وصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الثلاثاء إلى مدينة عدن جنوبي البلاد قادما إليها من العاصمة السعودية الرياض بعد ستة أشهر من مغادرة المدينة الساحلية التي شكّل تحريرها نقطة تحول في مسار الحرب على ميليشيا الحوثي الشيعية التي استولت على الحكم في اليمن بقوّة السلاح. وتأتي عودة هادي إلى عدن التي أعلنها في مارس/اذار عاصمة مؤقتة لليمن، كأقوى مؤشر على تمسك وعزم الحكومة الشرعية مواصلة تحرير باقي المدن اليمنية وصولا إلى تحرير العاصمة الرسمية صنعاء. وتشير عودته ايضا إلى الحرص على اعادة الحياة للمناطق المحرّر فيما تواصل قوات الجيش والمقاومة الشعبية مدعومة بقوات التحالف العربي عملياتها العسكرية محرزة المزيد من التقدم مع تقهقر الحوثيين. وقال مصدر من الرئاسة اليمنية "إن الرئيس اليمني وصل إلى مطار عدن الدولي قادما من العاصمة السعودية الرياض التي يقيم فيها منذ نهاية مارس/آذار وبرفقته غالبية الوزراء في الحكومة الحالية". ويرجّح محللون، أن تكون زيارة هادي للمدينة الساحلية ومعه معظم الوزراء في حكومته، قصيرة ومؤقتة وأن الهدف منها اعطاء دفع معنوي لقواته وقوات المقاومة وارسال رسائل للانقلابين بأن عودته للعاصمة صنعاء باتت قريبة. وتدعم الدول الخليجية والعربية المشاركة في التحالف الشرعية في اليمن، وتضع تحرير صنعاء هدفا ضمن تحركاتها العسكرية إلى جانب القوات الموالية لهادي باستعادة السيطرة أولا على المدن المحيطة بها والتي كان الحوثيون قد حوّلوها إلى أحزمة أمنية وعسكرية لحماية وجودهم في العاصمة، لكن ضربات المقاومة والجيش وغارات التحالف نجحت في تفكيك تلك الأحزمة وهي تواصل الاستعداد لمعركة برّية حاسمة. وكان نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد بحاح، قد وصل قبل حوالي أسبوع إلى عدن، قادما إليها من الرياض وبرفقة كل من وزراء الداخلية والاتصالات والتخطيط والتعاون الدولي والمغتربين والشؤون الاجتماعية، ومسؤولين آخرين في الحكومة. وعقدت الحكومة الشرعية خلال الأيام الماضية ثلاثة اجتماعات برئاسة خالد بحاح في عدن التي تبعد نحو 363 كيلومتر عن العاصمة صنعاء، خصّصت لمناقشة الوضع الحالي الذي تمر به البلاد. وكان ناصر نجل الرئيس اليمني ومسؤول أمنه الشخصي، قد وصلا إلى عدن السبت للترتيب لعودة والده للمدينة مع حلول عيد الأضحى. واشارت تقارير يمنية في وقت سابق نقلا عن مصادر لم تسمها، إلى أن شركة إماراتية قامت بترميم وتجهيز قصر 'المعاشيق' الرئاسي الذي تعرض لدمار كبير خلال الحرب وذلك من أجل إقامة هادي فيه. لكنّ محللين استبعدوا اقامة دائمة للرئيس اليمني في ذلك القصر لاعتبارات أمنية رغم أن المدينة محرّرة، ولأن المطلوب هو عودته الى العاصمة السياسية صنعاء بعد دحر الحوثيين وميليشيات الرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف معهم. وقالوا، إن بقاء هادي في عدن في هذا التوقيت بالذات، قد يبعث بإشارات خاطئة تفيد بأن معركة صنعاء قد تطول والحال أن كل المؤشرات الميدانية تجمع على أن انطلاق تحرير العاصمة مسألة وقت ليس الا. وتمكنت قوات المقاومة الشعبية قبل حوالي شهرين من استعادة السيطرة على مدينة عدن بدعم من قوات التحالف العربي. وكانت السعودية والإمارات قد دفعتا في اغسطس/اب بلواءين عسكريين من قوات النخبة إلى المدينة لتأمينها وحمايتها. وتحدثت مصادر يمنية أيضا عن وصول منظومة باتريوت مضادة للصواريخ إلى عدن للتصدي لأي هجوم محتمل من قبل الحوثيين أو اعوانهم من مليشيات صالح على المدينة. وكان عبدربه منصور هادي قد غادر البلاد في مارس/اذار انطلاقا من عدن إلى العاصمة السعودية الرياض بعد ان اجتاحها الحوثيون مدعومين بالمليشيات. ميدانيا، افادت مصادر صحفية يمنية الثلاثاء بأن 26 مسلحا من الحوثيين ومن مليشيات صالح لقوا حتفهم في مواجهات مع الجيش والمقاومة الشعبية بمحافظة مأرب. وأضافت أن من بين القتلى القيادي الحوثي طه عبدالوهاب الدرة، مشيرة إلى أن المواجهات لاتزال مستمرّة، بينما تحاول قوّات الجيش والمقاومة التقدم باتجاه مواقع تحت سيطرة مسلحي الحوثي. ويواصل التحالف هجوما في مأرب التي تبعد نحو 120 كيلومترا شرقي صنعاء في محاولة لطرد الحوثيين من المحافظة استعدادا للزحف إلى العاصمة. ويرجح خبراء عسكريون، أن الألغام التي زرعها الحوثيون في المناطق التي اجبروا على الانسحاب منها، عطّلت تقدم القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي. وكثف التحالف العربي غاراته الجوية في الأسابيع الأخيرة مع استعداد قوة برية خليجية عربية ومقاتلين موالين للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لشن هجوم لاستعادة صنعاء التي سيطر عليها المقاتلون الحوثيون في سبتمبر/ايلول 2014. وبدأ التحالف غاراته الجوية ضد الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية لصالح في أواخر مارس/آذار بعد أن انطلقوا من معقلهم الشمالي باتجاه مدينة عدن الساحلية الجنوبية.