارضة". من جهته قال احد الحاضرين ان علي عزيز قائد الحرس الجمهوري في البيضاء والمرافق الشخصي السابق للرئيس صالح، "اكد في اللقاء أنه سيدافع عن المحافظة حتى أخر قطرة من دمه ولن يغادرها الا منتصرا أو شهيدا وانه لن ينجر إلى أي مخطط لإدخال المحافظة في فوضى". وميدانيا قال سكان محليون في رداع ان المدينة تشهد هدوءا نسبيا حيث يسيطر عناصر القاعدة على عدة مقرات حكومية فيما يسيطر مسلحون قبليون على مقرات خدمية اخرى. وبحسب سكان، يسيطر عناصر القاعدة على اهم مواقع داخل المدينة خصوصا مدرسة العامرية والقعلة والشوارع الحيوية القريبة منها.