قالت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك يوم الأحد إن الأدلة التي جمعتها تظهر أن القنابل العنقودية المحظورة على نطاق واسع استخدمت في الصراع بين حكومتين متنافستين تسعيان للسيطرة على ليبيا.
وتنفجر القنابل العنقودية في الهواء وتنثر عشرات القنابل الصغيرة فوق منطقة بمساحة ملعب رياضي. وحظرت معظم الدول استخدامها بموجب معاهدة أصبحت قانونا دوليا في 2010 لكن ليبيا لم توقع على تلك المعاهدة.
وتشهد ليبيا صراعا بين حكومتين متنافستين إحداهما معترف بها دوليا متمركزة في الشرق والأخرى تسيطر على طرابلس. وتتقاتل الحكومتان للسيطرة على أراض ومنشآت نفطية بعد أربعة أعوام من الإطاحة بمعمر القذافي.
وعرضت قوات موالية لحكومة تسيطر على العاصمة طرابلس على صحفيين من رويترز ما بدا أنه مخلفات قنابل عنقودية في موقعين بوسط ليبيا قصفتهما طائرات حربية تابعة للحكومة الرسمية.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير "تشير مقابلات هاتفية مع شهود وأدلة فوتوغرافية راجعتها هيومن رايتس ووتش إلى العثور على بقايا قنابل عنقودية من طراز (آر بي كيه-250 بي تي إيه بي 2.5 إم) في بن جواد في فبراير (شباط) 2015 وفي سرت في مارس (آذار)." والتقط مصور لرويترز صورا لما بدا أنها مخلفات قنبلة عنقودية في مدينة سرت بوسط البلاد بينما شاهد مراسل آخر لرويترز هذه القنابل في بن جواد حيث تتمركز قوات موالية للحكومة المنافسة.
وقالت المنظمة في التقرير "تشير الحالة الجيدة لطلاء أغلفة القنابل وخلوها من التأثر الشديد بالعوامل الجوية إلى أنها لم تتعرض للبيئة لمدة طويلة وقد تخلفت عن هجمة حديثة التاريخ." وذكرت أنه ليس بالإمكان تحديد من المسؤول عن استخدام القنابل العنقودية لكن كلا الموقعين تعرضا لقصف متكرر من طائرات تتبع الحكومة المعترف بها دوليا. ونفى صقر الجروشي قائد القوات الجوية لهذه الحكومة أن تكون قواته استخدمت مثل هذه القنابل.
وقال ستيف جوس مدير برنامج الأسلحة في منظمة هيومن رايتس ووتش "الأدلة الجديدة على استخدام الذخائر العنقودية في ليبيا تثير القلق إلى أبعد الحدود وعلى السلطات الليبية التحقيق في تلك الوقائع والتأكد من عدم استخدام قواتها للقنابل العنقودية". واتهمت جماعات حقوقية طرفي الصراع بمهاجمة منشآت مدنية مثل الأحياء السكنية المكتظة والموانيء النفطية والمطارات والموانيء التجارية.