ماذا يحمل لنا المبعوث الدولي السيد جمال بن عمر في زيارته المرتقبة لحضرموت وماذا في جعبته ؟ الم تتمخض سنوات توليه مهمة المبعوث الدولي باليمن عن حلول جذرية لحل المشاكل العالقة ؟ حلول يفرضها الحق لأصحاب الحق ؟ ألم يعلم السيد جمال بن عمر بأننا في الجنوب أصحاب حق ؟ وان هذا الحق يجب أن يؤل إلى أصحابه طوعاً أو كرها ، فكما يقول المثل الشعبي الحضرمي (من قال حقي غلب ) ومادام معنا الحق فالغلبة لنا أيها السيد الكريم . الغلبة لنا قولاً وفعلا ، ومصيرا يسوقنا الرحمن إليه سوقا ، وما النصر الا من عند الله ، تلك الحقائق نضعها بين يدي السيد جمال بن عمر وهو العارف بها والخبير ببواطنها ، فشعبنا في الجنوب العربي قد حزم أمره وطوى أوراقه ، فلا مجال لمزايدات أصحاب المصالح الضيقة على قرار الشعب وخياره ، ولا اذان صاغية لنقنقة ببغاوات اليمننة والدائرين في فلكها ، ونحن نرفض الاحتلال واقعاً فرضته علينا حرب 1994م ، ونرفض هوية فرضتها علينا الجبهة القومية في 1967م فرضا، وهاهي السنوات الخوالي تثبت عدم قدرة الشعبين في الشمال والجنوب على عدم التعايش ، وان البون الشاسع بين حدود الهويتين يقف حاجزا منيعا عن الذوبان ، ولا يمكن ان يلتقيا ولو بعد ملايين السنين ، فالإرث الحضاري لكل الشعبين له خصائصه التي امتاز بها وهي واقعة على طرفي نقيض ، فاسترجاع التاريخ إلى ما قبل الميلاد يؤكد هذه الحقيقة ، ولو أن ابن عمر راجع خزائن الأرشيف البريطاني خلال فترة احتلاله لعدن ، أو قراء ماكتبه الرحالة المستشرقون عن عدن وحضرموت ، وعن اليمن لازداد يقينا ومعرفة . ثم إن حاضرنا وواقعنا اليوم في الجنوب العربي من المهرة إلى باب المندب ، والمتمثل ذلك في فئات الشعب الجنوبي الخير الثائر سلميا ، ترفض الإكراه الدولي في تطويع مصيرها للغاصب لأرضها ومقدراتها ، وترفض التآمر الخفي على طمس هويتها ، ان الذي نأمله من مجلس الأمن العودة إلى قراراته السابقة في حق اليمن ومنها عدم فرض الوحدة بالقوة ، فلا نجيز له أيضاً بأن يقلب الآية ليفرض على شعب الجنوب الوحدة بالقوة ، خوفا على مصالح دوله الثلاث (فقط) في الجنوب العربي ، رغم ان خوفهم ليس في محله ، فلا ضامن حقيقي الا شعب الجنوب وحده ، والوقوف معه والى جانبه وقوف مع المصالح الآنية والدائمة لهذا أو ذاك .
على السيد جمال بن عمر ان يعي وان يخبر من خلفه بأن شعب الجنوب العربي عصي ولا تنكسر ارادته رغما عنه ، وان الخير كل الخير في اتباع مايريد ومايطمح اليه في تحقيق استقلاله واقامة دولته التي ستكون حجر الزاوية لمنطقة هادئة شهد لها التاريخ سابقا وسيشهد لها لاحقا بأن شعبها أناس أهل حضارة وسلام .