لقد مثل ذلك التاريخ بالنسبة لنا في الجنوب يوم أسود ارتبط بذاكرتنا وذاكرة أجيالنا بذكرى يوم الخطاب الشهير لزعيم الحرب علي عبدالله صالح الذي ألقاه من ميدان السبعين في صنعاء عام 1994م حيث مثل ذلك الخطاب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى إعلان حرب مفتوحة على الجنوب بدايتها ذلك التاريخ وأهدافها الانقلاب على الوحدة السلمية واحتلال الجنوب دون تحديد نهايتها. وهذا ما حدث بالفعل فقد شنت من ذلك اليوم الحرب على جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من قبل شريك الوحدة السلمية الجمهورية العربية اليمنية وتم قتل وتشريد مئات الألآف من أبناء الجنوب وتدمير جيش الجنوب بأكمله وكذا مؤسساته وانتهاك ونهب أراضيه وتهميش أبناءه وطمس كل ما يتعلق بالتاريخ والهوية الجنوبية.
نعم بالفعل حقق المحتل هدفه بإعلان الانتصار واحتلال الجنوب في 7 يوليو 1994م لكن تلك الحرب في ذاكرتنا وذاكرت أجيالنا لم تنته حتى اللحظة.
واضع ستة خطوط تحت هذه العبارة للتأكيد. قد يذهب البعض بالقول أن من أعلن تلك الحرب قد أصبح خارج ذلك النظام ( نظام الاحتلال) لهذا نحن نقول صحيح أن من أعلن تلك الحرب هو شخص علي عبدالله صالح لكن من نفذها هو نظام ولهذا نحن نقول نظام وليس شخص وشركاء الحرب في النظام آنذاك لازالوا شركاء النظام في الوقت الحالي.لذا فان شعب الجنوب يعتبر تلك الحرب بكل ما ترتب عليها من نهب واستباحة للأرض والهوية والإنسان لازالت مستمرة حتى اللحظة.