أحيى الآلاف اليوم الأربعاء الذكرى السنوية الأولى لإسقاط جبل "العر" الشهير في يافع بمحافظة لحج بعد سنوات من سيطرة الجيش اليمني عليه. وأقيم المهرجان الكرنفالي الذي رفعت فيه أعلام دولة الجنوب السابقة ونظمته فصائل الحراك الجنوبي على سفح الجبل وحضره مشاركون من عدد من محافظات الجنوب.
وتزينت المنازل والطرقات بأعلام دولة الجنوب السابقة, واصطفت السيارات في طوابير طويلة في طريقها صوب "الجبل".
وحضر المهرجان عدد من قيادات ونشطاء الحراك الجنوبي في يافع ومحافظات جنوبية مجاورة.
وهذا الجبل هو الأعلى في المنطقة ويشرف على أجزاء واسعة من يافع, وكانت ترابط فيه ثكنة عسكرية تتبع الحرس الجمهوري.
ودارت لاثنى عشر يوماً مواجهات مسلحة بين جنود الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين في الجبل ومحيطه العام الماضي انتهت بسقوط قتلى وجرحى من الجانبين وأسر عدد من جنود الحرس الجمهوري وانسحاب البقية إلى محافظة البيضاء المجاورة واستلام المسلحين والقبائل "الجبل".
وأطلقت اسم "معركة الحدي" على المواجهات في الجبل, في إشارة إلى القيادي في الحراك الجنوبي "علي صالح الحدي" الذي قتل بمواجهات مسلحة مع جنود في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين أثناء محاولة اعتقاله في مطلع مارس/آذار من العام 2010.
وهذا الجبل يحمل قيمة رمزية في الموروث الاجتماعي والشعبي ليافع ومناطق الجنوب حيث شهد معارك قديمة بين مسلحي القبائل الجنوبيين وجنود الأئمة الزيديين في الشمال أثناء محاولات تمددهم صوب الجنوب قبل قرون ووثقتها قصائد شعرية شعبية, واحتفظت الذاكرة الجمعية لسكان المنطقة بمخزون تعبوي من ذكريات المعارك القديمة مع الأئمة الزيديين وخلال الأعوام الماضية اشتكى سكان "يافع" من ممارسات وصفوها بالاستفزازية, وهددوا في مرات كثيرة ب"تحرير الجبل".