يعول بنفيكا البرتغالي على حماسة لاعبيه المنتعشين من التتويج بلقب الدوري المحلي عندما يستقبل يوفنتوس الإيطالي في قمة الدور نصف النهائي لمسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» لكرة القدم اليوم (الخميس)، فيما يلتقي إشبيلية وفالنسيا في مواجهة إسبانية خالصة. ويتوق بنفيكا، الوحيد بين رباعي المربع الذهبي الذي لم يظفر بلقب المسابقة لكنه يملك لقبين في المسابقة الغالية (كأس الأبطال) عامي 1961 و1962، إلى نسيان كارثة الموسم الماضي عندما كان على أبواب التتويج بألقاب الدوري والكأس المحليين والدوري الأوروبي، قبل أن يفشل في الرمق الأخير، إذ فقد لقب الدوري الأوروبي أمام تشلسي الإنكليزي. وتغلب لاعبو المدرب جورج جيسوس على أولهاننسي (2- صفر) أمام 64 ألف متفرج في ملعب «دا لوس» في لشبونة الأحد الماضي، ليبتعدوا بفارق سبع نقاط عن أقرب مطارديه قبل مرحلتين من ختام الدوري ويضمنوا إحراز لقبهم ال33. وقال جيسوس خلال احتفال الفريق أمام الآلاف في ساحة ماركيس دي بومبال في وسط العاصمة: «كان هذا هدفنا الرئيس هذ الموسم ونحن سعداء». ولم يخسر بنفيكا سوى مرة واحدة في 35 مباراة، وبلغ نهائي الكأس، إذ سيواجه ريو آفي الشهر المقبل، كما يواجه غريمه بورتو في نصف نهائي كأس الرابطة نهاية الأسبوع الجاري ليكون أمام احتمال تحقيق رباعية نادرة. لكن النجاح الأوروبي يبدو أصعب على بنفيكا، لكونه خسر سبع مباريات نهائيات قارية بعد إحرازه لقبه الأخير في كأس الأبطال عام 1962. وما يزيد من طموح بنفيكا إلى الاقتراب من التتويج تكريم أسطورتي الفريق أوزيبيو وماريو كولونا اللذين رحلا مطلع العام الحالي. ويقف أمام طموحات بنفيكا يوفنتوس بطل أعوام 1977 و1990 و1993 الباحث عن خوض النهائي على ملعبه «يوفنتوس ستاديوم» في ال14 من أيار (مايو) المقبل، بعد أن اقترب من حسم لقب الدوري المحلي للموسم الثالث على التوالي. ويطمح فريق السيدة العجوز، الذي خرج خالي الوفاض من دور المجموعات لدوري الأبطال، إلى معانقة لقب قاري أول له بعد تتويجه الأخير في دوري الأبطال 1996. وقال لاعب وسطه كلاوديو ماركيزيو: «كثيرون من هذه التشكيلة لم يحرزوا أي لقب قاري، ويوفنتوس لم يتوج في أوروبا منذ فترة بعيدة». وتابع: «عندما يبلغ هذه المرحلة من المسابقة يكون الحافز قادراً على صنع الفارق، وحتى لو اقتربنا من نهاية الموسم ونحن نشعر بالتعب قليلاً، فاللقب يحفزك لتكون أفضل على أرض الملعب». وعلى رغم عراقة الفريقين، فإنهما التقيا مرتين فقط أوروبياً، الأولى في نصف نهائي كأس الأبطال 1968 عندما ابتسمت لبنفيكا قبل أن يخسر في النهائي أمام مانشستر يونايتد الإنكليزي، والثانية في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 1992-1993 بمشاركة المدرب الحالي أنطونيو كونتي، إذ انتصر الفريق الإيطالي (4-2) بمجموع المباراتين. ويحوم الشك حول إشراك المدرب كونتي هدافه الأرجنتيني كارلوس تيفيز ولاعب وسط التشيلي أرتورو فيدال بعدما أراحهما في مباراة بولونيا الأخيرة لأسباب تتعلق باللياقة البدنية. من جهته، يغيب عن بنفيكا لاعبا وسطه الأرجنتيني إدواردو سالفيو وسيلفيو مانويل بيريرا، ويحوم الشك حول مشاركة لاعب الوسط الأرجنتيني نيكولاس غايتان بعد تعرضه لضربة في مباراة أولهاننسي، كما يعاني الصربي ليوبومير فيسا من إصابة.
إشبيلية - فالنسيا ويشهد الأندلس الإسباني مواجهة منتظرة بين إشبيلية وجاره فالنسيا هي الأولى بينهما أوروبياً. وضرب إشبيلية بقوة في إياب الدور ربع النهائي، عندما حول تأخره (صفر-1) ذهاباً أمام بورتو بطل المسابقة عامي 2003 و2011، إلى فوز كبير (4-1) إياباً، وواصل زحفه نحو اللقب الثالث في تاريخه في المسابقة بعد عامي 2006 و2007. وبدوره أبلى فالنسيا البلاء الحسن وحقق المعجزة المستحيلة عندما سحق بال السويسري بثلاثية نظيفة إياباً وهي النتيجة ذاتها ذهاباً في سويسرا قبل أن يعزز بثنائية في الوقتين الإضافيين، وأنهى اللقاء بخماسية نظيفة أبقت حظوظه قائمة في التتويج بلقب المسابقة للمرة الثانية بعد الأولى عام 2004 خلال عصره الذهبي الذي خاض خلاله مباراتين نهائيتين في مسابقة دوري أبطال أوروبا عامي 2000 و2001. ولن تكون هناك مباراة نهائية إسبانية على غرار العام قبل الماضي عندما أحرز أتلتيكو مدريد اللقب على حساب مواطنه أتلتيك بلباو، لكن إسبانيا ضامنة وجود أحد ممثليها في تورينو. ويعيش إشبيلية، الذي تخطى جاره ريال بيتيس في دور ال16، فترة رائعة، إذ فاز 12 مرة في آخر 15 مباراة في مختلف المسابقات، ليرتقي إلى المركز الخامس في الليغا على بعد ثلاث نقاط من أتلتيك بلباو الرابع والمؤهل لدوري أبطال أوروبا. ويتطلع المدرب أوناي إيمري إلى مواجهة فريقه السابق، إذ أمضى أربعة مواسم على رأس الجهاز الفني لفالنسيا حتى 2012، وقاده ثلاث مرات إلى المركز الثالث في الدوري وراء العملاقين برشلونة وريال مدريد وإلى نصف نهائي الدوري الأوروبي. ومنذ رحيله عام 2012، عانى فالنسيا كثيراً وفشل هذا الموسم بإشراف مدربه الأرجنتيني يخوان أنطونيو بيتزي بعد رحيل الصربي ميروسلاف ديوكوفيتش في حجز مكان أوروبي له، إذ تراجع إلى المركز الثامن في ترتيب الليغا لفوزه مرتين فقط في آخر تسع مباريات. وقال مدافعه الأرجنتيني فيديريكو فاسيو: «ستكون مواجهة كبيرة، نحن نعرف بعضنا جيداً ولا يمكن أن نرشح أحد الطرفين». ورأى لاعب وسط فالنسيا الجزائري الدولي سفيان فغولي أن هذه المباراة هي «الأهم» في مسيرته: «الجماهير ترغب بالتتويج، وهي منحتنا الدعم الكافي، أما الفارق فستصنعه تفاصيل صغيرة ولا يوجد فريق لديه أفضلية».