ثلاثة وعشرون عام ونيف هي عمر حكم الحزب الاشتراكي اليمني للجنوب التي سخرها بشكل تام لمسخ هوية شعب الجنوب العربي ويمننتة برغم عدم وجود اي روابط تاريخية سياسية تربط عدنبصنعاء ومع كل هذا اصر الحزب الاشتراكي اليمني على السير قدما لدمج الجنوب العربي بدولة اليمن فكانت شعارات الحزب طوال فترة حكمة تتمحور في الترويج لليمننة والوحدة اليمنية التي لم يكن الطرف الاخر في صنعاء في ذلك الوقت يعيرها اي اهتمام بل كان يتوجس منها خيفة ويحاول الابتعاد عن الخوض في اي مباحثات او نقاشات رسمية قد تعجل بحصولها ؛ بل حتى على المستوى الشعبي في الشمال لم يكن هناك اي مطالب بما يسمى الوحدة مع الجنوب ولم يكن معظم شعب الشمال يرى في الجنوب الا انه دولة مجاورة يحكمها الاشتراكيين او الشيوعية كما كانوا يقولون. بينما بقي الحزب الاشتراكي في الجنوب يعمل بوتيرة عالية على تصوير الوحدة وكأنها الفردوس الأعلى ويوهم شعب الجنوب بأن الحياة الرغيدة والدولة العظيمة لن تتحقق الابعد التوحد مع صنعاء ومرت الايام برغم معاناة شعب الجنوب بسبب السياسات الفاشلة والبليدة التي انتهجها رفاق الاشتراكي وتحويل الجنوب الى سجن كبير بعد ان شردوا واقصوا وقتلوا عشرات الآلاف من هذا الشعب المغلوب على امره . ثم ذهبوا الى صنعاء ليحققوا احلامهم الوردية التي روجوا لها طوال فترة حكمهم ولكن سرعان ما تبخرت تلك الاحلام وانكشفت الحقيقة لرفاق الاشتراكي فقد علموا ورأوا بأم اعينهم ان صنعاء لم تكن الفردوس بل هي صنعاء القبلية الهمجية التي لاوجود للدولة فيها حتى وان وجد المسمى حينها بدأ الرفاق يتململون من الوضع بعد ان ادركوا انهم اصبحوا لقمة صائغة في فم من لا يرحم ولا يحترم عهد ولا ميثاق ولكن الوقت حينها قد فات فلم يعد بوسعهم العودة الى سابق عهدهم في عدن بعد ان فقدوا كل مقومات القوة والبقاء بتصرفاتهم الغبية منقطعة النظر ووجدوا انفسهم خارج الحدود بدون احلام وبدون شعب يتعاطف معهم او حتى يدافع عنهم ولو بكلمة واصبحت صنعاء والوحدة مجرد كابوس بل شيطان رجيم.. اليوم المشهد يتكرر والتجربة تعاد وبنفس العقلية الرفاقية القديمة مستغلين ثورة شعب الجنوب ضد الظلم والقهر والعدوان وايضا مستغلين مشروع التصالح والتسامح الجنوبي الذي عفاهم من محاكمة عادلة على ما اقترفوه بحق هذا الشعب المقهور؛ عاد الرفاق ليمارسوا نفس الفشل السابق ويروجوا لأحلام جديدة لا تمت للواقع بصلة؛ سبع سنوات مضت من عمر الحراك الجنوبي والاهواء الرفاقية تتجاذبة بين وعود زائفه وصراعات مصطنعة لا يوجد لها اي مبرر ومع كل هذا وجدوا من يطبل لهم ويروج لأفكارهم الانانية المريضة حتى فعلوا بالحراك خلال سنتين مالم يفعله المحتل وهو في عز قوته وأوج عنفوانه واصبح الحراك بفضل افعال الرفاق مقسم مشرذم متخبط يدور في دائرة مفرغة لا تأثر الا سلبا على وحدة الداخل الجنوبي ولا يعيره العالم الخارجي اي اهتمام برغم حجم التضحيات التي يقدمها شعب الجنوب الا ان الخلافات السياسية المفتعلة جعلت الصورة ضبابية مما ساعد نظام صنعاء في الترويج لأفكاره واقناع المجتمع الدولي بوجهة نظرة على حساب الجنوب ومعاناة شعبة ؛ كل هذا حصل ولازال يحصل والرفاق مستمرين في عبثهم وفشلهم غير آبهين بالكارثة التي تنتظر الجنوب ارض وانسان في حالة تعثرت الثورة الجنوبية لا سمح الله .. ان استمرار الوضع على ما هو علية لن يحقق لشعب الجنوب اي نصر سياسي او ميداني بل سيزيد الوضع مأساوية ويدخل شعب الجنوب في دوامة قد تفقده الاستقامة من جديد على مدى عقود من الزمن ؛ولهذا نقول ان لحظة التصحيح والتغير قد حانت اليوم وليس غدا فلا يمكن لمن أدمنوا الفشل ان يحققوا النجاح ولو مرة واحد في حياتهم بل ان مصير شعب الجنوب ليس مكان لتجربة المجرب وعلى شباب الجنوب ان يتحملوا المسؤولية ويعيدوا ترتيب صفوفهم وايجاد قيادة موحدة من اوساطهم تحمل مشعل الثورة والسير قدما حتى تنجز اهدافها في الزمان والمكان المحدد قبل فوات الاوان حينها لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب ولا تحميل المسؤولية لمن فشل في حملها وهو في عز شبابة وعنفوانه ..