عندما يتذكر الجنوبيون نكستهم التي أوقعهم بها أمين عام الحزب الاشتراكي علي سالم البيض في عام 90م يغضب البعض منهم ويبدأ بتلفظ العبارات الجارحة (....) لماذا وحدنا بهم ؟؟ مع أن الوحدة جاءت بتوافق شعبي و كانت تعد طريق النجاة بحسب ما يقول البعض . مع قدوم الوحدة تغير كل شيء موقع الكرسي لم يعد يتسع اثنان البيض شعر بغلطته ولكن بعد فوات الأوان وصالح استخدم العلاقات الإقليمية وبدا السطو على الجنوب باسم الوحدة , ومع كل هذه الصراعات دولة الجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية تشطب من الخارطة وتضيع الهوية الجنوبية ليصبح الجنوب جزيرة الكنز لأباطرة صنعاء.من هنا سقط الجنوب وتم اجتياحه ونهبه وطمس كل معالمه 17 سنة والصوت الجنوبي يئن ويئن وصالح يهيمن على مجرى الدولة والثروة ,لم يتوقع بان الظلم سيعيد حسابات الجنوبيون وبأنهم سيخرجون عن سباتهم في يوما من الأيام .
شرارة الاحتجاجات التي قام بها المتقاعدين الجنوبيين في 2007م أطلقت صفارة الثورة ومنها خرج الحراك الجنوبي السلمي وهوا يحمل راية التحرير والاستقلال واستعادة دولته التي أخطاء البيض عندما سلمه بدون شروط دولية, صالح يصحو على ثورة وأصوات تتعالى مطالبة دولة بعدما رفض أن يؤمن لهم حقوقهم ومستحقاتهم, اليوم لا يهمهم سوء عبارة واحدة (استعادة الدولة ما قبل 90م).
لم يسكت النظام في صنعاء فقام بقمع الأصوات وقتل البعض واسر البعض الأخر ولكن دون جدوا فالشعب ثار ولن يسكت عن حقه المسلوب, دفع الحراك فاتورة الثورة آلاف الشهداء وآلاف الجرحى والأسرى ولا زال يدفع حتى يومنا هذا والثورة مستمرة مع سقوط صالح جاء هادي وحكم البلاد وتغيرت أسماء في النظام وأحزاب ولكن لم يتغير الحراك فلازال القتل مستمر وقد يفوق أيام صالح فحزب الإصلاح يمتلك فتوى في إباحة قتل الجنوبيين مثل فتوى الديلمي في حرب 94م .
ظل الشعب يواصل متأملاً أن توصل رسالتهم إلى دول الجوار لكي يقفوا مع شعب الجنوب بقضيتهم العادلة التي ارتوت من دماء الجنوبيين, قضيتهم التي أخرجتهم عزل ليواجهوا آليات نظام صنعاء بصدور عارية لا يحملون بأياديهم ألا علم دولتهم وصور شهدائهم ومع كل هذا يظل الرصاص هو الرد ويظل شعار صنعاء (الوحدة أو الموت) سيد المواقف في كل ساحة جنوبية.
دول الجوار سقطت مثل أوراق التوت في قضية الجنوب وظل الأمل معلق على ما يسمى بمجلس الأمن الدولي فتم الرصد لكل الانتهاكات وكل المجازر التي ارتكبت في الشعب , من هنا بدأت القضية تلوح في سماء ضبابية البعض يرى أنها خلاص والأخر يرى العكس فعدم التوافق السياسي بين قيادات الجنوب اضعف القضية مع قوتها .
ماذا قال الغرب عن ثورتنا في الجنوب؟؟ او بالأصح مجلس الأمن الدولي ؟؟ لم يقل إي شي ولم يلوح لأي فرج بل ظل على استمرار مشروع الوحدة , الغرب اختلفوا في قضتنا منظماتهم المدنية تعاطفت بقوة والتمست معانة الشعب الجنوبي , مع تحفظها بأشياء كثيرة من بين هذه ألاشيء القاعدة والتفاف بعض الجنوبيين فيها, بينما السياسيون لم يتعاطفوا بل ظلوا على مبدأ المصالح فتعتبروا الجنوب جزء من الجهورية اليمنية ولا يخضع لا بند يشرعن انه محتل.
وبين كل هذا وذاك تظل مقولة الرجل العربي والممثل لدى الغرب في اليمن جمال بن عمر تريدون دولة وجنوب وقياداتكم لم تصل إلى وفاق في ما بينها ! نعم هكذا هو رد الغرب على قضيتنا لا يعترفون بدولة جنوبية ولا باحتلال فركاكة القيادات وتمزقهم والعداوات التي صنعها صالح لا تزال هيا من تعرقل الشارع وتحجب المجتمعات الإقليمية والدولية من الوقف مع تطلعات الشعب الجنوبي. خلاصة القول سبب التمزق هي تلك القيادات التي صحت من سباتها لتجني أموال غير مشروعة على حساب القضية , المجتمع الدولي والإقليمي يرى أن الصراع بين قيادات الجنوب اكبر من صراع الجنوب وشعبة في استعادة الدولة والهوية, وللأسف هذا هو حال الجنوب بين سياسيون فهموا الوطنية بمصطلح ( الحساب الجاري ) واختلفوا في رقم ذلك الحساب ! .