صراع الكهول مستمر احدهم يطالب بجنوب عربي والآخر يمن جنوبي . احدهم يقول انا هويتنا جنوبية ودولتنا الجنوب العربي ولسنا يمنيين وان قلنا يمن جنوبي ننكر هويتنا الجنوبية والاستقلال سرق في 1967م .
والآخر يقول دخلنا الوحدة باسم اليمن ولن تستعيد دولتنا الا بالاسم الذي دخلنا به الوحدة وأخذنا الاستقلال من بريطانيا بنفس الاسم " اليمن " .
كل هذا الصراع ليس حباً للوطن ، بل هي تصفيه حسابات بينهم على حساب الوطن ، التسامح لم يطبقوه ، فقط جعلوه شعار لخطاباتهم الرنانة .
احدهم يقول ان اليمننة هي سبب المصائب ، ونكبه الوطن ،ولابد ان نعود للأصل يقصد " الجنوب العربي " وان نتمسك بهويتنا العربية الجنوبية .
الاخر يقول من يطالبون بالجنوب العربي يريدون عودة السلطنات في الجنوب ، ولا بد ان نتمسك بالاسم الذي دخلنا به حتى نخرج منها .
كلهم طامعون في السلطة ، لا محبين للجنوب ، عقولهم ما زالت معششة بالأفكار التي أكلها الصدى مع السنوات ، لا يعلمون ان الزمن هذا غير الزمن ذاك .
عليهم ان يعلموا اننا لا نريد " جنوب عربي " ولا " يمن جنوبي " ، نريد دوله جنوبية لا تمت للماضي بصله ، لا ننكر هويتنا ، ولكننا نريد دوله باسم جديد ، وعلم جديد ، وعمله جديدة ، لا نريد شيء من الماضي ، نريد ان ننساهم وماضيهم بخيرة ان وجد وشرة .
المؤتمر الجامع لن يكتب له النجاح اطلاقاً ، ان لم يتم تصفيه عقولهم من الأفكار المصدية ، ان لم يتم تصفيه عقولهم من فكرة الإقصاء والتهميش .
المؤتمر ليس حكراً لهم ولأولادهم وحاشيتهم فقط ، المؤتمر لابد ان يشارك فيه الكل - اقصد كل المؤمنين بالاستقلال - وان لا يقتصر على مكونات كرتونية ، وشخصيات كما يطلق عليها " تاريخية " ، حتى وان كانوا السباقين في الانضمام للثورة .
هم ليس كل الجنوب ، ولا حتى " الربع " فيه وعليهم ان يعرفوا حجمهم الطبيعي ، هناك عمال وموظفين وطلاب وعاطلين عن العمل ، هناك معلمين ، هناك دكاترة ، هناك نساء لم ينخرطوا في مكونات " ابو خمسة نفر " ، هناك وهناك ، الكل لابد ان يمثل حتى عمال النظافة والمهمشين " الأخدام " ، ان كنتوا تريدوه جامع فعلاً لكل الجنوبيين .
اما ان كنتم تريدون بهذا المؤتمر جمع من لا يجتمعون ولن يجتمعون ، فمصيره حتماً الفشل غير مأسوف عليه ، هم ليس كل الجنوب وهم ليس فقط من يريدون الاستقلال.