في حين تعاني معظم قرى ومديريات تعز من مجاعة وفقر مدقع فقد واصلت ميليشيا الحوثي والمخلوع علي صالح الانقلابية، تهجيرها القسري للمواطنين، في أحياء محافظة تعز، وسط اليمن، والمحاصرة منذ قرابة عام ونصف العام . وعلى امتداد الساعات الماضية قادت هذه الميليشيات عمليات تهجير قسري لأهالي قرية الدبح بالربيعي، غرب المدينة من منازلهم في حين اعتقلت الشباب من ابناء القرية وقامت بإقتيادهم إلى جهات مجهولة . وقال المركز الإعلامي للمقاومة بمحافظة تعز إن الحوثيين "أجبروا" العشرات من السكان على مغادرة إحدى القرى في منطقة دبح غربي المدينة تأهباً لتحويلها إلى منطقة عسكرية. وأظهرت صور التقطها نشطاء في المنطقة العشرات من الأسر وهي تنزح من قراها، وقال محمد الصلوي -وهو أحد السكان- إن العشرات ليس لديهم مأوى. وتزامنت عمليات التهجير القسري في الوقت الذي شهدت فيه مديرية الصلو جنوبي المحافظة عمليات نزوج بشكل جماعي "جراء القصف الذي تقوم به المليشيا الانقلابية على عدد من قرى المديرية . وتشهد عدد من مناطق الصلو مواجهات مسلحة منذ أسابيع بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي وصالح من جهة أخرى، إثر اجتياح الأخيرين للمديرية. ومؤخرا وجهت الحكومة اليمنية دعوة عاجلة لإغاثة النازحين بمحافظة تعز، التي تشهد مناطقها الجنوبية نزوحا جماعيا للسكان جراء المعارك الدائرة هناك وإجبار الحوثيين لهم على المغادرة. وناشدت الحكومة اليمنية المنظمات الإنسانية أمس الثلاثاء التدخل وإغاثة النازحين من مديرية الصلو التابعة لمحافظة تعز وسط البلاد. وطلب وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح من جميع المنظمات العاملة في المحافظة العمل على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للنازحين من مديرية الصلو وإمدادهم بالمواد الغذائية والعلاجية ومخيمات الإيواء. وحمّل فتح "المليشيا الانقلابية وحلفاءها من أنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح المسؤولية الكاملة عن الأوضاع الإنسانية في مديرية الصلو ومحافظة تعز جراء حصارها والقصف العشوائي على منازل وأحياء المدنيين". وسقط خلال المواجهات قتلى وجرحى بينهم مدنيون، فضلا عن تسببها بموجة نزوح جماعي للسكان الذين يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية العاجلة من مخيمات إيوائية ومواد غذائية وصحية. وخلفت الحرب الدائرة في اليمن منذ عامين أوضاعاً إنسانية صعبة، وتشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، كما أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من ستة آلاف شخص وإصابة نحو 35 ألف، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.